الدوري السعودي... 11 شهراً من الركض بسبب «التمديد»

حالات التأجيل والكفاءة المالية وشبح الهبوط تربك «صيف الأندية»

رابطة الدوري السعودي أربكت الأندية هذا الموسم بقرارات التأجيل والتمديد (الشرق الأوسط)
رابطة الدوري السعودي أربكت الأندية هذا الموسم بقرارات التأجيل والتمديد (الشرق الأوسط)
TT

الدوري السعودي... 11 شهراً من الركض بسبب «التمديد»

رابطة الدوري السعودي أربكت الأندية هذا الموسم بقرارات التأجيل والتمديد (الشرق الأوسط)
رابطة الدوري السعودي أربكت الأندية هذا الموسم بقرارات التأجيل والتمديد (الشرق الأوسط)

ربما تكون حالات التمديد التي واجهها الدوري السعودي هذا الموسم هي الأولى من نوعها تاريخياً، إذ لم يسبق له أن واجه مثل هذا النوع طوال نسخه الماضية إلى حد حالات التندر التي بدأ برسمها المشجعون، وقبل ذلك، مسيرو البرامج الرياضية على صور مسؤولي الأندية بسبب استمرار المنافسات لنحو 11 شهراً.
ربما هي حالة نادرة مثلاً أن يتم تأجيل جولتين حاسمتين من أجل المنتخب السعودي الأولمبي، إذ كانت حالات التأجيل تذهب فقط للمنتخب الأول دون غيره.
ولذلك... في الموسم الماضي كشفت الأندية السعودية عن صفقاتها قبل إسدال الستار على منافسات الدوري السعودي للمحترفين، إذ أعلن الهلال تعاقده مع ماريغا، ووقع النصر مع البرازيلي تاليسكا، في صفقات ألهبت سوق الانتقالات الصيفية قبل بدايته بوقت مبكر.
في الموسم الحالي يبدو المشهد مرتبكاً ولم تعلن الأندية حتى الآن عن أي صفقات كبيرة كالتي بدأت عليها في صيف الموسم الماضي، باستثناء الوحدة الصاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي الذي أعلن تعاقده قبل أيام قليلة مع الحارس المغربي منير المحمدي.
وكان كذلك نادي الشباب الذي أعلن تعاقده قبل أيام قليلة مع لاعب المواليد محمد عبد الناصر آدم قادماً من ميامي الأميركي، بالإضافة لصفقة محلية أتمها التعاون مع المهاجم حسين المعيني قادماً من صفوف فريق الأهلي.

