في مايو (أيار) من عام 2016 حصل مارتن سكورسيزي على موافقة الكاتب ديفيد غران لتحويل كتابه غير الروائي «قتلة فلاور مون» (Killers of the Flower Moon) إلى فيلم يقوم بإخراجه. وبعد عام تم تجهيز سيناريو وضعه إريك روث وبدا أن سكورسيزي أعد العدّة لدخول الإنتاج في منتصف سنة 2017. أي قبل أن ينصرف عنه لتحقيق فيلمه الآخر «الآيرلندي» (The Irishman).
حسب سكورسيزي، أحد أسباب تعرّض هذا المشروع للتأجيل أن الأحداث تقع في عشرينات القرن الماضي، وهذا كان يتطلّب وقتاً إضافياً قبل أن تدور الكاميرات لتصويره. لكن مصادر أخرى تحدّثت عن أن سكورسيزي واجه عدم اكتراث رئيس قبيلة أوساج (موطنها ولاية أوكلاهوما) التعاون في فيلم يتناول بعض تاريخها على أساس أن هوليوود لم ولن تمنح الهنود الحمر أي معاملة تستحقها بعد كل ذلك السيل من الأفلام المعادية.
توجّه سكورسيزي إلى رئيس القبيلة ومجلسه وعقد اجتماعاً دام سبع ساعات من قبل أن يستخرج وعداً بتعاون القبيلة معه في تحقيق هذا الفيلم.
يتوقع المرء، نظراً لمعرفة سكورسيزي بتاريخ السينما الأميركية ربما أكثر من سواه، بأنه ذكر للقبيلة عدداً لا بأس به من الأفلام التي احترمت الحقيقة وجسّدت المواطنين الأصليين لأميركا في ضوء ومعالجة إيجابيين. في النهاية غادر المخرج الاجتماع وهو جاهز لتحقيق الفيلم قبل أن يؤخر إنجازه إلى العام الماضي، حيث بوشر التصوير في الثالث عشر من أبريل (نيسان) وانتهى في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) من العام نفسه. عمليات ما بعد التصوير بدأت في أواخر 2021 واستمرّت حتى أبريل من هذا العام.
إنه واحد من الأفلام المنتظرة لعدة أسباب: مخرجه هو أحد أكبر المخرجين العالميين والفيلم هو التعاون السادس بينه وبين الممثل ليوناردو ديكابريو (الذي تقوم شركته بإنتاج الفيلم)، ثم هناك طبيعة هذه الرواية المأخوذة عن أحداث حقيقية.
ففي عشرينات القرن الماضي شهدت المنطقة سلسلة جرائم ارتكبها مواطنون بيض ضد أفراد من القبيلة يملكون حقول نفط حصلوا على تراخيص استخراجه كونها تقع ضمن ممتلكاتهم. القتلة اتفقوا على تصفية هؤلاء الأفراد للتخلص منهم كوسيط ثالث.
الكتاب الذي وضعه أحد صحافيي مجلة «ذا نيويوركر»، استرعى اهتمام الممثل - المخرج جورج كلوني قبل أن يفوز سكورسيزي بالمشروع. والفيلم بات جاهزاً للعروض التجارية قبل نهاية العام الحال،ي وهي الفترة المناسبة لدخول موسم الجوائز السنوي.
لجانب ديكابريو الذي يلعب دور المحقق في تلك الجرائم هناك روبرت دي نيرو وجيسي بليمونز (شوهد مؤخراً في فيلم الوسترن «ذا باور أوف ذا دوغ») وجون ليثغو وبرندان فرايزر.
في التصوير: مارتن سكورسيزي في الغرب الأميركي
في التصوير: مارتن سكورسيزي في الغرب الأميركي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة