الجيش اليمني: الحوثي يدفع بتعزيزات كبيرة إلى مختلف الجبهات

العميد مجلي قال لـ«الشرق الأوسط» إن الميليشيات تواصل خرق وتحدي الهدنة الأممية

العميد ركن عبده مجلي
العميد ركن عبده مجلي
TT

الجيش اليمني: الحوثي يدفع بتعزيزات كبيرة إلى مختلف الجبهات

العميد ركن عبده مجلي
العميد ركن عبده مجلي

حذر الجيش الوطني اليمني من أن التحضيرات والاستعدادات والتعزيزات التي تقوم بها جماعة الحوثي الانقلابية على خطوط التماس في مختلف الجبهات، تبيّن بوضوح أنهم لا يحترمون الهدنة ويرفضون السلام.
وبحسب العميد ركن عبده مجلي، المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، فإن ميليشيا الحوثي ارتكبت مئات الخروقات والانتهاكات منذ سريان تجديد الهدنة الأممية الأسبوع الماضي.
ولفت في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الميليشيات الحوثية ومن خلال التحضيرات والاستعدادات والتعزيزات والدفع بالقوى البشرية والمعدات والأسلحة إلى خطوط التماس، تدل دلالة واضحة أنها لن تحترم الهدنة وترفض السلام.
وشدد على أن «الجيش الوطني ملتزم بالهدنة والمبادرة الأممية وينفذ تعليمات القيادة العسكرية بانضباطية عالية».
وأكد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، أن الميليشيات الحوثية الانقلابية تواصل تحدي الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني، عبر استمرار خروقاتها للهدنة الأممية التي جددت الأسبوع الماضي، وتابع «هناك تحدٍ صارخ من قِبل جماعة الحوثية الإرهابية للأمم المتحدة وللقانون الدولي الإنساني عبر استمرار الانتهاكات وعدم احترام الهدنة».
وأضاف «تواصل الميليشيات الحوثية الانتهاكات والخروقات المستمرة منذ بداية الهدنة الأولى، وبعد سريان الهدنة الثانية التي تم التجديد لها من قبل الأمم المتحدة، حيث كثفت خلال الآونة الأخيرة الخروقات سواء عبر الطيران المسير المتفجر أو الطيران المسير الحامل للقنابل، واستحداث مواقع عسكرية ونشر القناصين، والتعزيزات بالأطقم العسكرية والدبابات والعربات والمدرعات إلى خطوط التماس مع قوات الجيش الوطني».
ووفقاً لمجلي، شملت الخروقات الحوثية «الجبهات القتالية في مأرب في أم ريش والأعيرف وقنا، والكسارة والمشجح وصرواح، إلى جانب الساحل الغربي، وجبهات تعز الشرقية والغربية».
وتابع «تواصل الميليشيات الحوثية إطلاق القذائف المدفعية ومختلف أنواع الأسلحة على مواقع الجيش الوطني، وتحاول بين الحين والآخر القيام بهجمات وتسللات عدائية، وهناك تصدٍ من الجيش لهذه العمليات، ولم نسمح للميليشيات الحوثية بتجاوز مواقعها».
وأوضح العميد عبده مجلي، أن «الحوثي يتنصل كل يوم عن الاتفاقات، ويواصل محاصرة مدينة تعز عبر إغلاق الطرقات رغم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، لكنهم ما زالوا يقومون بإحكام الإغلاق على تعز، بل ويطلقون القذائف العشوائية على المدنيين».
وكشف عن «رصد مئات الخروقات الحوثية منذ سريان الهدنة الأممية الثانية، واستمرار تهريب الأسلحة، بالإضافة إلى زراعة الألغام في طرقات المارة والمواطنين، ومناطق التماس مع الجيش الوطني اليمني».
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية يمنية، إن «قيادات ميليشيا الحوثي المتواجدة في جبهة مأرب، رفعت بلاغاً بالتمام القتالي لقياداتها في صنعاء».
وأضافت المصادر التي رفضت الافصاح عن هويتها نظراً لحساسية الوضع، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن معلومات مخابراتية موثوقة أفادت بأن «القيادات الحوثية في جبهة مأرب أبلغت قياداتها في صنعاء أنهم استكملوا الترتيبات كافة، وينتظرون إشارة التحرك لا غير».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
TT

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)
منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أنّ قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه، وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، وصفت المنظمة الأممية الوضع على الأرض بأنه «كارثي».

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه عندما اندلعت الحرب في غزة، قبل أكثر من عام في أعقاب الهجوم غير المسبوق الذي شنّته حركة «حماس» على جنوب إسرائيل، في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، لجأ تقريباً جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف، في مؤتمر صحافي بمقرّ المنظمة في جنيف: «الآن، يعيش 90 في المائة منهم في خيم».

وأوضح أن «هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية».

وحذّر تيدروس من أن الوضع مروِّع بشكل خاص في شمال غزة، حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة، مطلع أكتوبر الماضي.

وكان تقريرٌ أُعِدّ بدعم من الأمم المتّحدة قد حذّر، في وقت سابق من هذا الشهر، من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة؛ حيث اشتدّ القصف والمعارك، وتوقّف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريباً.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها، هذا الأسبوع، بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت ثلاثة أيام، وجالَ خلالها على أكثر من 12 مرفقاً صحياً.

وقال تيدروس إن الفريق رأى «عدداً كبيراً من مرضى الصدمات، وعدداً متزايداً من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج». وأضاف: «هناك نقص حادّ في الأدوية الأساسية».

ولفت المدير العام إلى أن منظمته «تفعل كلّ ما في وسعها - كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله - لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات».

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحافيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة، قدّمت طلبات بشأنها، في نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، جرى تسهيل تسع مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تُجرى، السبت، مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين، اللذين ما زالا يعملان «بالحد الأدنى» في شمال قطاع غزة؛ وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معرباً عن أمله في ألا تحدث عرقلة لهذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين «بحاجة إلى كل شيء»، ويعانيان بالخصوص نقصاً شديداً في الوقود، محذراً من أنّه «دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق».

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت، هذا الأسبوع، إخلاء 17 مريضاً من قطاع غزة إلى الأردن، يُفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقّي العلاج.

وأوضح أن هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو (أيار) الماضي.

لكنّ نحو 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون، في القطاع، إجلاءهم لأسباب طبية، وفقاً لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع.

وقال: «إذا استمررنا على هذا المنوال، فسوف نكون مشغولين، طوال السنوات العشر المقبلة».