مونتينيغرو وجهة للذواقة

جولة على أجمل 6 مطاعم في جوهرة البلقان

جلسات خارجية مطلة على خليج بوكا
جلسات خارجية مطلة على خليج بوكا
TT

مونتينيغرو وجهة للذواقة

جلسات خارجية مطلة على خليج بوكا
جلسات خارجية مطلة على خليج بوكا

مونتينيغرو أو الجبل الأسود، من الوجهات السياحية التي لا تزال خجولة، ولكنها آخذة في التوسع وجذب السياح من أوروبا ومن منطقتنا العربية، ومن المنتظر بأن تصبح هذه الوجهة من بين أهم الوجهات السياحية ووجهات الأكل في منطقة البلقان؛ وتحضيراً لذلك سيزداد عدد الرحلات المباشرة إليها ابتداءً من يوليو (تموز) المقبل، وحالياً تسير شركة الطيران الاقتصادية «إيزي جيت» رحلات يومية مباشرة من مطار غاتوييك اللندني إلى مطار تيفات Tivat في مونتينيغرو.
الجبل الأسود بلد ذاع صيته كونه جوهرة البلقان نسبة لجمال طبيعته، ولكن التركيز حالياً في البلاد هو الاستثمار في المجال العقاري والضيافة والمرافق السياحية، وعلى رأسها المطاعم التي تستفيد من موقعها الجغرافي المطل على الماء مباشرة، لا سيما في منطقة «بورتو مونتينيغرو» التي تبعد عن المطار بمسافة لا تزيد على سبع دقائق بواسطة السيارة وهذه المنطقة تضم أكبر مرفأ لليخوت وأهم المحلات التجارية، وأبنيتها صممت بهندسة جميلة تتناغم مع الجو الراقي والطرقات المخصصة للمشاة والتي تتفرع منها أجمل عناوين الأكل.
في مونتينيغرو لن تشعر بالجوع أبداً؛ لأن خيارات الأكل متعددة جداً، ولكنك قد تقف حائراً ما بين أكل السمك واللحم الأحمر لأن الاثنين عاليا الجودة وطريقة تحضير الأطباق رائعة وتناسب جميع المذاقات والأذواق.
زرنا في مونتينيغرو مطاعم عدة، غالبيتها وأفضلها كان في منطقة بورتو الراقية، من بين أجمل المطاعم المطلة على المرفأ:
- «مورانو»Murano ، وهو مطعم تابع لفندق «ريجنت»Regent المطل على أجمل المناظر الطبيعية في بورتو، وكما يدل الاسم على واحدة من أشهر المناطق القريبة من البندقية في إيطاليا؛ فالمطعم يتميز بديكوراته المستوحاة من تلك المدينة العائمة، ويطغى عليه اللون الأزرق والثريات العملاقة المتدلية من الأسقف وكلها مستوردة من مورانو التي تشتهر بصناعة الثريات والزجاج.

مطعم مورانو عنوان الأكل الإيطالي على طريقة مونتينيغرو

تتميز الأطباق في مورانو كونها موسمية ويدخل في الكثير منها السمك واللحم وجميع المأكولات البحرية طازجة وتعكس سمة المطبخ البحر الأدرياتيكي وتستخدم في الكثير من المنتجات العضوية والموسمية التي تتبدل بحسب الفصول.
يتميز المطعم بجلساته الخارجية المطلة على أجمل وأغلى اليخوت في العالم. يقدم المطعم الفطور والغداء والعشاء، ويشتهر بالأسماك والأطباق الإيطالية التقليدية.
والجميل في مطعم مورانو، أنه يفتح أبوابه على مدار الساعة ومن الممكن تناول الشاي فيه فترة بعد الظهر والتمتع بمنظر مغيب الشمس التي تراها تغرق في الأفق المسور بالجبال.
- «ماريا»Marea ، مطعم موقعه جميل في قلب قرية بورتو، تم تصميمه ليكون عنواناً لمحبي الطعام الإيطالي في قالب عصري وحديث، يتمتع بجلسات رائعة في الخارج تطل على خليج بوكا التي تسوره الجبال الشاهقة من كل زاوية، وألذ ما يمكن أن تأكله في هذا المطعم الأنيق كارباتشيو الأسماك بمختلف أنواعها والأخطبوط، بالإضافة إلى سباغيتي بالصلصة الحمراء مع سلطعون البحر، ولمحبي اللحم يقدم المطعم ألذ أنواع الستيك. ميزة المطعم، أنه يستقدم جميع المنتجات المستخدمة في الأطباق من البحر أو من جبال البلاد التي تضم أهم المزارع.«ماريا» هي كلمة إيطالية يشار فيها إلى المد والجزر، وتعتمد لائحة الطعام على الكثير من الأطباق الإيطالية التقليدية.