                                           الهلال والاتحاد أُرهقا من الانتظار لحسم لقب الدوري السعودي (تصوير: علي خمج)
تلك الصفقات تبدو مبكرة حتى الآن، في الوقت الذي غابت فيه صفقات الأندية التي حضرت مبكراً في الموسم الماضي، ما ينذر حتى الآن بموسم انتقالات هادئ خلال فترة الصيف والتحضير للموسم الجديد.
أسباب عديدة قد تلخص المشهد حتى الآن، حيث يعد قرار تمديد الدوري من 29 مايو (أيار) حتى 23 يونيو (حزيران) الحالي ثم إلى 27 من الشهر ذاته، أحد أبرز القرارات التي أربكت فترة استعدادات الأندية لموسمها الجديد، الذي يدخل في حيزه صفقات الانتقال في فترة الانتقالات الصيفية، حيث أسهم هذا القرار بتأجيل جميع التحركات حتى نهاية الموسم.
يوم أمس، أعلنت رابطة الدوري السعودي للمحترفين، عن تأجيل جديد لمنافسات الدوري لمدة 5 أيام، وذلك بسبب تأهل المنتخب السعودي تحت 23 عاماً للدور نصف النهائي لبطولة كأس آسيا تحت سن 23 المقامة في أوزبكستان.
وأوضحت الرابطة أن قرار تأجيل الجولتين 29 و30 يأتي بناء على طلب الاتحاد السعودي لكرة القدم، حيث ستقام الجولة 29 يوم الخميس 23 يونيو، على أن تقام الجولة الأخيرة يوم الاثنين 27 من الشهر ذاته.
قد يبدو قرار تمديد الدوري الأكثر تأثيراً على صناعة القرار في الأندية من حيث معسكرات الصيف والصفقات الجديدة، خصوصاً في ظل حضور العديد من الفرق في دائرة خطر الهبوط للمرة الأولى منذ سنوات عديدة.
وحسابياً حتى الآن، لم تضمن 10 أندية مصيرها بالبقاء أو الهبوط ومرافقة الحزم نحو دوري الدرجة الأولى، وذلك في ظل التقارب النقطي الكبير بين الفتح صاحب المركز السادس الذي يملك 35 نقطة والباطن صاحب المركز الخامس عشر (قبل الأخير) برصيد 29 نقطة.
وأسهم هذا الأمر بتأجيل قرارات أندية كثيرة حتى معرفة مصيرها، والترتيب للموسم الجديد الذي سيكون مختلفاً، خصوصاً في ظل زيادة لاعب أجنبي ينضم للمحترفين الأجانب السبعة، ليصبح العديد الإجمالي ثمانية لاعبين محترفين أجانب من بينهم لاعب واحد يظل على مقاعد البدلاء، بحسب النظام الذي أقره اتحاد كرة القدم السعودي.
وبعيداً عن تمديد الدوري الذي أربك حسابات إدارات الأندية، وشبح الهبوط الذي بات يهدد 10 أندية من بين فرق الدوري الـ16، تحضر شهادة الكفاءة المالية كواحدة من أبرز معوقات التسجيل، بعدما باتت شرطاً إلزامياً للقيد الجديد للاعبين المحترفين في سوق الانتقالات، وذلك كجزء من عملية ضبط مصروفات الأندية.
وكانت لجنة الكفاءة المالية في وزارة الرياضة قد كشفت عن الالتزامات المالية واجبة السداد حتى 31 مارس (آذار) لأندية الدوري السعودي للمحترفين، حيث حددت اللجنة يوم 21 أغسطس (آب) المقبل آخر موعد للوفاء بها.
وانخفضت إجمالي الالتزامات المالية بنسبة 51.46 في المائة مقارنة بما كانت عليه في 30 أبريل (نيسان) 2021، حيث انخفضت المبالغ من 569 مليون ريال إلى 276 مليون ريال في الفترة الحالية.
ونجحت أربعة أندية هي الهلال والفيصلي والفتح وأبها في الالتزام بالسداد، حيث خلت قائمتها من أي التزامات مالية عليها واجبة السداد، ما يعني حصولها على شهادة الكفاءة المالية في الفترة المقبلة.
وتصدر نادي الأهلي القائمة كأكثر الأندية التزامات مالية بـ48 مليوناً ثم الاتحاد بـ42 مليوناً والنصر بـ36 مليون ريال، ثم الشباب بـ32 مليون ريال والتعاون والاتفاق بـ22 مليون ريال، ثم الرائد بـ21 مليوناً والباطن بـ19 مليون ريال، ثم الحزم بـ13 مليون ريال والطائي بثمانية ملايين ريال ثم الفيحاء بسبعة ملايين وأخيراً ضمك بـ900 ألف ريال.
وبعيداً عن العوامل الثلاثة السابقة، فإن فريقاً كالهلال الذي لا يعاني مالياً وسيحصل على شهادة الكفاءة المالية لعدم وجود أي التزامات مالية عليه، فإنه سيظل مُنتظراً لقرار مركز التحكيم الرياضي ومعرفة مصيره بشأن إيقافه لفترتين عن التسجيل على خلفية قضية اللاعب محمد كنو الذي وقع عقدين مع الهلال والنصر.
وسيعمل الهلال على نقض القرار من أجل تعزيز صفوفه في سوق الانتقالات الصيفية، خصوصاً في ظل زيادة عدد اللاعبين المحترفين الأجانب، وحاجته لتغيير بعض اللاعبين في الموسم المقبل.


مقالات ذات صلة

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

رياضة سعودية استعرض فريق العمل النتائج التي توصل لها في المرحلة الخامسة (الاتحاد السعودي)

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

كشف فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية عن بلوغ نسبة الإنجاز 81 في المائة حتى الآن، إذ تم توثيق 103 أعوام من تاريخ كرة القدم السعودية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو في مهمة قيادة النصر نحو فوز آسيوي جديد (تصوير: نايف العتيبي)

الأهلي والنصر لاقتناص نقاط العين والغرافة «آسيوياً»

يتطلع الأهلي السعودي لمواصلة رحلة انتصاراته في «دوري أبطال آسيا للنخبة» والاقتراب أكثر من اقتناص بطاقة العبور نحو الدور الثاني بصورة رسمية، وذلك عندما.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن فوز فريقه التاريخي على الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، لن يدفعهم إلى رفع سقف التوقعات بشكل عاطفي، بل يجعلهم.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية مدرب الفتح قال إن لاعبيه قدّموا ما عليهم في المباراة رغم الخسارة (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

أكد ينز غوستافسن، مدرب الفتح، أن فريقه عمل جاهداً لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد، ولكنه خسر في نهاية المطاف.

نواف العقيل (جدة )
رياضة سعودية فابينهو محتفلاً بهدفه في مرمى الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الصدارة تعود للاتحاد بثنائية فابينهو وعوار

اعتلى الاتحاد صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة الـ11، بعد انتصاره على ضيفه الفتح بثنائية فابينهو وحسام عوار.

نواف العقيل (جدة)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.