ابن كيران ينصح الوزراء الجدد باتخاذ الاحتياطات لتجنب الرأي العام

الحكومة المغربية تصادق على قانون جديد للإحصاء

ابن كيران ينصح الوزراء الجدد باتخاذ الاحتياطات لتجنب الرأي العام
TT

ابن كيران ينصح الوزراء الجدد باتخاذ الاحتياطات لتجنب الرأي العام

ابن كيران ينصح الوزراء الجدد باتخاذ الاحتياطات لتجنب الرأي العام

أوصى عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، الوزراء الأربعة الجدد الذين عينهم العاهل المغربي الملك محمد السادس أخيرًا ضمن التعديل الحكومي، الذي جرى الأسبوع الماضي، بتوخي الاحتياط الكافي «مما يمكن أن يتخيل في كل زمان ومكان، خصوصًا وأن هذه المرحلة ديمقراطية بامتياز، وأصبح للرأي العام فيها وزنه الكبير، ودعا خلال اجتماع المجلس الحكومي، صباح أمس، الوزراء الجدد إلى «أن يجسدوا هذه المسؤولية وينتبهوا إلى أن العمل النافع والجاد يكون تدريجيًا».
وتأتي نصائح ابن كيران أيامًا قليلة بعد الرجة الأخلاقية التي ضربت حكومته الثانية، والتي خلفت إعفاء أربعة وزراء، اثنين منهما تم إعفاؤهما بسبب علاقة حب بينهما، وواحد بسبب أداء فاتورة شوكولاته لحفل خاص من موازنة الوزارة، والآخر «وزير الشباب والرياضة» بسبب ما سُمي بفضيحة «عشب ملعب الرباط».
من جهة أخرى، صادقت الحكومة المغربية على مشروع قانون يتعلق بالنظام الإحصائي الوطني، وذلك بعد مرور أكثر من نصف قرن على القانون المنظم للتعداد السكاني، الذي أصبح لا يستجيب للتطورات التي عرفتها الهياكل المنتجة للمعلومة الإحصائية الرسمية، مما جعل تحيينه من طرف رئاسة الحكومة ضرورة ملحة، من أجل تطوير النظام الإحصائي وملاءمته، وفقا للمبادئ والتوصيات المعمول بها على الصعيد الدولي.
واقترح مشروع القانون، الذي ينتظر إحالته الأسبوع الحالي إلى البرلمان، إحداث مجلس وطني للإحصاء يعيّن رئيسه بظهير شريف، يصدره العاهل المغربي الملك محمد السادس. ويتألف المجلس، بالإضافة للقطاعات الحكومية، من المندوب السامي في التخطيط، ووالي البنك المركزي، ومدير مكتب الصرف، والمدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، والمدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ومدير الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، ومدير المكتب المغربي للملكية الصناعية والتجارية، ورئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورؤساء فيدراليات الغرف المهنية، ويضم تشكيلة المجلس أيضًا ثلاثة ممثلين عن الهيئات النقابية الأكثر تمثيلية.
وخول المشروع للمجلس الوطني للإحصاء صلاحية تحديد التوجهات العامة للنظام الإحصائي الوطني، والمصادقة على مشاريع البرامج السنوية والمتعددة السنوات للإحصاءات والبحوث الإحصائية، مع تقييم جودة العمليات الإحصائية المنجزة من طرف المندوبية السامية للتخطيط، وكل المؤسسات التي تقوم بعمليات الإحصاء. كما أبقى المشروع على نظام الترخيص القبلي لمشاريع الإحصاء والبحوث الإحصائية الرسمية ضمانًا للالتزام بالمعايير والمناهج العلمية.
وحذر المشروع الحكومي من استغلال المعلومات ذات الطابع الشخصي، المحصل عليها من العمليات الإحصائية، سواء تلك المتعلقة بالحياة الشخصية أو العائلية، أو تلك المتعلقة بالوقائع والسيرة الخاصة للأشخاص موضوع أي تبليغ من طرف الإدارة أو الهيئة المودع لديها هذه المعلومات. ومنع المشروع استعمال المعلومات ذات الطابع الشخصي، أو ذات الصبغة الاقتصادية أو المالية المحصل عليها من العمليات الإحصائية لغرض القيام بأي عملية مراقبة، أو توقيع أي جزاء إداري أو متابعة قضائية. كما توعد مشروع القانون بمعاقبة الممتنعين عن الإجابة بكيفية صحيحة، والآجال المحددة على الاستمارات المتعلقة بالإحصاءات والبحوث الإحصائية الحاملة لتأشير المندوبية السامية للتخطيط، بأداء غرامة مالية قدرها 250 دولارًا، إذا تعلق بالأشخاص العاديين أو لدى الأسر، وبغرامة 610 دولارات، إذا تعلق الأمر بإحصاء أو ببحث إحصائي يخص شركات أو أشخاص معنويين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».