يُظهر اثنان من الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع، آمالاً كبيرة في توفير مناعة طويلة المفعول ضد «كوفيد - 19» في السكان الذين يعانون من نقص المناعة.
وكانت الأجسام المضادة فعالة ضد جميع متغيرات «كورونا المستجد» المثيرة للقلق التي تم اختبارها، ويمكن استخدامها بمفردها أو في مزيج من الأجسام المضادة لتقليل خطر الإصابة.
وتوصل باحثون فرنسيون من معهد باستير، وجامعة باريس، وفقاً لورقة بحثية نُشرت بمجلة الطب التجريبي (JEM) الشهر الحالي، إلى هذه الأجسام المضادة بعد أن قاموا بفحص 102 من الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المعزولة من 10 من المتعافين من «كوفيد - 19».
ووجد الباحثون أن اثنين من الأجسام المضادة، وهما «Cv2.1169» و»Cv2.3194»، كانا الوحيدين اللذين تمكنا من تحييد جميع متغيرات الفيروس، بما في ذلك الأنواع الفرعية من «أوميكرون» (BA.1) و(BA.2.)، وكان الجسمان المضادان أيضاً نشطين تماماً ضد متغيرات «ألفا» و«بيتا» و«غاما» و«دلتا».
ويقول رئيس مختبر علم المناعة الخلطية في معهد باستور، هوغو موكيه، في تقرير نشره الموقع الرسمي للمعهد، «كانت الأجسام المضادة المحايدة على نطاق واسع، أكثر كفاءة في المختبر من العديد من الأجسام المضادة أحادية النسيلة، التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء الأميركية مسبقاً للعلاج أو الوقاية، لذلك، نحن واثقون تماماً من أنهما مرشحان ممتازان للوقاية قبل التعرض للفيروس، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من نقص المناعة».
وأظهرت الأبحاث السابقة أن الأجسام المضادة أحادية النسيلة الخاصة بالفيروس تلعب دوراً رئيسياً في توفير الحماية في الجسم الحي، وقد تم استخدامها في تطوير لقاحات، ومع ذلك، لا يزال الأفراد الذين يعانون من نقص المناعة يفتقرون إلى المناعة الفعالة ضد العدوى.
ويرى موكيه الذي قاد الدراسة أن «النقطة الأساسية هي أن تلك الأجسام أحادية النسيلة قد تم تصميمها ليكون لها مفعول طويل، وبالتالي يكون لها تأثير طويل الأمد متوقع على الأشخاص، لكنها لا تزال تتطلب حقناً منتظمة، ربما كل بضعة أشهر، للحفاظ على كمية الأجسام المضادة الواقية».
وتجري دراسة أول جزيء يتم تطويره بناء على البحث الجديد، وتم تسميته «SPK001» بواسطة شركة التكنولوجيا الحيوية (سبيكلم)، ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية في منتصف هذا العام.
وتعود جذور البحث إلى فريق عمل أطلقه معهد باستير في الأيام الأولى للوباء، حيث ركز مختبر موكيه جهوده على العلاجات المناعية بسبب دراسته المستمرة للأجسام المضادة وحيدة النسيلة البشرية المضادة للفيروسات، بما في ذلك جزيئات القدرة الوقائية أو العلاجية ضد الفيروس المسبب لنقص المناعة (HIV - 1) وفيروس التهاب الكبد ب (HBV).
الجدير بالذكر أن أحد هذين الجسمين المضادَين (Cv2.1169) هو نوع من الأجسام المضادة المعروفة باسم «الغلوبولين المناعي أ» الذي تنتجه الخلايا البائية في أنسجة الغشاء المخاطي في الجسم، مثل الجهاز التنفسي، ويمكن أن يكون حاسماً في الاستجابة المبكرة لـمسببات الأمراض التنفسية مثل «كورونا المستجد».
ويقول موكيه، «يسلط أحد جوانب عملنا الضوء على دور الأجسام المضادة المعروفة باسم (الغلوبولين المناعي أ) في تحييد واسع النطاق لـ(كورونا المستجد)، وعند دراسة الاستجابات المناعية ضد مسببات الأمراض التي تؤثر على الأنسجة المخاطية، فإننا نعتبر أن استجابة (الغلوبولين المناعي A) يجب أن يتم التحقيق فيها بشكل منهجي، بما في ذلك البحث لعزل الأجسام المضادة أحادية النسيلة المعادلة على نطاق واسع».
تحديد أجسام مضادة فعالة ضد كل متغيرات «كورونا المستجد»
يمكن استخدامها لأغراض وقائية
تحديد أجسام مضادة فعالة ضد كل متغيرات «كورونا المستجد»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة