«لكمات» في البرلمان العراقي على خلفية منح الثقة لوزير من التيار الصدري

نواب من كتلة الأحرار ضربوا آخر من ائتلاف المالكي ما أدخله المستشفى

«لكمات» في البرلمان العراقي على خلفية منح الثقة لوزير من التيار الصدري
TT

«لكمات» في البرلمان العراقي على خلفية منح الثقة لوزير من التيار الصدري

«لكمات» في البرلمان العراقي على خلفية منح الثقة لوزير من التيار الصدري

تطورت مشادة كلامية بين النائب في البرلمان العراقي عن ائتلاف دولة القانون كاظم الصيادي وعدد من نواب كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري إلى اشتباك بالأيدي ومن ثم إلى توجيه لكمات إلى الصيادي نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج أمس.
وكان الصيادي، الذي انشق عن التيار الصدري في منتصف الدورة البرلمانية الماضية وانتمى إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، اعترض على آلية التصويت اليدوي الخاصة بمنح الثقة لرئيس كتلة الأحرار الصدرية محمد الدراجي وزيرا للصناعة خلفا للوزير المستقيل نصير العيساوي مطالبا باللجوء إلى التصويت الإلكتروني. ويقول عضو كتلة الأحرار البرلمانية حسين العواد إن «كاظم الصيادي تجاوز على أعضاء كتلة الأحرار بألفاظ نابية وبصوت عال بهدف عرقلة عملية التصويت». وأضاف العواد أن «هناك استهدافا واضحا من قبل النائب الصيادي لغرض تعطيل عمل مجلس النواب من خلال اعتراضه المستمر وفي أكثر من مورد ورفع صوته بمشادات كلامية وألفاظ غير مهذبة تحت قبة البرلمان».
من جهتها، أعلنت كتلة دولة القانون انسحابها من جلسات البرلمان بينما قرر رئيس البرلمان طرد النائب الصدري غزوان الكرعاوي من جلسات البرلمان العراقي مما تبقى من الفصل التشريعي الذي ينتهي في الأول من شهر يونيو (حزيران) المقبل. وقال رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان النائب علي الأديب في مؤتمر صحافي إن كتلته «قررت تعليق حضور جلسات البرلمان لمدة يومين»، على خلفية ما حدث بين النائب الصيادي ونواب كتلة الأحرار، محملا في الوقت نفسه «رئيس البرلمان سليم الجبوري مسؤولية ما حدث».
لكن الجبوري وجه بمعاقبة النائب عن كتلة الأحرار غزوان الكرعاوي على خلفية الاشتباكات بالأيدي مع النائب كاظم الصيادي. وفي السياق نفسه فقد قرر الجبوري إعادة التصويت على الدراجي بعد نيله الثقة بعد اعتراض 50 نائبا طالبوا بإعادة التصويت حيث تم تأجيل عملية نيل الثقة إلى وقت آخر.
من جهته وصف عضو البرلمان العراقي عن كتلة دولة القانون محمد الشمري ما حصل بأنه أمر مؤسف ولا يليق بمكانة ومستوى البرلمان. وقال الشمري في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «دولة القانون علقت حضورها جلسات البرلمان لمدة يومين احتجاجا على الاعتداء غير المبرر الذي وقع على النائب كاظم الصيادي من قبل بعض أعضاء كتلة التيار الصدري وهو أمر لا يمكن قبوله ولا يليق بمكانة البرلمان كمؤسسة تشريعية في البلد». وأضاف الشمري أن «المشادات يمكن أن تحصل داخل قبة البرلمان وهو أمر معروف في كل البرلمانات في الدول الديمقراطية لكن أن تتحول إلى اعتداء سافر تعدى كل الخطوط والقيم الأخلاقية فهذا أمر مرفوض ويحتاج إلى وقفة جادة من قبل الجميع». وردا على سؤال عما إذا كان ما صدر عن بعض نواب التيار الصدري تصرفا فرديا أم مقصودا، قال الشمري إن «ما حصل في الواقع لا يمكن عده تصرفا مقصودا أو يحمل دوافع أخرى بل هو تصرف فردي لكنه غير مقبول ويتطلب معالجة حتى لا تبقى أجواء التوتر بين الكتل»، مبينا أن «رئيس الكتلة الصدرية محمد الدراجي أبدى أسفه على ما حصل وطالب بتطبيق النظام الداخلي بحق النواب المخالفين من كتلته».
من ناحية ثانية، ألغى البرلمان عضوية مشعان الجبوري، النائب عن محافظة صلاح الدين من كتلة «متحدون»، لتزويره شهادة دراسية تسمح له بعضوية المجلس، لكن القرار ليس نهائيا، حسبما أفادت مصادر برلمانية أمس. وقال مصدر برلماني لوكالة الصحافة الفرنسية: «قرر مجلس النواب العراقي سحب عضوية النائب مشعان الجبوري لعدم حصوله على شهادة دراسية تؤهله لشغل أحد مقاعد المجلس». وأضاف أن «القرار صدر بعد التصويت بالإجماع» للنواب الحاضرين في جلسة أمس، كما قرر المجلس استعادة جميع المستحقات المالية التي حصل عليها الجبوري خلال الفترة الماضية، وفقا للمصدر. وأكد المصدر أن «القرار جاء بطلب من مفوضية الانتخابات التي أكدت عدم صحة شهادة الجبوري الدراسية التي ادعى الحصول عليها خلال وجوده في سوريا». وعلى المرشح تقديم شهادة تؤكد حصوله على الدراسة الإعدادية كحد أدنى للترشيح في الانتخابات البرلمانية، وفقا للمصدر.



الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون يعدون بسداد ديون صغار المودعين خلال 17 عاماً

الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)
الحوثيون سيطروا على البنك المركزي وصادروا الدين العام الداخلي والخارجي وأرباحه (أ.ف.ب)

أطلقت الجماعة الحوثية التي تختطف العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات أخرى في شمال البلاد، وعداً بسداد جزء من الدين الداخلي لصغار المودعين على أن يتم دفع هذه المبالغ خلال مدة زمنية قد تصل إلى نحو 17 عاماً، وذلك بعد أن صادرت الأرباح التي تكونت خلال 20 عاماً، وقامت بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية.

وتضمنت رسالة موجهة من فواز قاسم البناء، وكيل قطاع الرقابة والإشراف على المؤسسات المالية في فرع البنك المركزي بصنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة، ما أسماه آلية تسديد الدين العام المحلي لصغار المودعين فقط.

وحددت الرسالة المستحقين لذلك بأنهم من استثمروا أموالهم في أذون الخزانة، ولا تتجاوز ودائع أو استثمارات أي منهم ما يعادل مبلغ عشرين مليون ريال يمني (40 ألف دولار)، بحسب أرصدتهم الظاهرة بتاريخ 30 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

عاملة في البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

وسيتم الصرف - بحسب الرسالة - لمن تقدم من صغار المودعين بطلب استعادة أمواله بالعملة المحلية، وبما لا يتجاوز مبلغ نحو 200 دولار شهرياً للمودع الواحد، وهو ما يعني أن السداد سوف يستغرق 16 عاماً وثمانية أشهر، مع أن الجماعة سبق أن اتخذت قراراً بتصفير أرباح أذون الخزانة قبل أن تعود وتصدر قراراً بتحويل تلك الودائع إلى حسابات جارية، ما يعني حرمان المودعين من الأرباح.

جملة شروط

حدد الحوثيون في رسالتهم التي اطلعت عليها «الشرق الأوسط» موعد تقديم طلب الاستعاضة بدءاً من شهر فبراير (شباط) المقبل، وبشرط الالتزام بالتعليمات، وإرفاق المودع البيانات والتقارير المطلوبة، وضرورة أن يتضمن الطلب التزام البنوك الكامل بتنفيذ التعليمات الصادرة من إدارة فرع البنك المركزي.

