مخاوف من ركود اقتصادي عالمي تعصف ببورصات الخليج

الأسهم السعودية تقود الخسائر بعد رفع أسعار الفائدة

قادت بورصة السعودية التراجعات إذ انخفض مؤشرها الرئيسي 4.4% (الشرق الأوسط)
قادت بورصة السعودية التراجعات إذ انخفض مؤشرها الرئيسي 4.4% (الشرق الأوسط)
TT

مخاوف من ركود اقتصادي عالمي تعصف ببورصات الخليج

قادت بورصة السعودية التراجعات إذ انخفض مؤشرها الرئيسي 4.4% (الشرق الأوسط)
قادت بورصة السعودية التراجعات إذ انخفض مؤشرها الرئيسي 4.4% (الشرق الأوسط)

سجلت بورصات الخليج انخفاضات حادة أمس الأحد، وسط قلق المستثمرين من أن يؤدي تشديد البنوك المركزية للسياسة النقدية في إطار سعيها لاحتواء التضخم إلى الإضرار بالنمو الاقتصادي.
وأقر مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) أكبر رفع لأسعار الفائدة منذ 1994، إذ رفع سعر الفائدة على الأموال الاتحادية 75 نقطة أساس إلى نطاق بين 1.5 في المائة و1.75 في المائة. وسط توقعات بزيادات أخرى مطردة خلال العام الحالي لتصل الفائدة على الأموال الاتحادية إلى 3.4 في المائة بحلول نهاية العام.
تكبدت بورصات الخليج في جلسة أمس خسائر بلغت 136.98 مليار دولار، وسط تراجع جميع مؤشراتها، بفعل رفع أسعار الفائدة الأميركية، التي تقلل شهية المستثمرين للمخاطرة، وتراجع أسعار النفط العالمية، التي تدعم الأسهم الخليجية.
وقادت بورصة السعودية التراجعات، إذ انخفض مؤشر البورصة السعودية الرئيسي 4.4 في المائة، وهو أكبر انخفاض يومي منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، ليفقد نحو 525.24 نقطة من رصيده، وصل بها إلى مستوى 11.299.18 نقطة.
وانخفضت قيمة التداول إلى 6.28 مليار ريال مقابل 8.88 مليار ريال بالجلسة السابقة، من خلال 372.59 مليون سهم مقارنة بـ219.60 مليون سهم.
وخيم التراجع على كافة القطاعات، بصدارة الإعلام والترفيه والبنوك لينخفض كل منهما بنسبة 6.39 في المائة، و5.45 في المائة. كما هبط قطاع الطاقة بنسبة 4.04 في المائة، وتراجع قطاع المواد الأساسية بنسبة 3.70 في المائة، كما انخفض قطاع الاتصالات بنسبة 2.9 في المائة.
وهبطت أسعار النفط، وهي محفز رئيسي لأسواق المال الخليجية، بنسبة 6 في المائة إلى أدنى مستوياتها في أربعة أسابيع يوم الجمعة، آخر تعاملات الأسبوع، -وسط مخاوف من أن يؤدي رفع البنوك المركزية الرئيسية لأسعار الفائدة إلى خفض الطلب على الطاقة.
وقال البنك المركزي السعودي يوم الأربعاء إنه رفع سعر الفائدة الرئيسي 50 نقطة أساس مقتفيا أثر رفع الفائدة الأميركية.
وجاءت البورصة القطرية، في المرتبة الثانية في التراجعات، مع تكبد القيمة السوقية لإجمالي الشركات المدرجة فيها خسائر بلغت 6.74 مليار دولار مع تراجع مؤشرها 3.52 في المائة، كما تراجعت القيمة السوقية للبورصة الكويتية 4.5 مليار دولار مع تراجع مؤشرها 3.33 في المائة. وفقدت القيمة السوقية للبورصة البحرينية 311.76 مليون دولار مع تراجع مؤشرها 1.05 في المائة. وانخفض مؤشر سوق مسقط للأوراق المالية طفيفا بنسبة 0.05 في المائة.
وفرضية الركود في الولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم، باتت أكثر انتشاراً بعدما اتخذ الاحتياطي الفيدرالي قراراً تاريخيا الأربعاء برفع فائدته الرئيسية في شكل ملحوظ بهدف احتواء التضخم.
واعتبرت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين، أمس الأحد أن الركود ليس «حتميا» في الولايات المتحدة، وذلك بعد أيام من رفع البنك المركزي الأميركي أسعار الفائدة الرئيسية مثيرا مخاوف من احتمال حدوث انكماش اقتصادي. وقالت يلين لشبكة «إيه بي سي نيوز» الأميركية «لا أعتقد أن الركود أمر حتمي»، لكنها توقعت «تباطؤ الاقتصاد» في خضم انتقاله إلى «نمو بطيء ومستقر».
وأضافت وزيرة الخزانة أن «(رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم) باول أعلن أن هدفه هو تقليص التضخم مع الحفاظ على سوق وظائف قوية. هذا الأمر سيتطلب موهبة وحظا، ولكنني أعتقد أنه ممكن»، واصفة نسبة التضخم بأنها «مقبولة». وأكدت يلين أن «أولوية الرئيس (جو) بايدن هي خفض» التضخم.
وشهد الاقتصاد الأميركي تباطؤا مع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بنسبة 1.5 في المائة في الربع الأول من العام. وتظهر بداية الربع الثاني أن التباطؤ سيستمر في بعض القطاعات مثل الصناعات التحويلية والعقارات ومبيعات التجزئة.


مقالات ذات صلة

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

الخليج البديوي يأمل بأن تتعزز العلاقات التاريخية بين الخليج ولبنان (مجلس التعاون)

تطلُّع خليجي لعودة السلام في لبنان بعد انتخاب جوزيف عون

تطلّع جاسم البديوي، أمين عام مجلس التعاون الخليجي، لأن يسهم انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للبنان، في استعادة الأمن والسلام في البلاد وتحقيق تطلعات الشعب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الغرابة (SWNS)

تمثال غريب الشكل في الكويت يُحيِّر علماء الآثار

اكتُشف رأسٌ غريب الشكل لكائن غير معروف، من الفخار، يعود إلى آلاف السنوات خلال عملية تنقيب في الكويت، مما أثار حيرة علماء الآثار بشأنه.

«الشرق الأوسط» (وارسو)
يوميات الشرق التقرير المناخي المعني بفصل الشتاء في السعودية يُشير إلى اعتدال نسبي هذا العام (واس)

موجة باردة تؤثر على دول الخليج... والحرارة تصل للصفر

موجة باردة تشهدها دول الخليج تسببت في مزيد من الانخفاض لدرجات الحرارة، لتقترب من درجة صفر مئوية في عدد من المناطق.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة عربية لاعبو الكويت وحسرة عقب الخروج من البطولة (خليجي 26)

الكويتي خالد إبراهيم: خسرنا اللقب وكسبنا نجوم المستقبل

أكد خالد إبراهيم، مدافع منتخب الكويت، أنهم خرجوا بمكاسب كبيرة من بطولة الخليج، وذلك عقب خسارتهم على يد البحرين 0-1 في نصف النهائي.

علي القطان (الكويت )
رياضة عالمية بيتزي يوجه لاعبيه خلال المباراة (خليجي 26)

بيتزي مدرب الكويت: لست قلقاً على مستقبلي

قال الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي مدرب الكويت، إنه ليس قلقاً على مستقبله مع الفريق رغم الهزيمة 1 - صفر أمام البحرين الثلاثاء.

نواف العقيل (الكويت )

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».