أطباق مطبخ البلقان تعتمد على الشكل والنكهة

- «فورزا بورتو» Forza Porto، هذا المطعم يتمتع بموقع مميز؛ لأنه على زاوية من الممشى في بورتو، ديكوره جميل جداً، ويعتمد في مأكولاته على الأطباق التراثية من أسماك ولحوم، ولكن بلمسة عصرية وباستخدام تقنيات جديدة في الطهي.
- «وان» One، يقع هذا المطعم على رصيف منطقة بورتو ويتميز كباقي المطاعم المجاورة بتراس واسع في الخارج وديكورات جميلة وأنيقة ودافئة في الداخل، يعتمد في أطباقه على الأسماك الطازجة، ومن أشهرها الأخطبوط مع البطاطس بصلصة بنكهة المتوسط، بالإضافة إلى لحم الستيك المميز الذي يقدم مع الفطر وصلصة غنية.

التارتار والكارباتشيو من أساسيات الأكل في مونتينيغرو

- «كونتي بيراست» Conte Perast، المطعم تابع لفندق يعود مبناه إلى القرن الثامن عشر، وهو يقع بمحاذاة خليج كوتور Kotor في منطقة بيراست، ويعتبر الفندق المؤلف من 34 غرفة من أجمل الفنادق من فئة البوتيك، ومطعمه يطل على الخليج مباشرة ومنه ترى الكنيسة الأشهر في الخليج المبنية على جزيرة صناعية تعرف باسم «سيدة الصخر» Lady of the rocks، كما ترى منه أيضاً كنيسة القديس جاورجس. المأكولات بحرية وفترة الصباح يقدم الفندق فطوراً على طريقة البوفيه يوضع بالقرب من الماء ويقدم المأكولات الأوروبية من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الساعة 11 صباحاً، وبعد منتصف النهار يتحول المطعم إلى عنوان يقصده السياح وأهل البلد لتناول الأسماك المشوية والمقلية التقليدية والبسيطة من دون أن ننسى تارت اللوز المعروف باسم Perast Torta.
- أدرياتيكا Adriatica تصل إلى هذا المطعم عن طريق المركب إذا كنت في الجهة المقابلة لخليج بوكا، ويبعد نحو الربع ساعة بواسطة المركب من مرفأ بورتو، يتميز المطعم بموقعه وشاطئه الخاص الذي يقدم لزواره الخصوصية التامة، المطعم رائع من حيث موقعه وتصميمه، جلساته الخارجية أشبه بلوحة فنية، تزيتها أشجار الزيتون العتيقة وطاولات من الخشب تكسوها الأغطية والأكواب الملونة والمنظر منه رائع جداً ومطل على الماء والجبال الشاهقة.

الأسماك تدخل في معظم أطباق المطبخ في مونتينيغرو

أما عن الطعام، فحدّث ولا حرج، فمعظم المأكولات تعتمد على الأسماك الطازجة والأسماك النيئة على طريقة الكارباتشيو، وخلال جلوسك بمحاذاة الماء ترى العاملين في المطعم يسدلون الشباك في الماء ليخرجوا ثمار البحر، إنه منظر رائع وأنت تشاهد السمك يتراقص على الرصيف وهو يلفظ آخر أنفاسه ليتحول بعد دقائق معدودة أطباقاً ولا ألذ على طاولتك.
أنصحكم بتذوق أكثر من طبق من لائحة المقبلات، فمن الممكن طلب توليفة من الكارباتشيو بأنواع عدة في طبق واحد، أما بالنسبة للطبق الرئيسي، فمن الممكن أيضاً طلب أكثر من نوع سمك، مقلياً ومشوياً؛ لكي يتسنى لك تجربة معظم الأطباق على لائحة الطعام.
إذا كنت نازلاً في فندق ريجنت بورتو فمن الممكن حجز المطعم والمركب والشاطئ عن طريق الكونسييرج الخاص بالفندق.

أطباق جميلة ومميزة في مطاعم بورتو

مقالات ذات صلة

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

مذاقات «الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

إيمان مبروك (القاهرة)
مذاقات الشيف الأميركي براين بيكير (الشرق الأوسط)

فعاليات «موسم الرياض» بقيادة ولفغانغ باك تقدم تجارب أكل استثنائية

تقدم فعاليات «موسم الرياض» التي يقودها الشيف العالمي ولفغانغ باك، لمحبي الطعام تجارب استثنائية وفريدة لتذوق الطعام.