وهددت الجماعة بإيقاف الاستعاضة في حال المخالفة، وحمّلوا أي بنك يخالف تعليماتهم كامل المسؤولية والنتائج والآثار المترتبة على عدم الالتزام.

صورة ضوئية لتوجيهات الحوثيين بشأن تعويض صغار المودعين

ووفق الشروط التي وضعتها الجماعة، سيتم فتح حساب خاص للخزينة في الإدارة العامة للبنك لتقييد المبالغ المستلمة من الحساب، ويكون حساب الخزينة منفصلاً عن حسابات الخزينة العامة الأخرى، كما سيتم فتح حسابات خزائن فرعية مماثلة لها في الفروع، على أن تتم تغذيتها من الحساب الخاص للخزينة في الإدارة العامة.

ومنعت الجماعة الحوثية قيد أي عملية دائنة بأرصدة غير نقدية إلى حسابات العملاء بعد تاريخ 30 نوفمبر، إلا بموافقة خطية مسبقة من قبل فرع البنك المركزي بصنعاء.

ويشترط البنك الخاضع للحوثيين تسليمه التقارير والبيانات اللازمة شهرياً أو عند الطلب، بما في ذلك التغيرات في أرصدة العملاء والمركز المالي، وأي بيانات أخرى يطلبها قطاع الرقابة، خلال فترة لا تتجاوز خمسة أيام عمل من بداية كل شهر أو من تاريخ الطلب، مع استمرار الفصل الكامل بين أرصدة العملاء غير النقدية والأرصدة النقدية، وعدم صرف الإيداعات النقدية للعملاء لسداد أرصدة غير نقدية.

ومع ذلك، استثنى قرار التعويض صغار المودعين المدينين للبنك أو الذين عليهم أي التزامات أخرى له.

1.2 مليون مودع

وفق مصادر اقتصادية، يبلغ إجمالي المودعين مليوناً ومئتي ألف مودع لدى البنوك في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية، في حين تقدر عائداتهم بثلاثة مليارات دولار، وهي فوائد الدين الداخلي، لكن الجماعة الحوثية تصر على مصادرة هذه الأرباح بحجة منع الربا في المعاملات التجارية والقروض.

الحوثيون حولوا مقر البنك المركزي في صنعاء إلى موقع للفعاليات الطائفية (إعلام حوثي)

وبحسب المصادر، فإن هذه الخطوة تأتي محاولةً من الجماعة الحوثية للتخفيف من آثار قرارهم بمصادرة أرباح المودعين بحجة محاربة الربا، حيث يعيش القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين حالة شلل تام بسبب التنفيذ القسري لقانون منع التعاملات الربوية، والذي قضى على مصداقية وثقة البنوك تجاه المودعين والمقترضين، كما ألغى العوائد المتراكمة لودائع المدخرين لدى البنوك، وعلى الفوائد المتراكمة لدى المقترضين من البنوك.

وأدى قرار الحوثيين بشطب الفوائد المتراكمة على أذون الخزانة والسندات الحكومية إلى تفاقم مشكلة ندرة السيولة في القطاع المصرفي؛ إذ تقدر قيمة أذون الخزانة والسندات الحكومية والفوائد المتراكمة عليها لأكثر من 20 سنة بأكثر من 5 تريليونات ريال يمني، وهو ما يعادل نحو 9 مليارات دولار، حيث تفرض الجماعة سعراً للدولار في مناطق سيطرتها يساوي 535 ريالاً.

كما جعل ذلك القرار البنوك في تلك المناطق غير قادرة على استرداد قروضها لدى المستثمرين، والتي تقدر بنحو تريليوني ريال يمني، والتي كانت تحصل على عوائد منها بما يقارب مليار دولار، والتي تبخرت بسبب قانون منع التعاملات الربوية.