اتفاقية بين «البواني» و«كليات التميز» لدعم وتطوير الكوادر في قطاع البناء والانشاءات

اتفاقية بين «البواني» و«كليات التميز» لدعم وتطوير الكوادر في قطاع البناء والانشاءات
TT

اتفاقية بين «البواني» و«كليات التميز» لدعم وتطوير الكوادر في قطاع البناء والانشاءات

اتفاقية بين «البواني» و«كليات التميز» لدعم وتطوير الكوادر في قطاع البناء والانشاءات

وقعت شركة «البواني» اتفاقية تفاهم وتعاون مشترك مع كليات التميز تهدف لدعم وتطوير قطاع البناء والانشاءات، في خطوة تأتي في إعداد الكوادر السعودية لسوق العمل ضمن قطاع البناء والإنشاءات، والذي يشهد تنامي واسع في المملكة، في ظل مساعي القيادة الرشيدة لتعزيز الاقتصاد.
وتم توقيع الاتفاقية بحضور الدكتور أحمد الفهيد محافظ المؤسسة العامة للتدريب الفني التقني، والمهندس فخر الشواف المدير العام لشركة البواني، وذلك ضمن مبادرات الإسهام الفعلي في تحسين المحتوى المحلي والذي يعد أحد أهم ممكنات الرؤية الوطنية 2030، حيث تهدف الاتفاقية لخلق التعاون وتبادل الخبرات في كافة مجالات التدريب التقني والفني المتاح بين "شركة البواني" وكليات التميز.
وقال الدكتور أحمد الفهيد محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني عقب مراسم التوقيع، «تهدف هذه الاتفاقية إلى تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية السعودية لتشغل المهن المستهدفة حسب تصنيف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في المملكة وكذلك تحديد إطار التعاون المشترك بين شركة البواني وكليات التميز، بما يضمن خدمة المصالح والأهداف المشتركة بينها، ولتحقيق المصلحة العامة وما تضمنته خطة التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030، من خلال إنشاء "أكاديمية البواني" ورعاية متدربين بهدف التدريب المنتهي بالتوظيف في مجال مهن البناء والانشاءات».
من جهته أعرب المهندس فخر الشواف المدير العام لشركة البواني عن سعادته بتوقيع مذكرة التفاهم، وقال «ستكون هذه الاتفاقية حجر أساس في تعاون سيفضي إلى استقطاب الشباب السعودي المؤهل للعمل في المجال الهندسي للبناء والانشاءات والذي يعتبر جزءاً مهماً في عملية تمكين الشباب السعودي من خلال تدريبهم على مهارات كثيرة، وإعدادهم بشكل كامل للمساهمة في تحقيق رؤية 2030 لدعم التطلعات الاقتصادية للمملكة العربية السعودية في السوق المحلية والعالمية، ومن أجل مستقبل واعد للوطن وأبنائه من الخريجين في مختلف المجالات والأقسام التي تتضمنها أكاديمية البواني».
من جانب آخر أكد المهندس أيمن بن مصطفى آل عبدالله الرئيس التنفيذي «لكليات التميّز» عن أهمية الشراكات الاستراتيجية مع القطاع الخاص لتوظيف أبنائنا وبناتنا المتدربين والمتدربات من خريجي كليات التميز ومن خلال دعم تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية السعودية وتزويدها بالمهارات والقدرات المعرفية والمهنية المطلوبة في سوق العمل في مجال البناء والانشاءات، من خلال تدريبها بما يحقق التنمية المستدامة لقطاع البناء والانشاءات، ويرفع إسهامه في الناتج المحلي.
من جانبه صرح النائب الأعلى للرئيس التنفيذي لشركة البواني، المهندس إبراهيم الغامدي، بأن هذه الشراكة تشكل خطوة كبيرة في جهود المجموعة المتواصلة لتمكين قدراتها وتعزيز مكانتها الرائدة مجال البناء والانشاءات. وقال الغامدي: “إننا نطمح لنمو قوي في القوى الوطنية المواكبة للتطورات العالمية، وتركيزها على تطوير المهارات الوطنية. كما إننا سنعمل على مشاركة خبراتنا والعمل على توفير فرص عمل وطنية مستدامه في سبيل المساهمة تقدم المملكة وتحقيق رؤيتها.
إلى ذلك أوضح المستشار الدكتور أحمد القطان اهتمام وتركيز أكاديمية البواني على تقديم التدريب التطبيقي للمهارات التقنية والمهنية في المملكة بالشراكة مع أفضل المؤسسات التعليمية والتدريبية الدولية لتلبية متطلبات السوق المحلية، وتوفير أفضل الممارسات العالمية والتدريب التطبيقي في البناء والانشاءات. وأشار إلى أن هذا المشروع سوف يسهم في تقديم برامج تدريبية متخصصة ودبلومات هندسية في مجال البناء والانشاءات، والاشراف على تدريب أكثر من 2500 مُتدرب خلال الخمس سنوات القادمة.



هل تمثل «صمامات» مجدي يعقوب الجديدة اختراقاً علمياً؟

جراح القلب الشهير مجدي يعقوب (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)
جراح القلب الشهير مجدي يعقوب (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)
TT

هل تمثل «صمامات» مجدي يعقوب الجديدة اختراقاً علمياً؟

جراح القلب الشهير مجدي يعقوب (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)
جراح القلب الشهير مجدي يعقوب (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)

يقود البروفيسور المصري مجدي يعقوب، جراح القلب الشهير مشروعاً بحثياً يسعى إلى تطوير صمامات قلبية يمكنها أن تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم، مما ينهي الحاجة إلى المزيد من العمليات الجراحية المعقدة لعلاج أمراض القلب.

ووفق تصريحات يعقوب لصحيفة «صنداي تايمز»، الأسبوع الحالي، من المقرر أن تتلقى مجموعة أولية تضم أكثر من 50 مريضاً صمامات قلبية مصنوعة من ألياف تعمل كـ«سقالة» يمكن زراعتها بحيث تتوافق حيوياً مع خلايا الجسم الطبيعية.

تحديات قديمة

وعلى الرغم من أن التقنيات الحالية لإنتاج صمامات ميكانيكية مصنعة من البوليمرات أو بيولوجية مستمدة من أجسام حيوانات مثل الخنازير أو الأبقار متاحة منذ أكثر من 50 عاماً، فإنها تحمل العديد من العيوب وعادة ما تمثل عبئاً على جسم المريض. إذ تزيد الأضرار التى تطرأ عليها من خطر الإصابة بقصور القلب أو السكتة الدماغية أو النوبات القلبية.

جانب من التجارب التى تجري في مركز أبحاث العلوم الجزيئية التابع لإمبريال كوليدج لندن (إمبريال كوليدج لندن)

وهو ما علق عليه الدكتور إبراهيم الشربيني، مدير مركز أبحاث علوم المواد والمدير المؤسس لبرنامج علوم النانو بمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا، قائلاً: «إن الصمامات المأخوذة من الأبقار أو الخنازير أو الأنسجة البشرية والمزروعة في المريض لا تدوم إلا لفترة زمنية معينة ومن الممكن رفضها من قبل الجهاز المناعي للجسم. في حين تتطلب الصمامات الميكانيكية والبيولوجية التي تتطور خارج الجسم البشري من المرضى تناول أدوية منع تجلط الدم طوال حياتهم».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «العلاجات التي تقدم حالياً صعبة للغاية بالنسبة للأطفال الذين يولدون بعيوب في القلب، حيث لا تنمو الصمامات بما يتناسب مع نمو أجسامهم، وعليه يحتاجون إلى استبدالها عدة مرات. وذلك على خلاف الصمامات الجديدة التي يتم تطويرها، إذ يمكن أن تنمو بالتزامن مع نمو الطفل وتصبح نسيجاً واحداً متصلاً بجسم المريض».

وأظهرت دراسة قادها الدكتور مجدي يعقوب، ونشرت في 7 أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2023 في دورية «كومينيكيشين بيولوجي»، نتائج واعدة في الأغنام. ففي غضون أربعة أسابيع فقط من الزرع، تم العثور على أكثر من 20 نوعاً من الخلايا - بما في ذلك الأنسجة العصبية والدهنية - في المواقع الصحيحة، محاكية صمام القلب الطبيعي.

تجارب بشرية

وعلى النقيض من المحاولات السابقة، نجح مشروع يعقوب في تشجيع نمو الخلايا العصبية في الصمام. ووفق النتائج فإنه في غضون ستة أشهر، يصبح الهيكل مكوناً بالكامل من خلايا حية من المريض، وبعد مرور عام إلى عامين، يذوب هيكل السقالة، تاركاً وراءه صمام قلب يعمل بكامل طاقته وينمو مع المريض طوال حياته.

البروفيسور السير مجدي يعقوب (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)

ومن المقرر أن تبدأ التجارب البشرية التي تشمل ما بين 50 إلى 100 مريض، بمن في ذلك الأطفال، في غضون 18 شهراً.

