المسلسل السعودي «عندما يزهر الخريف» يفوز بجائزة المهرجان العربي بتونس

في دورته الـ16 عن الأعمال الاجتماعية

عبد الله الجاسر
عبد الله الجاسر
TT

المسلسل السعودي «عندما يزهر الخريف» يفوز بجائزة المهرجان العربي بتونس

عبد الله الجاسر
عبد الله الجاسر

فاز المسلسل الاجتماعي «عندما يزهر الخريف» بالجائزة الذهبية لمهرجان تونس للإذاعة والتلفزيون في دورته الـ16 عن الأعمال الاجتماعية، الذي أقيم في الفترة من 11 إلى 16 مايو (أيار) الحالي بالعاصمة التونسية، تحت شعار «التألق والتميز والإشعاع»، بحضور ممثلي عدد من الدول العربية، وتهدف المسابقة إلى تبادل الخبرات بين المشاركين، بالإضافة إلى تطوير عملية الإنتاج في المنطقة العربية من حيث الشكل والمحتوى، وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون قد شاركت بمجموعة من المسلسلات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وقد حاز مسلسل «عندما يزهر الخريف»، الذي يتكون من 90 حلقة على المركز الثاني بحسب النتائج التي أعلن عنها أخيرا، وهو أول عمل «سوب أوبرا» على القناة الأولى السعودية كما أن قناة «osn» قامت ببث نسخته المشفرة حيث تمكن من تحقيق نسبة مشاهدة عالية جعلته يتربع على عرش الأعمال الدرامية على مستوى المنطقة العربية، على الرغم من المنافسات القوية التي شهدها المهرجان، ويمثل العمل تحولاً كبيرًا في مسيرة الدراما الخليجية، خاصة أنه يتصف بالهدوء والاحتشام ويبتعد عن مشاهد الإثارة والعنف، ويضم في بطولته مجموعة من نجوم الدراما في الخليج، منهم محمد الحجي، يامور، غزلان، سارة اليافعي، وهند محمد، وعبّر عدد من المتابعين عن بالغ سعادتهم بهذه النتيجة التي قالوا إنها تمثل نجاحا جديدا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، وطالبوا بتقديم مزيد من الأعمال الهادفة، يُشار إلى أن المسلسل الفائز قام بإنتاجه عراب الدراما السعودية المنتج حسن عسيري الذي أنتجه لصالح التلفزيون السعودي، وكان العسيري قد نال جائزتين ذهبيتين في مهرجان البحرين نظير إنتاجه ومشاركته في سلسلة «أسوار» الشهيرة، ويأتي تتويج «عندما يزهر الخريف» مواصلةً للجوائز التي ظل يحصدها عسيري على مدى السنوات الماضية، بعد أن قدم أشهر الأعمال المؤثرة، مثل «الملك فاروق» حقق عشرات الجوائز.



وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: العين تسرق جيل اليوم أكثر من أي وقت مضى

يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
TT

وليد توفيق لـ«الشرق الأوسط»: العين تسرق جيل اليوم أكثر من أي وقت مضى

يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})
يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته (حسابه على {انستغرام})

الحوار مع الفنان وليد توفيق يروي عطش المحاور لمحتوى غني ومميز. فمشواره الطويل الذي احتفل أخيراً بيوبيله الذهبي تنهل منه الدروس والعبر. إنه قامة فنية لبنانية تمسك المجد من أطرافه. وقد استطاع بإنجازاته واستمراريته على مدى نصف قرن أن يشكّل مدرسة فنية بحد ذاته.

أخيراً أطلق صاحب لقب «النجم العربي» أغنية بعنوان «ببعت السلام»، تشبه بكلامها ولحنها وصورتها حقبة جميلة نفتقدها بلبنان. يقول إنه كان في تركيا عندما استمع لكلامها من هاني عبد الكريم منذ نحو عام. حفرت في ذهنه كل هذا الوقت إلى أن قرر تسجيلها. ويتحدث عن أجواء الأغنية لـ«الشرق الأوسط»: «فكرة الكليب أكملت جمالية الأغنية. رغبت في أن تحمل هذا الدفء بجلسة مع الأصدقاء كنا نسميها (سيران) في الماضي».

يقول رغبت بفكرة كليب {ببعت السلام} في أن تحمل هذا الدفء بجلسة مع الأصدقاء (حسابه على {انستغرام})

يقول إنه يحاول دائماً التنويع والتجديد في خياراته. مرات تكون رومانسية، وفي مرات أخرى تحمل نمطاً إيقاعياً وكلاماً معبراً. فبرأيه أن الفنان عندما تطول مسيرته يلجأ إلى التغيير. وهنا نسأله عن رأيه بأغنية نجوى كرم الحديثة «تعا نقعد». وقد لاقت انتقادات واسعة؛ نظراً لكلامها البسيط الذي اعتبره كثيرون لا يليق بمشوارها. يرد: «نجوى ذكية بخياراتها وخرجت عن المألوف لأنها تدرك أنه حان الوقت لذلك. هناك تجارب عدة قامت بها قامات فنية مثل فيروز لاقت الانتقادات نفسها. فعندما لحّن لها نجلها «كيفك انت» قامت الدنيا ولم تقعد. وكانت النتيجة بأنها شكلت منعطفاً في مشوارها. كما أن كليب أغنية كرم زادها تألقاً لا سيما أن المشهدية البصرية تتفوق اليوم على السمعية».

