السيسي يلتقي وزير الدفاع الأميركي الأسبق.. ويحذر من انتشار الجماعات المتطرفة

توقيف مسؤول تربية الشباب بجماعة الإخوان.. وإحباط تفجير 10 عبوات بسيناء

السيسي يلتقي وزير الدفاع الأميركي الأسبق.. ويحذر من انتشار الجماعات المتطرفة
TT

السيسي يلتقي وزير الدفاع الأميركي الأسبق.. ويحذر من انتشار الجماعات المتطرفة

السيسي يلتقي وزير الدفاع الأميركي الأسبق.. ويحذر من انتشار الجماعات المتطرفة

حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي من مغبة انتشار الجماعات المتطرفة في الكثير من مناطق العالم، وليس داخل المنطقة العربية فحسب، وقال خلال لقائه ليون بانيتا وزير الدفاع الأميركي الأسبق، داخل مقر قصر الرئاسة أمس، إنه «إذا انتشرت تلك الجماعات في أفريقيا وبعض دول آسيا ووصلت إلى بعض الدول الغربية فإن هذا يتطلب تكاتف جهود المجتمع الدولي للحيلولة دون امتداد خطر الإرهاب إلى مناطق حيوية في العالم، قد تهدد حركة الملاحة الدولية، كمضيق باب المندب والبحر الأحمر».
وبينما أعلن الجيش المصري أمس أنه «تم إحباط تفجير 10 عبوات ناسفة زرعتها العناصر التكفيرية على طريق القوات في سيناء، دون أن تتسبب في أضرار»، قالت مصادر أمنية إنه «تم توقيف القيادي الإخواني محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين مسؤول تربية الشباب داخل الجماعة، المختفي منذ فض اعتصام لـ«الإخوان» بميداني «رابعة والنهضة» صيف العام قبل الماضي، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي.
وبخصوص لقاء الرئيس السيسي مع المسؤول الأميركي الأسبق، قال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية، إن «الرئيس السيسي أشاد بعلاقات الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بين القاهرة وواشنطن»، واستعرض مجمل تطورات الأوضاع التي شهدتها مصر خلال السنوات الأربع الماضية، لافتا إلى أن الإرادة الشعبية المصرية انتصرت في النهاية، وتمكن الشعب من الحفاظ على هويته وصون مقدراته.
وذكر السفير يوسف أن رئيس الاستخبارات الأميركية الأسبق أشاد بدور مصر في المنطقة، ليس على صعيد مكافحة الإرهاب على المستويين الداخلي والدولي فحسب، ولكن أيضا لكونها تقدم نموذجا لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية، والتغلب عليها لبناء دولة قوية آمنة ومستقرة، مضيفا أن «اللقاء تطرق أيضا إلى الأوضاع الإقليمية في عدد من دول المنطقة، مثل اليمن وسوريا وليبيا والعراق، حيث أكد الرئيس السيسي أهمية توافر حلول سياسية للأزمات في هذه الدول، بما يكفل الحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها، بالإضافة إلى صون مقدرات شعوبها ودعم مؤسساتها الشرعية، التي تعد إحدى الركائز الأساسية لكيانات هذه الدول، لا سيما أن التجربة العملية كشفت عن حجم المخاطر والتحديات التي تنجم عن هدم مؤسسات الدول، وأن محاولات إعادة بنائها حتى مع التدخل العسكري المباشر قد لا تؤتي ثمارها المرجوة.
من جانبه، قال بانيتا إن «الرئيس السيسي يقود مصر في وقت بالغ الصعوبة، ونجح في تجنيبها مخاطر كثيرة»، مؤكدا أن مصر تعد شريكا رئيسيا للولايات المتحدة في المنطقة، وإنه يتعين العمل معها بشكل وثيق، وتقديم كافة أشكال الدعم اللازمة لتحقيق أمنها واستقرارها، لا سيما أن التطورات التي تشهدها المنطقة تعد غير مسبوقة.
وأضاف بانيتا أن تردي الأوضاع الأمنية، وانتشار حالة عدم الاستقرار السائدة في الكثير من دول المنطقة، يمثلان تهديدا للأمن القومي الأميركي، ومن ثم فإنه يتعين دعم الجهود المصرية لمكافحة الإرهاب، مؤكدا أهمية فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة التي طرحتها مصر، لما سيكون لها من أثر بالغ في إقرار الأمن، وتحقيق الاستقرار والتوازن في المنطقة.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية وشهود عيان إنه «في إطار الحملة التي تقوم بها الشرطة والجيش للقضاء على العناصر المتورطة في تنفيذ أعمال عدائية بسيناء، تم توقيف 39 من العناصر التكفيرية أمس، وإبطال مفعول 10 عبوات ناسفة، وتدمير منزلين و13 دراجة بخارية».
وباشرت نيابة شمال سيناء أمس التحقيق في حادث مقتل وكيل المباحث الجنائية بمديرية أمن شمال سيناء، وإصابة رئيس مباحث الآداب بالمديرية، و3 ضباط بإدارة البحث الجنائي، وأميني شرطة بقسم ثالث العريش، في حادث تفجير مدرعة بمنطقة السمران، وقالت المصادر العسكرية إن التحقيقات الأولية أشارت إلى تورط جماعة «أنصار بيت المقدس» في الحادث، وإن أحد عناصرها قام بزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق، وانفجرت أثناء سير المدرعة بوسط مدينة العريش.
وتتخذ تنظيمات متشددة من شبه جزيرة سيناء مرتكزا لعملياتها ضد عناصر الجيش والشرطة. ومنذ عزل مرسي المنتمي لجماعة الإخوان عام 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه الذي استمر عاما، تزايدت وتيرة الهجمات الإرهابية، وتحولت احتجاجات كثيرة نظمها أنصاره إلى عنف دام.
في سياق آخر، قالت مصادر أمنية إن «السلطات المصرية تمكنت من اعتقال محمد طه وهدان، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، الليلة قبل الماضية في أحد شوارع مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة»، مضيفة أنه كان يختبئ هناك، وكان يجري لقاءات تنظيمية بصورة مستمرة مع عناصر الجماعة خاصة الشباب، وسط أنباء ترددت حول توليه مهمة القائم بأعمال المرشد العام للجماعة محمد بديع (المسجون حاليا).
ويعد وهدان ضمن قائمة المتهمين في قضية كتائب حلوان، التي أحيلت إلى المحاكمة بتهمة التخطيط لأعمال عنف. ويقول خبراء في الحركات الإسلامية إن «وهدان شخصية مهمة داخل الإخوان، باعتباره مسؤول قسم التربية القريب من الشباب، وله تأثير قوي عليهم»، مؤكدين أن وهدان «يعتبر من أهم الشخصيات الإخوانية الذين لم يقبض عليهم، ومن المرجح أن يؤدي ضبطه إلى فراغ كبير في الجماعة».



بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
TT

بلينكن في الأردن مستهِلاً جولته لبحث الأزمة في سوريا

أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)
أنتوني بلينكن يستقل طائرته في طريقه إلى الأردن (رويترز)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (الخميس) إلى الأردن، مستهِلاً جولة لبحث الأزمة في سوريا بعد إطاحة الرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما أفاد صحافي من «وكالة الصحافة الفرنسية» كان ضمن فريق الصحافيين المرافق له في الطائرة.

وقال مسؤولون أميركيون، للصحافيين المرافقين، إن بلينكن المنتهية ولايته سيلتقي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزيرَ خارجيته في مدينة العقبة (نحو 325 كيلومتراً جنوب عمان) على البحر الأحمر، في إطار سعيه إلى عملية «شاملة» لاختيار أعضاء الحكومة السورية المقبلة. وفور وصوله، توجَّه بلينكن إلى الاجتماع، ومن المقرر أن يسافر في وقت لاحق من اليوم إلى تركيا.

ودعا بلينكن إلى عملية «شاملة» لتشكيل الحكومة السورية المقبلة تتضمَّن حماية الأقليات، بعدما أنهت فصائل معارضة بقيادة «هيئة تحرير الشام» حكم بشار الأسد المنتمي إلى الطائفة العلوية التي تُشكِّل أقلية في سوريا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية، لدى إعلانها عن جولة بلينكن، إنه سيدعو إلى «قيام سلطة في سوريا لا توفر قاعدة للإرهاب أو تُشكِّل تهديداً لجيرانها»، في إشارة إلى المخاوف التي تُعبِّر عنها كل من تركيا، وإسرائيل التي نفَّذت مئات الغارات في البلد المجاور خلال الأيام الماضية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر إلى أنه خلال المناقشات في العقبة على البحر الأحمر «سيكرر بلينكن دعم الولايات المتحدة لانتقال جامع (...) نحو حكومة مسؤولة وتمثيلية». وسيناقش أيضاً «ضرورة (...) احترام حقوق الأقليات، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، ومنع تحول سوريا إلى قاعدة للإرهاب أو أن تُشكِّل تهديداً لجيرانها، وضمان تأمين مخزونات الأسلحة الكيميائية وتدميرها بشكل آمن». وهذه الزيارة الثانية عشرة التي يقوم بها بلينكن إلى الشرق الأوسط منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وهجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل، التي ردَّت بحملة عنيفة ومُدمِّرة ما زالت مستمرة على قطاع غزة.

وانتهت رحلة بلينكن السابقة بخيبة أمل بعد فشله في تأمين صفقة تنهي فيها إسرائيل و«حماس» الحرب في مقابل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة. وسيغادر بلينكن منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل مع إدارة الرئيس جو بايدن.

ووصف الرئيس المنتخب دونالد ترمب الوضع في سوريا بـ«الفوضى». وقال إن الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتدخل، رغم أنه لم يوضح السياسة الأميركية منذ سقوط الأسد.