وعلق الدكتور أحمد محمود بنداري، أستاذ مساعد أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب في جامعة بنها المصرية: «تقدم الدراسة خطوة متقدمة في مجال هندسة الأنسجة، حيث تم تطوير صمام قلب صناعي يعتمد على سقالة قادرة على تحفيز نمو نسيج حي مماثل للصمام الطبيعي».

وأضاف لـ«الشرق الأوسط»: «هذه النتائج تقدم وعداً بتحقيق إنجاز ثوري في علاج أمراض الصمامات القلبية».

وشدد على أن «إنتاج صمامات متوافقة حيوياً وقادرة على التجدد داخل جسم الإنسان يعد خطوة ثورية، إذ توفر حلاً طويل الأمد وتعزز جودة الحياة دون مضاعفات كبيرة».

وتعد أمراض صمامات القلب واحدة من الأسباب الرئيسية للوفيات والاعتلالات الصحية عالمياً، حيث تفتقر العلاجات المتاحة إلى حلول مثالية. يقول بنداري: «تواجه الصمامات التقليدية (الميكانيكية أو الحيوية) تحديات تشمل الحاجة إلى أدوية مضادة للتجلط أو خطر التكلس وقصر العمر الافتراضي».

ووفق الشربيني فإن تطبيقات «هندسة الأنسجة» تهدف إلى بناء نسيج أو جزء من عضو بشري أو عضو بشري كامل، وهذا يتم من خلال ثلاثة مكونات رئيسية، هي الخلايا المكونة للطبقات الحيوية التي ستتكاثر وتتراكم فيما بعد في طبقات لتنتج النسيج المستهدف إنتاجه، و«سقالة حيوية» تمثل تصميماً يحاكي البيئة الطبيعية للعضو على المستوى الميكروي الدقيق جداً، شريطة أن تتألف من مواد حيوية مقبولة للجسم وأن تكون قابلة للتحلل في حال كان من الضروري التخلص منها في مرحلة أخرى متقدمة من العلاج، وأخيراً وسيلة لتغذية هذه الخلايا وإمدادها بالأوعية الدموية المطلوبة.

مشكلتان خطيرتان

ويشرح الشربيني: «هندسة الأنسجة تقدم حلاً لمشكلتين خطيرتين، وفق وصفه، هما النقص الكبير عالمياً في أعداد المتبرعين للأعضاء البشرية، ورفض الجسم لهذه الأعضاء».

ويوضح الشربيني: «يمكن للصمام الحي الجديد أن يحول حياة هؤلاء المرضى من خلال القضاء على الحاجة إلى العمليات الجراحية المتكررة والحد من خطر الرفض».

يعقوب دشن مؤسسة لعلاج القلب في جنوب مصر منذ عدة سنوات (مؤسسة مجدي يعقوب للقلب)

وستقارن التجارب الصمام الحي الجديد بالصمامات الاصطناعية التقليدية وستشمل فريقاً دولياً من الخبراء من مؤسسات وجامعات مختلفة من مصر وبريطانيا وإيطاليا وهولندا والولايات المتحدة.

يقول بنداري: «يمكن عدّ هذه النتائج ثورية إذا تم التأكد من فاعليتها في الدراسات السريرية المستقبلية، نظراً لما تقدمه من إمكانات توفير صمام قلب صناعي ذاتي التجدد، يتحول إلى نسيج حي، وقادر على تقليد وظائف الصمامات الطبيعية بما يشمل التجدد، والمرونة، والتكيف مع الضغوط الدموية».

ويؤكد بنداري إذا «نجحت هذه التقنية على البشر، فقد تكون بمنزلة تحول جذري في مجال جراحة القلب».

ولد البروفيسور السير مجدي يعقوب في مصر وتخرج في كلية الطب بجامعة القاهرة عام 1957، وتدرب في لندن وشغل منصب أستاذ مساعد في جامعة شيكاغو. عمل البروفيسور يعقوب أستاذاً سابقاً في مؤسسة القلب البريطانية لجراحة القلب والصدر لأكثر من 20 عاماً واستشاري جراحة القلب والصدر في مستشفى هارفيلد من 1969 إلى 2001 ومستشفى رويال برومبتون من 1986 إلى 2001، وأسس أكبر برنامج لزراعة القلب والرئة في العالم في مستشفى هارفيلد حيث أجري أكثر من 2500 عملية زرع. كما طور عمليات جراحية جديدة للعديد من تشوهات القلب الخلقية المعقدة.

وأسس يعقوب بعد عودته إلى مصر «مؤسسة مجدي يعقوب للقلب» التي أنشأت مركز أسوان للقلب، (جنوب البلاد).