أكدت تركيا دعمها خطة الأمم المتحدة لحل أزمة تصدير الحبوب من أوكرانيا عبر فتح ممرات آمنة في البحر الأسود، مشيرة إلى أنها تنتظر رد روسيا على مقترحها الذي قدمته خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووفد عسكري لأنقرة الأسبوع الماضي.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن بلاده تدعم الخطة الأممية للممرات الآمنة لحل أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، وفي مقدمتها القمح. وأضاف في تصريحات الخميس: «نرى أن خطة الأمم المتحدة خطة قابلة للتطبيق، بالإضافة إلى أنه سيكون من المفيد تنفيذها تحت مظلة الأمم المتحدة من حيث شرعية العمل الذي يتعين القيام به». وتابع أنه شرح لنظيره الروسي خلال لقائهما في أنقرة مؤخراً، أنه لا ينبغي أن يكون هناك عمل ثنائي أو أحادي الجانب في هذا الشأن، وأنهم ينتظرون رد روسيا بخصوص الممرات المزمعة. ولفت إلى أنه إذا كان هناك اجتماع رباعي (بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة) فستتم مناقشة جميع القضايا، بما في ذلك الآلية التي سيتم إنشاؤها وتشغيلها والإشراف عليها بالتفصيل، ويجب معالجة مخاوف الجميع، كما يجب أن تضمن الآلية ذلك.
وخلال زيارته لتركيا، تعهد لافروف بأن بلاده ستقوم بتأمين ممرات آمنة تسهل تصدير الحبوب الأوكرانية، وعلى رأسها القمح، إلى العالم بالتعاون مع تركيا، وأنها مستعدة لضمان سلامة السفن التي تنقل الحبوب والتي تغادر الموانئ الأوكرانية. واعتبر لافروف أن مسؤولية حل مشكلة استئناف شحنات الحبوب من الموانئ الأوكرانية تقع على عاتق أوكرانيا، حيث يجب أن تقوم بنزع الألغام التي نشرتها في المياه المحيطة بالموانئ التي ستستخدم لنقل الحبوب، وليس هناك إجراء ينبغي على الجانب الروسي فعله لأنه نفذ بالفعل الالتزامات الضرورية.
وكانت أنقرة عرضت، بناءً على طلب من الأمم المتحدة، مساعدة لمرافقة القوافل من الموانئ الأوكرانية، رغم وجود ألغام كشف عن بعضها قرب السواحل التركية، عقب الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي. وكانت أوكرانيا، التي تعد رابع أكبر مصدر للذرة في العالم، على وشك أن تصبح ثالث أكبر مصدر للقمح قبل اندلاع الحرب التي تسببت في رفع أسعار المواد الغذائية، ما يهدد بحدوث مجاعات في الدول التي تعتمد على الصادرات الأوكرانية، خصوصاً في أفريقيا والشرق الأوسط.
وبلغت نسبة صادرات أوكرانيا قبل الحرب 12 في المائة من إجمالي القمح، و15 في المائة من الذرة، و50 في المائة من زيت دوار الشمس في العالم. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأسبوع الماضي: «في الوقت الحالي، 20 إلى 25 مليون طن من الحبوب عالقة، وقد ترتفع الكمية في الخريف إلى ما بين 70 إلى 75 مليون طن».
بدوره، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المنظمة تعمل بتعاون وثيق مع السلطات التركية لإنشاء ممرات آمنة لصادرات الحبوب من أوكرانيا عبر البحر الأسود. وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ممتن للغاية لتعاون الرئيس رجب طيب إردوغان ووزير الخارجية مولود جاويش أوغلو والجيش التركي، الذين عملوا بشكل بناء من أجل حل هذه المشكلة.
وأضاف أن الأمم المتحدة على اتصال مع جميع الأطراف المعنية، وأن التفاصيل لا تزال قيد الإعداد، وسيتعين على الجانبين الأوكراني والروسي الاتفاق، كما سيتعين على جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجيش التركي، أن تشعر بالراحة للمضي قدماً بالخطة.
أنقرة تنتظر رد موسكو لفتح ممرات نقل الحبوب من أوكرانيا
أنقرة تنتظر رد موسكو لفتح ممرات نقل الحبوب من أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة