أمين مساعد حزب النور يشكك في جدية الحكومة المصرية في إجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام

قال لـ {الشرق الأوسط} إن تحالف الأحزاب في قائمة موحدة أمر صعب

أمين مساعد حزب النور يشكك في جدية الحكومة المصرية في إجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام
TT

أمين مساعد حزب النور يشكك في جدية الحكومة المصرية في إجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام

أمين مساعد حزب النور يشكك في جدية الحكومة المصرية في إجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام

شكك الدكتور شعبان عبد العليم، عضو المكتب الرئاسي لحزب النور، في جدية الحكومة المصرية في تنفيذ وعد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإجراء انتخابات البرلمان قبل نهاية العام الحالي، مضيفا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «الحكومة لو كانت صادقة في إجراء الانتخابات في هذا الموعد فإنه لا بد أن تأخذ خطوات حقيقية من الآن، وألا تربط تأجيل الاقتراع بشهر رمضان، أو امتحانات الثانوية العامة.. ولا بد أن يرى قانون الانتخابات المعدل النور».
وكان الرئيس السيسي قد شدد خلال اجتماعه مع عدد من رؤساء الأحزاب المصرية، أول من أمس، على ضرورة الانتهاء من انتخابات البرلمان، وتشكيل مجلس النواب قبل نهاية العام الحالي.
وقال عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي للنور، إنه «على الحكومة أن تحول كلام الرئيس السيسي لواقع عملي بالانتهاء من قانون الانتخابات وفتح باب الاقتراع»، لكنه استدرك بأن «ذلك لن يحدث على أرض الواقع بسبب أن الحكومة ولجنة انتخابات البرلمان لم تكن لديهما منذ البداية مصداقية في كثير من الأمور».
وتؤكد الحكومة المصرية أنها تسابق الزمن للانتهاء من قانون الانتخابات، إلا أن خبراء دستوريين يشككون في قانونية مشروع الانتخابات البرلمانية المعدل، الذي يتوقع صدوره خلال الفترة المقبلة، بعدما أرسلته لجنة تعديل القوانين المنظمة لانتخابات مجلس النواب إلى قسم الفتوى والتشريع بمجلس الدولة لمراجعته، وفقا لقرار مجلس الوزراء المصري. لكن عبد العليم أبدى تخوفه من تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى بقوله «ما يهم الجميع هو عدم تأجيل الانتخابات، والإسراع في بدء إجراءات الاقتراع مما يعكس مزيدا من الجدية في إنجاز ثالث استحقاقات خريطة طريق المستقبل».
وتعد الانتخابات البرلمانية الاستحقاق الثالث في خريطة المستقبل، بعد الاستفتاء على الدستور وإتمام انتخاب رئيس الدولة، وهي الخريطة التي أعلن عنها الجيش عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان في يوليو (تموز) 2013.
وأوضح عضو المكتب الرئاسي لحزب النور أنه «من الصعب عمل تحالف أو جمع جميع الأحزاب المصرية في قائمة موحدة لخوض الانتخابات»، مؤكدا أنه يصعب جمع أكثر من 96 حزبا في قائمة واحدة، ولفت إلى أن «عدم وجود قوائم أو تحالفات بين الأحزاب ليس في مصلحة الناخب، لأنه عندما تكون هناك منافسة بين أكثر من ائتلاف أو قائمة فإن ذلك سيجلب منافع كثيرة للناخب، على اعتبار أن كل تحالف أو كيان سيحاول جذبه إليه»، مضيفا في الوقت نفسه أنه من «الأفضل أن تكون التحالفات بين الأحزاب الكبيرة فقط». ويرى مراقبون أن «النور» هو الحزب الوحيد في البلاد الذي ما زالت قياداته تواصل جولاتها في المحافظات لدعم مرشحي البرلمان المقبل، ويقوم بتنظيم قوافل للعلاج وتقديم خدمات إنسانية، وفي هذا الإطار أكد عبد العليم أن «فترة الهدوء التي حدثت عقب تأجيل الانتخابات أصابت كل الأحزاب بحالة فتور. لكن حزب النور موجود في الشارع فعلا ونشاطه لا يتوقف على الانتخابات فقط».
وحول عدم دعوة «النور» من قبل الأزهر والأوقاف لتجديد الخطاب الديني الذي طالب به الرئيس السيسي للقضاء على العنف والتطرف، قال عبد العليم إن «ما يهم النور هو أن الأمور تسير إلى الخير في مصر حتى لو تم التعاون مع غيره، والنور متواصل بشكل كبير مع الأزهر، وليس لديه أي مانع من المشاركة في تجديد الخطاب لو تمت دعوته».



«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

TT

«مهلة التفاهمات»... فرصة جديدة لتفادي انهيار اتفاق «هدنة غزة»

فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)
فلسطينيون يتأهبون لتناول وجبة إفطار رمضانية بجوار أنقاض في منطقة الدحدوح بحي تل الهوى بمدينة غزة (أ.ف.ب)

تحرك جديد للوسطاء بشأن التعثر الجديد في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وعدم بدء المرحلة الثانية بعد انتهاء نظيرتها الأولى، وسط تقديرات إسرائيلية بأن زيارة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ستحمل فرص لعودة استكمال الصفقة.

تلك التحركات التي تشمل مهلة لبحث تفاهمات جديدة بحسب تسريبات إعلام إسرائيلي، يرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، موافقة حكومة بنيامين نتنياهو عليها «خطة استباقية» قبل التئام القمة العربية الطارئة بشأن فلسطين، الثلاثاء، للالتفاف على نتائجها، متوقعين أن تسعى مصر لتقديم تصور جديد لتقريب وجهات النظر على أن يكون نجاحه مرتبطاً بالضغوط التي ستبذلها واشنطن وزيارة ويتكوف لإنجاح الاتفاق.

ومع انتهاء المرحلة الأولى من الصفقة، السبت، «وفي ضوء رفض (حماس) قبول (إطار ويتكوف الذي يمتد نحو 50 يوماً، ويتضمن الإفراج عن نصف الرهائن الأحياء والأموات باليوم الأول) لاستمرار المحادثات، الذي وافقت عليه إسرائيل، قرَّر نتنياهو، الأحد، وقف دخول جميع البضائع والإمدادات إلى قطاع غزة»، وفق ما ذكره حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة «إكس»، وسط تنديد عربي ودولي يتواصل.

وبالتزامن كشف الإعلام الإسرائيلي عن خطوات نحو انفراجة بعد أزمة منع المساعدات لغزة، وأفادت القناة 12 بأن «إسرائيل استجابت لطلب الوسطاء بضعة أيام إضافية لمحاولة التوصل إلى تفاهمات جديدة»، ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي مشارك في المحادثات قوله: «من الممكن تحقيق اختراق خلال الأيام المقبلة»، لافتة إلى أن «المؤسسة الأمنية تستعد لاستئناف العمليات العسكرية في حال فشل المحادثات وسط تقديرات في إسرائيل أن زيارة ويتكوف نهاية الأسبوع ربما تنقذ المفاوضات».

وأكدت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الأمر ذاته، قائلة إن «القيادة السياسية في إسرائيل تراعي الزيارة المرتقبة لويتكوف لعلها تسهم في إحراز تقدُّم»، لافتاً إلى أن «التقديرات في إسرائيل أن استئناف القتال لن يكون متوقعاً على الأقل خلال الأسبوع المقبل».

وبينما توعد نتنياهو، مساء الأحد، باتخاذ خطوات إضافية ضد «حماس» إذا أبقت على الرهائن، ذكرت «هيئة البث الإسرائيلية»، الأحد، أن تلك الخطوات تشمل نقل سكان شمال القطاع مرة أخرى إلى الجنوب، كما تتضمن، في مرحلة تالية، قَطع الكهرباء عن قطاع غزة بأكمله، فضلاً عن العودة الكاملة للحرب على غزة.

عضو لجنة الشؤون الخارجية المصرية، الأكاديمي في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور أحمد فؤاد أنور، يرى أن التسريبات الإسرائيلية تحاول أن تقدم إسرائيل أنها لا تزال ترغب في السلام، خصوصاً قبل قمة عربية مهمة، الثلاثاء، فضلاً عن خلق أجواء حرب نفسية للضغط على «حماس»، متوقعاً أن تشهد الأزمة انفراجة مع تحركات مصرية وأخرى من واشنطن «لو ضغطت بجدية» على إسرائيل.

ويرى أن الحل سيكون بشكل كبير عند مصر بإعداد صياغة مقبولة لدى المقاومة تحفظ ماء وجهها، وتمنع تدهور الأوضاع، مرجحاً أن يفتح التصور مساراً جديداً لاستكمال تنفيذ الاتفاق أو تمديده.

وبحسب السفير الفلسطيني السابق، بركات الفرا، فإن نجاح مهلة التفاهمات يتوقف على صدور موقف عربي موحد وقوي في نهاية القمة العربية تخاطب أمريكا وترمب بشكل واضح للضغط على إسرائيل والحفاظ على مصالحها بالمنطقة، متوقعاً أن تأخير زيارة ويتكوف أكثر من مرة لإسرائيل يأتي ترقباً لمخرجات القمة من أجل تحديد مسار تحركاته، وحال صدور موقف عربي حازم سيضغط على إسرائيل لاستكمال الاتفاق ولو بشكل جزئي.

«نقطة الصفر»

ووسط رفض «حماس» التمديد المؤقت لوقف إطلاق النار، وتمسُّكها بالالتزام بالاتفاق الأصلي الذي ينص على الانتقال إلى مرحلة ثانية تهدف إلى وقف الحرب، أكدت الحركة في بيان، الاثنين، أن عملية الطعن في حيفا شمال إسرائيل، والتي أسفرت عن مقتل شخص، تأتي في سياق الرد الطبيعي على «جرائم الاحتلال» المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، الذي يواجه عمليات قتل وتدمير ومشاريع استيطانية.

ووفق بيان لأسامة حمدان القيادي في «حماس» فإن «الاحتلال يدفع لإعادة الأمور إلى نقطة الصفر، والانقلاب على الاتفاق، من خلال ما يطرحه من بدائل مثل تمديد المرحلة الأولى، أو عمل مرحلة وسيطة، وغيرها من المقترحات التي لا تتوافق مع ما جاء في الاتفاق الموقع بين الأطراف».

وبرأي أنور، فإن العملية بحيفا ستشعل مؤشرات قلق داخل إسرائيل، وستدفعها لمراجعة مواقفها الأخيرة التي تستفز عرب فلسطين داخل إسرائيل خصوصاً بعد منع المساعدات في شهر رمضان، لافتاً إلى أن موقف «حماس» سيكون أكثر تشدداً إذا استمر نتنياهو في «التملص» من الاتفاق، وحاول إشغال الجميع بقضايا فرعية.

ويتوقع الفرا استمرار جهود الوسطاء لا سيما مصر لمنع أي انهيار للاتفاق، مشيراً إلى أن أي مسار تفاوضي يجب أن تكون هناك ضمانات لالتزام إسرائيل به، وألا يضع نتنياهو مصالحه قبله.