نواب في صنعاء ينظمون اعتصامات للتنديد بفساد الحوثيين

TT

نواب في صنعاء ينظمون اعتصامات للتنديد بفساد الحوثيين

ولّد فساد كبار القادة الحوثيين موجة جديدة من السخط، لكن هذه المرة في أوساط من بقي من أعضاء البرلمان الخاضع تحت سيطرتها في صنعاء، حيث شهدت الأيام الماضية تنفيذ العديد من النواب اعتصامات مفتوحة احتجاجاً على أعمال الفساد والسطو على المال العام.
وأكد عضو البرلمان أحمد سيف حاشد، أن نحو 13 نائباً بدأوا الاعتصام داخل المجلس تنديداً بفساد قيادات الميليشيات المتفشي، إلى جانب قضايا فساد أخرى، منها رفض الجماعة إنزال تقارير الحسابات للسنوات الخمس الماضية إلى القاعة لمناقشتها.
وتوقع مصدر برلماني في صنعاء تحدث إلى «الشرق الأوسط»، تصعيداً غير مسبوق للاعتصام والاحتجاجات قد تشهدها بقادم الأيام عديد من المؤسسات الحكومية التشريعية والقضائية والتنفيذية المغتصبة بيد الجماعة بسبب تصاعد جرائم وفساد وعبث الميليشيات.
وكان النائب في برلمان صنعاء غير الشرعي خالد الصعدي (وهو رئيس لجنة الحريات وحقوق الإنسان) دعا وسائل الإعلام إلى التفاعل مع ما سيطرحه من فساد حاصل في البرلمان، وقال في بيان، إن هيئة رئاسة مجلس النواب في صنعاء لا تزال ترفض مناقشة الحسابات الختامية للمجلس للسنوات الماضية. معتبراً أن ذلك يعد مخالفة قانونية ودستورية؛ كون حسابات المجلس تقرّ بعد إثرائها بالنقاش من قبل الأعضاء في الجلسات.
وأضاف، أنه ورغم المطالبات المستمرة منذ قرابة العامين لقادة الجماعة الحوثية بإنزال الحسابات الختامية للنقاش، فإن كل المطالبات قوبلت بالتسويف والمماطلة والرفض، لافتاً إلى أن ذلك يثير الكثير من التساؤلات حول أسباب تمنع ورفض الميليشيات.
وكشف الصعدي عن وجود الكثير من المخالفات في الجوانب المالية والإدارية ارتكبتها هيئة رئاسة البرلمان (غير الشرعي) وأمانته العامة الموالية، وقال، إنه ورغم طرح مثل هذه المخالفات خلال مناقشات، فإن الجماعة تصرّ على عدم الاستماع لها، مع مواصلتها التكتم على البيانات المالية كافة.
وأفصح النائب في برلمان الميليشيات، أن لديه الكثير من الوثائق التي تؤكد ما يطرح باستمرار حول الفساد المستشري في ذلك المجلس غير المعترف به دولياً.
يشار إلى أن الميليشيات الحوثية تواصل انتهاكاتها بحق النواب ممن يعيشون داخل وخارج نطاق سيطرتها مع تسخيرها القضاء الخاضع لها لإصدار أحكام الإعدام ضد بعضهم، ونهب ومصادرة منازل وممتلكات أعضاء آخرين.
وأصدرت الميليشيات طيلة الفترات السابقة حزمة من القرارات قضت بإعدام العشرات من البرلمانيين والسياسيين والناشطين المناهضين لانقلابها، ومصادرة جميع أموال وممتلكات المحكوم عليهم العقارية منها والمنقولة، وتوريدها إلى خزينة الانقلاب.
وأقدم مسلحو الجماعة ضمن مسلسل انتهاكاتها الأخيرة على اقتحام منزل البرلماني الراحل عبد الرحمن بأفضل وقامت بترويع الأطفال والنساء ونهبت جميع محتويات وأثاث المنزل.
وبحسب مصادر مطلعة، داهمت الميليشيات بصورة مفاجئة ودون أي أسباب المنزل وباشرت بطرد أفراد عائلة بأفضل إلى العراء رغم وفاته قبل ثمانية أعوام، واصفة تلك الجريمة بالسابقة الخطيرة التي لم تشهدها المدن اليمنية إلا في ظل سيطرة وحكم الجماعة الانقلابية.
وعمد الانقلابيون الموالون لإيران طيلة السنوات الماضية إلى ارتكاب سلسلة لا حصر لها من الجرائم والتعسفات ضد من تبقى من أعضاء البرلمان بمدن سيطرتهم من جهة، وضد أعضاء آخرين ممن نزحوا مع أسرهم قسرا بسبب تصاعد حملات البطش الحوثية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.