يحضر لأغنية جديدة يهديها لزوجته جورجينا رزق (حسابه على {انستغرام})

يعتبر أن العين بدل الأذن باتت تسرق هذا الجيل أكثر من أي وقت مضى. «هناك أشخاص لا يتمتعون بالصوت المطلوب. ولكن الناس أحبتّهم عبر شاشة التلفزيون. فكان لحضورهم أمام الكاميرا تأثيرهم الكبير عليهم. فيما مضى كانت الإذاعات هي المنبر الأهم لأصوات عمالقة أمثال الراحلين نصري شمس الدين ووديع الصافي وزكي ناصيف. ومن ثم درجت عادة الإطلالات التلفزيونية لجيلنا. ولكن اليوم الأمر صار متاحاً للجميع. أي شخص بموهبة أو من دونها يغني على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الأمر أصفه بالفوضى العارمة وتسبب بفقدان المهنة لخصوصيتها».

لا يعتبر وليد توفيق ما يحصل اليوم من تراجع بمستوى الغناء أنه من صنع أحد ما أو مؤامرة مدبرة. «إنها بكل بساطة كانت مدفونة تحت الأرض ووجدت ثغرة تخرج منها. وعلينا مواجهة هذا الواقع من خلال تقديم أعمال على المستوى المطلوب».

لم يفكر بعد في وهب أرشيفه ويثني على مبادرة الفنان صلاح تيزاني (حسابه على {انستغرام})

أخيراً قام وليد توفيق خلال وجوده في مصر بزيارة منزل الراحل عبد الحليم حافظ. ونشر صوراً عبر حساباته الإلكترونية وعلى مراحل. ويعلّق: «لقد تأثرت كثيراً بزيارتي لمنزل فنان أسطورة قلب المقاييس. كان الناس يتهمونه بعدم إجادته الغناء ولكنه أحدث ثورة في المجال. تعلمت منه الكثير كما من محمد عبد الوهاب ووديع الصافي والمنشاوي. قطفت من كل منهم جوهرة أرصّع بها موهبتي. أخذت من عبد الحليم الذكاء. ومن محمد عبد الوهاب ووديع الصافي إتقان اللفظ والأداء. وفي زيارتي لمنزله استرجعت حقبة فنية أعتزّ بها».

«نجوى» ذكية بخياراتها وخرجت عن المألوف والفنان عندما تطول مسيرته يلجأ إلى التغيير

يتذكر وليد توفيق واحداً من لقاءاته مع العندليب الأسمر. وفي أولى حفلاته في القاهرة في عام 1974 كان همّه الأساسي رؤيته والتحدث معه. «لقد كسر القاعدة في غنائه الممتع. وأذكر ما قاله لي: (أنا ما عملت حاجة، فقط بسّطت الأغنية كي يستطيع أي من العيال يغنيها)».

ويشير توفيق إلى أن عبد الحليم كان أستاذاً أكاديمياً ومتخصصاً بالصوت. واستمدّ قواعده في الغناء من بليغ حمدي ومنير مراد وكمال الطويل ومحمد عبد الوهاب. فاتّبع خطاً موسيقياً لا يملّ منه. ويعرّج بحديثه على عمرو دياب: «ذكاء عمرو دياب في اختياره موسيقى الشباب الجامعي لوناً له ميّزه عن غيره. فيما جيلنا يمثل الطرب والأصالة تحوّل هو إلى وجهة مختلفة».

خلال زيارته منزل الراحل عبد الحليم في مصر (حسابه على {انستغرام})

 

وسائل التواصل الاجتماعي سببت فوضى عارمة وفقدان مهنة الغناء لخصوصيتها

يسرد لـ«الشرق الأوسط» لائحة أسماء فنانين عرفوا كيف يمسكون العصا من منتصفها كي يثابروا على نجاحهم. كما أن جورج وسوف وكاظم الساهر وشيرين عبد الوهاب يعتبرهم عرفوا مواكبة كل زمن. «علينا التأقلم مع كل عصر وعندما أصور كليباً غنائياً اليوم فإني أتوجه به لجمهور من جيل قديم. تعرّف إليّ من خلال الشاشة فأحافظ له على مكانته عندي من خلال الكليب. وأركن مرات إلى كلام وألحان أتجدد معها. فصحيح أن غالبية نجاحاتي ترتكز على مجموعة أغان من ألحاني. ولكني لا أستطيع الاكتفاء بألحاني وعلي أن أنوّع. وبرأيي على الفنان من ملحن ومغن أن يتمتع بشخصية فنية خاصة به. وإلا فمن الأفضل أن يترك هذا المجال من دون رجعة. ولدينا أمثلة كثيرة عن ملحنين برزوا بفضل شخصيتهم. وأذكر بينهم زياد برجي وزياد الرحباني وعائلة الرحابنة».

«العندليب الأسمر» كسر القاعدة في غنائه واتّبع خطاً موسيقياً لا يملّ منه

وتسأله «الشرق الأوسط» عن مبادرة الممثل صلاح تيزاني بوهب أرشيفه إلى جامعة الروح القدس في الكسليك. «لقد قام بخطوة ممتازة. وهو من الفنانين المميزين وقد تعاونت معه في أغنية (خدعتني وقلت بحبك)». وماذا عن أرشيفك؟ فهل تفكر بوهبه إلى جهة معينة؟ «لم أفكر بالأمر بعد وعندما يحضر الجواب سأقوله علناً».

يحيي وليد توفيق عدة حفلات غنائية في موسم الصيف. ومنها في بيروت والساحل الشمالي (مصر) وفي باريس. أما جديده فيتمثل بأغنية «شو بدي بالورد وعندي ياك». وهي من ألحان وكلمات سليم سلامة ويهديها لزوجته جورجينا رزق كما ختم لـ«الشرق الأوسط».