فتح الرحمن يوسف (الرياض) فتح الرحمن يوسف (الرياض)
مذاقات فواكه موسمية لذيذة (الشرق الاوسط)

الفواكه والخضراوات تتحول الى «ترند»

تحقق الفواكه والخضراوات المجففة والمقرمشة نجاحاً في انتشارها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتتصدّر بالتالي الـ«ترند» عبر صفحات «إنستغرام» و«تيك توك» و«فيسبوك»

فيفيان حداد (بيروت)
مذاقات طواجن الفول تعددت أنواعها مع تنوع الإضافات والمكونات غير التقليدية (مطعم سعد الحرامي)

الفول المصري... حلو وحار

على عربة خشبية في أحد أحياء القاهرة، أو في محال وطاولات أنيقة، ستكون أمام خيارات عديدة لتناول طبق فول في أحد صباحاتك

محمد عجم (القاهرة)
مذاقات الشيف أليساندرو بيرغامو (الشرق الاوسط)

أليساندرو بيرغامو... شيف خاص بمواصفات عالمية

بعد دخولي مطابخ مطاعم عالمية كثيرة، ومقابلة الطهاة من شتى أصقاع الأرض، يمكنني أن أضم مهنة الطهي إلى لائحة مهن المتاعب والأشغال التي تتطلب جهداً جهيداً

جوسلين إيليا (لندن)

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين
TT

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

«الأقاشي» السودانية تغازل سفرة المصريين

لقمة خبز قد تأسر القلب، ترفع الحدود وتقرب الشعوب، هكذا يمكن وصف التفاعل الدافئ من المصريين تجاه المطبخ السوداني، الذي بدأ يغازلهم ووجد له مكاناً على سفرتهم.

هذه الأرغفة البيضاء الصغيرة، التي يصف مصريون مذاقها بأنها «أطيب من الكيك»، في إشارة لطيب المذاق، تعد مثالاً يعكس مدى الانسجام الثقافي الذي تجاوز الحدود.

مع تداعيات الحرب التي شهدها السودان، والتي أدت إلى عمليات نزوح كبيرة إلى مصر، لم يتوقف الأمر عند مرحلة سرد الآلام والمآسي، بل تحول سريعاً إلى اندماج السودانيين في سوق الطعام المصري، وخلال أقل من عامين أثبت المطبخ السوداني وجوداً نسبياً في مصر.

بمجرد أن تطأ قدمك شارع فيصل (أحد أشهر شوارع محافظة الجيزة) يمكنك الاستدلال على الوجود السوداني من رائحة التوابل العميقة الصادرة من مطاعم أسسها سودانيون، يستهدفون بها زبوناً مصرياً يتوق إلى مذاق شعبي في وصفات، مثل صينية البطاطس، ويختلف تماماً ليقدم هويته في طبق آخر مثل أسياخ «الأقاشي»، المصنوعة من اللحم الطري الغارق في توابل مثل الزنجبيل والقرفة، مع طبقات البقسماط المقرمش، التي تغازل المصريين.

تقول السودانية، فداء محمود أنور، خريجة إدارة أعمال من جامعة الخرطوم ومؤسسة مطعم «بنت السودان» في حي مدينة نصر، شرق القاهرة، إن المصريين «احتضنوا المطبخ السوداني بسبب وجود أواصر اجتماعية وثقافية بين البلدين».

وأوضحت، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، من داخل مطعمها البسيط: «نقدم أكلات سودانية أصيلة، مثل الفول بزيت السمسم، والفلافل السودانية المصنوعة من الكبكبي (الحمص بلغة المصريين)، والأقاشي، وهو طبق شهير في السودان، إضافةً إلى الفسيخ السوداني والملوخية المفروكة وملاح الروب الأحمر».

وعن الأطباق شديدة الخصوصية، يقدم مطعم الشابة السودانية فداء طبقاً حبشياً، قالت عنه: «هناك أيضاً طبق ذو أصل حبشي أصبح جزءاً من المائدة السودانية يسمى (زغني)، وهو عبارة عن قطع الدجاج المبهرة بالقرفة والثوم والبصل والحبهان، كما يضاف له المذاق الحار بالشطة السودانية، وكذلك مذاق الحادق من خلال رشة السماق، ويقدم مع البيض المسلوق». فضلاً عن طبق الحلو السوداني الشهير «الباسطة»، أو ما يعرف بالبقلاوة في مصر.

وبحسب تجربتها، قالت فداء إن تفضيلات المصريين من المطبخ السوداني تميل إلى بعض الأطباق الأساسية التي ربما لا يختلف عليها السودانيون أيضاً، مثل: الخبز السوداني، والأقاشي، والفلافل، وأطباق الفول بالخلطات السودانية. أما باقي الأطباق، فالإقبال عليها محدود.

طعمية (فلافل) سودانية (الشرق الاوسط)

والبعد الجغرافي بين مصر والسودان انعكس في تقارب ثقافي، ظهر في المذاق المميز للمطبخين. ترى منة جمال، مصرية تعيش في حي السادس من أكتوبر، الذي يضم عدداً من المطاعم السودانية، أن المطبخ السوداني قريب من نظيره المصري، وقالت لـ«الشرق الأوسط»: «الخبز السوداني شبيه ببعض أنواع الخبز في الريف المصري، ربما يختلف في السُمك والحجم فقط ».

وعن الاختلاف بين المطبخين، قالت: «السودانيون يميلون إلى المذاق العميق والحار، بإضافة كميات كبيرة من التوابل، كما أن الفلفل الحار أساسي في عدد كبير من الأطباق السودانية، بينما يميل المصريون إلى إضافة التوابل الأساسية فقط، مثل الملح والفلفل والكمون».

الباسطا حلوى سودانية (الشرق الاوسط)

وبالعودة إلى فداء، فإنها أيضاً كسودانية وقعت في حب المطبخ المصري، وتروي تجربتها بالقول: «أنا من عشاق محشي ورق العنب، والكرنب، والباذنجان بالدقة، أحب تناوله مع الفلافل السودانية. أيضاً معظم السودانيين يحبون المحشي والملوخية المصرية».

الأطباق السودانية لم تعرف طريقها إلى المصريين من خلال المطاعم التجارية فحسب، بينما ساهم في رواجها نساء سودانيات كنّ قبل النزوح ربات منزل، إلا أنهن، مثل كثير من نساء الشرق، يعتبرن الطهي مهارة أساسية. ومع وصولهن إلى مصر وبحثهن عن سبل لكسب العيش، تحول الطهي إلى مهنة تحت شعار «أكل بيتي سوداني».

التقت «الشرق الأوسط» بفاطمة (اسم مستعار)، التي نزحت بعد الحرب وجاءت إلى القاهرة بصحبة عدد من الأسر السودانية، وتقيم حالياً في مدينة «الرحاب» التي تعد من المناطق ذات الإيجارات المرتفعة، حيث تشارك السكن مع 4 أسر سودانية أخرى. منذ عام، بدأت فاطمة بتقديم خدمات «الأكل البيتي» من منزلها بمساعدة بعض السيدات المقيمات معها.

تقول «فاطمة»: «جاءت الفكرة عندما لاحظت انتشار مشروعات الأكل البيتي في مصر، خاصة في الأحياء الراقية. فأنشأت حساباً على (فيسبوك)، بدأت من خلاله تقديم خدمات الأكل السوداني». وأردفت: «المصريون يحبون المطبخ السوداني، خاصة تلك الوصفات القريبة من مطبخهم، على شاكلة المحشي، كذلك تحظى أصناف اللحم المبهر بإعجاب كبير».

وأوضحت فاطمة أنها سعت إلى تقديم مزيج من الأكلات السودانية والمصرية، قائلة: «أستهدف زبونات مصريات عاملات يبحثن عن بدائل للطهي المنزلي. لذلك، لم أكتفِ بالوصفات السودانية فقط، بل تعلمت إعداد الأكلات المصرية، وهو أمر لم يكن صعباً على سودانية تربطها بمصر أواصر ثقافية واجتماعية، إذ كانت مصر والسودان في مرحلة ما من التاريخ بلداً واحداً».

تمكنت فاطمة من تقديم تجربة طعام بيتي فريدة، تجمع بين نكهات المطبخين السوداني والمصري، مستقطبةً كثيراً من الأسر المصرية التي تبحث عن طعام منزلي بطابع خاص. ومن خلال تجربتها، كشفت فاطمة عن مدى التداخل الثقافي بين المطبخين، ما يمهد الطريق لمزيد من الاندماج وابتكار وصفات جديدة قد تظهر في المستقبل القريب.