آثار تدمر «بخير».. ومخاوف من استخدام «داعش» للفوسفات السوري في صناعة المتفجرات

«غرفة عمليات بركان الفرات» تسيطر على قرى جديدة بريف الرقة

صورة تظهر أعضاء من تنظيم داعش يزينون الساحة الرئيسية في مدينة الرقة التي باتت عاصمة للتنظيم في سوريا (أ.ب)
صورة تظهر أعضاء من تنظيم داعش يزينون الساحة الرئيسية في مدينة الرقة التي باتت عاصمة للتنظيم في سوريا (أ.ب)
TT

آثار تدمر «بخير».. ومخاوف من استخدام «داعش» للفوسفات السوري في صناعة المتفجرات

صورة تظهر أعضاء من تنظيم داعش يزينون الساحة الرئيسية في مدينة الرقة التي باتت عاصمة للتنظيم في سوريا (أ.ب)
صورة تظهر أعضاء من تنظيم داعش يزينون الساحة الرئيسية في مدينة الرقة التي باتت عاصمة للتنظيم في سوريا (أ.ب)

أحرز تنظيم داعش تقدما مهما في منطقة تدمر وسيطر على ثاني أكبر مناجم الفوسفات في سوريا، قد توفر له عائدات مالية تجارية مهمة، إذا لم يستخدمها في عمليات تفجيرية. ويُستخدم الفوسفات في تركيبة بعض المتفجرات، كما يستخدم لتلبية احتياجات مصانع الأسمدة، التي تنتشر في حمص أيضًا.
وكانت الشركة العامة للفوسفات والمناجم قد سجلت في النصف الأول من عام 2014 مبيعات قدرها 30 مليون دولار، بإنتاج ما يقرب من 500 ألف طن، بانخفاض مليوني طن مقارنة بعام 2011.
وتعتبر سوريا من أكبر الدول المصدرة للفوسفات في العالم، حيث يذهب إنتاجها إلى أسواق أوروبا وأميركا وكندا وحتى دول شرق آسيا.
في سياق آخر، قال مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار في سوريا، أمس الثلاثاء، إن «مدينة تدمر الأثرية التي سيطر عليها تنظيم داعش، الأسبوع الماضي، بخير ولم تلحق بها أضرار حتى الآن».
لكنه أضاف أنه ما زال يخشى أن يفجر التنظيم المتشدد أطلالا في تدمر بما في ذلك المدافن البرجية ومعبد بعل. وأضاف لـ«رويترز» عبر الهاتف نقلا عن مصادر على الأرض المدينة الأثرية بخير.. لا يوجد أي أضرار حتى الآن.
ونفذت طائرات التحالف العربي - الدولي، أمس، ما لا يقل عن 7 ضربات استهدفت عدة مناطق بأطراف مدينة الرقة وأماكن أخرى في المنطقة، وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه «لم ترد معلومات عن الخسائر البشرية حتى لحظة نشر التقرير، وسط استمرار تحليق الطائرات في المنطقة، وكان 3 عناصر من تنظيم داعش قتلوا أمس وأصيب 5 آخرون في ضربات استهدفتهم من قبل طائرات التحالف في ريف الرقة».
وفي محافظة الحسكة، نفذت طائرات يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي – الدولي عدة ضربات على مناطق في ريف الحسكة الجنوبي الشرقي، بينما قصفت طائرات التحالف تمركزات للتنظيم المتطرف ومناطق وجوده في منطقة المبروكة وقرى بالقرب منها، بالريف الجنوبي الغربي لمدينة رأس العين (سري كانيه)، والتي يسيطر عليها التنظيم، وسط اشتباكات عنيفة بينه وبين وحدات حماية الشعب الكردي وعناصر في المنطقة، عقب تمكن مقاتلي وحدات الحماية من التقدم والسيطرة على قريتين في المنطقة.
في السياق، سيطرت القوات المشتركة المنضوية في «غرفة عمليات بركان الفرات» مدعومة بطيران التحالف الدولي، أمس، على قرى جديدة في الريف الغربي لمدينة تل أبيض الخاضعة لسيطرة «داعش» بمحافظة الرقة، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة بين الطرفين.
وأفاد الناشط الإعلامي ولات بكر، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أنّ القوات المشتركة سيطرت على قرى دمرجك شرقي ودمرجك غربي وميزغنة صغيرة وكرقوتلك، بعد اشتباكات استمرت يومين وسط تحليق «مكثّف» لطيران التحالف على مدينة تل أبيض وريفها شمال غربي الرقة.
وبيّن المصدر أنّ الاشتباكات أسفرت عن مقتل 37 مقاتلاً على الأقل وجرح أكثر من 20 آخرين في صفوف التنظيم، فيما قتل ثلاثة وجرح أربعة آخرون من القوات المشتركة.
من جانبه، أكد الناشط الميداني أبو معاد الرقاوي، لـ«مكتب أخبار سوريا»، أن التنظيم فرض حظرًا للتجول على منطقة عين عيسى الخاضعة لسيطرته من الساعة الـ11 ليلا حتى الساعة الـ6 من صباح اليوم التالي، في ظل تقدم القوات المشتركة باتجاه مدينتي عين عيسى وتل أبيض.
وأشار الرقاوي إلى أن التنظيم أحرق المحاصيل الزراعية في قرى نحيت وشويحان وشريعان التي تعد خطوط تماس بينه وبين القوات المشتركة، وذلك لمنع تقدمها باتجاه مدينة تل أبيض.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».