ستيف هوتون تستحق مكاناً في قائمة إنجلترا لـ{يورو 2022}

عندما خرجت الأخبار التي تفيد بأن ستيف هوتون قد انضمت إلى القائمة الأولية للمنتخب الإنجليزي للسيدات والمكونة من 28 لاعبة استعداداً لخوض نهائيات كأس الأمم الأوروبية، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الشديد.
وبدأت النقاشات تدور بين المدافعين عن هوتون والمعارضين لانضمامها للقائمة، وإن كان عدد المعارضين أكبر بالطبع. ولم تلعب القائدة السابقة لمنتخب إنجلترا أي مباراة منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، عندما لعبت خمس مباريات قبل أن تتعرض للإصابة التي أبعدتها عن الملاعب منذ فترة التوقف الدولية في سبتمبر (أيلول) الماضي.
في غضون ذلك، يمكن القول إن ميلي برايت لاعبة تشيلسي، وزميلة هوتون في مانشستر سيتي أليكس غرينوود، قد عززتا مكانتهما كخيار أول للعب في قلب دفاع المنتخب الإنجليزي، كما لم تعد المشاكل الدفاعية التي كانت موجودة أثناء ولاية فيل نيفيل بنفس القوة والوضوح. وتسلمت مدافعة آرسنال ليا ويليامسون شارة القيادة. بالإضافة إلى ذلك، قدم عدد من المدافعات مستويات جيدة للغاية تشفع لهن للانضمام إلى قائمة المنتخب الإنجليزي في نهائيات كأس الأمم الأوروبية.
وبالتالي، فإن السؤال المطروح الآن هو: هل لو كانت هوتون لائقة من الناحية البدنية يجب أن تكون ضمن القائمة النهائية التي ستضم 23 لاعبة سيمثلن المنتخب الإنجليزي في المباراة الافتتاحية لليورو ضد النمسا في السادس من يوليو (تموز)؟
أعتقد أن الإجابة نعم، رغم أنني دائماً ما كنت أطالب مراراً وتكراراً بأنه لا ينبغي أن يكون هناك مجال للعاطفة، وكنت أطالب دائماً بالتخلص التدريجي من اللاعبات الأكبر سناً في المنتخب الإنجليزي، لكنني الآن أعتقد أن انضمام هوتون لقائمة المنتخب الإنجليزي هو القرار الصحيح.
لكن مدى جاهزية هوتون لخوض المباريات سوف يتضح خلال التدريبات، أمام المدربين الذين يجب أن يقرروا ما إذا كانت تستحق مكاناً أم لا. وعلى ملعب «سانت جورج بارك» يوم الثلاثاء الماضي، لم تظهر هوتون أي علامات على أنها بعيدة عن أجواء المباريات.
وقالت هوتون، وهي تتحدث من الملعب مع الصحافيين الذين تجمعوا للمشاهدة: «أشعر بأنني على ما يرام تماماً في التدريبات. يتم التعامل بحرص شديد مع الحمل التدريبي للكثير من اللاعبات، لأننا لا نريد أن نصل إلى الذروة مبكراً. الأمر يتعلق فقط باتباع النصائح الطبية للتحسن بشكل تدريجي. لم أغب عن أي حصة تدريبية حتى الآن، وهذا أمر جيد».
إنني أعتقد أن وجود هوتون في صفوف المنتخب الإنجليزي، حتى ولو بنفس لياقتها البدنية، أفضل من عدم وجودها على الإطلاق.
ومع احتمال أن تبدأ غرينوود وبرايت وأن تلعب ويليامسون دوراً مهماً في الأمام مع كيرا والش، فإن خط الدفاع سيكون أكثر ضعفاً. من المؤكد أن اللاعبات الثلاث اللائي يتنافسن مع هوتون على حجز مكان في خط الدفاع يمتلكن موهبة كبرة. لقد قدمت جيس كارتر ونيامه تشارلز مستويات جيدة للغاية عندما تم استدعاؤهن من قبل تشيلسي، ولعبا في العديد من المراكز المختلفة بسبب الإصابات التي عصفت بالعديد من العناصر الأساسية للفريق الذي فاز بلقب الدوري في نهاية المطاف، كما تُشكل لوت ووبن موي شراكة قوية للغاية مع ويليامسون في قلب دفاع آرسنال.
ورغم أن هذا الثلاثي سيكون مهماً للغاية بالنسبة للمنتخب الإنجليزي في المستقبل، فإنه من الواضح تماماً أنهن يفتقدن للخبرة الدولية، حيث لم يلعبن فيما بينهن سوى 18 مباراة دولية. وفي المقابل، فإن هوتون، التي لا تزال تلعب لأحد أفضل الأندية في أوروبا، خاضت 121 مباراة دولية وسجلت 13 هدفاً وقادت المنتخب الإنجليزي خلال بطولتين لكأس العالم، بالإضافة إلى بطولة كأس الأمم الأوروبية 2017.
ومع كل الاحترام لتشارلز وكارتر ووبن موي، فمع مرور الوقت في المباريات الحاسمة خلال بطولة كبرى للمنتخب الإنجليزي الذي وصل إلى الدور نصف النهائي من البطولتين الرئيسيتين السابقتين، ستكون هناك حاجة ماسة لهوتون وخبراتها الكبيرة.
إن تجديد دماء الفريق بشكل تدريجي لا يعني التخلي عن بعض اللاعبات أصحاب الخبرات الكبيرة مرة واحدة. ومن المؤكد أن هوتون قادرة على أن تلعب دوراً حاسماً للغاية داخل المعسكر ومن على مقاعد البدلاء وفي غرفة خلع الملابس، وإذا لزم الأمر في الملعب. ورغم أن كثيرين لا يرغبون في رؤية هوتون، البالغة من العمر 34 عاماً، هي تقف لتسديد ركلة جزاء بقميص إنجلترا بعد أن أضاعت بشكل مؤلم ركلة جزاء كانت كفيلة بإدراك التعادل أمام الولايات المتحدة في نصف نهائي كأس العالم، إلا أن الشخصية التي أظهرتها المدافعة المخضرمة في تلك اللحظة وتقدمها لتسديد ركلة الجزاء رغم أن النتيجة هي تأخر المنتخب الإنجليزي بهدفين مقابل هدف وحيد قبل نهاية المباراة بعشر دقائق، تظهر أنها تمتلك المقومات التي تجعلها مهمة للغاية بالنسبة لفريق يسعى للحصول على الكأس. وعلاوة على ذلك، فإن قدرتها على تسديد الركلات الحرة ببراعة شديدة تجعلها إضافة قوية للغاية للمنتخب الإنجليزي.
وفي النهاية، أود أن أؤكد على أن ضم هوتون للقائمة النهائية للمنتخب الإنجليزي لن يكون قراراً عاطفياً، لكنه سيكون ذكياً للغاية، لأن هوتون - لو كانت لائقة من الناحية البدنية - يمكنها أن تصنع الفارق حتى لو شاركت لمدة 10 دقائق فقط في المباراة.