كاميرون يبدأ حملة دبلوماسية للاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

لا يشمل1.5 مليون من رعايا الاتحاد الأوروبي المقيمين في البلاد

رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون (وسط) مع رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر ودونالد تسك رئيس المجلس الأوروبي لدى وصوله إلى ريغا عاصمة لاتفيا أول من أمس (أ.ب)
رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون (وسط) مع رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر ودونالد تسك رئيس المجلس الأوروبي لدى وصوله إلى ريغا عاصمة لاتفيا أول من أمس (أ.ب)
TT

كاميرون يبدأ حملة دبلوماسية للاستفتاء على عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي

رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون (وسط) مع رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر ودونالد تسك رئيس المجلس الأوروبي لدى وصوله إلى ريغا عاصمة لاتفيا أول من أمس (أ.ب)
رئيس الحكومة البريطانية دافيد كاميرون (وسط) مع رئيس المفوضية الأوروبية جان- كلود يونكر ودونالد تسك رئيس المجلس الأوروبي لدى وصوله إلى ريغا عاصمة لاتفيا أول من أمس (أ.ب)

التقى ديفيد كاميرون مساء (أمس) عدوه السابق، رئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر، قبل أن يبدأ هذا الأسبوع جولة حساسة تمر بباريس ولندن لتسويق فكرته حول ضرورة إجراء إصلاحات قبل الاستفتاء حول عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي».
وقامت حكومة رئيس الوزراء المحافظ من جهة أخرى، بخطوة في اتجاه الناخبين البريطانيين، بتأكيدها أن الاستفتاء المقرر في موعد أقصاه أواخر 2017 لن يكون مفتوحا لنحو 1.5 مليون من رعايا الاتحاد الأوروبي المقيمين في البلاد.
وباستقباله أمس رئيس السلطة التنفيذية الأوروبية على مأدبة عشاء في مقر إقامته الريفي في تشيكرز، يدخل كاميرون في صلب الموضوع، في إطار غير رسمي، بعيدا عن مقر الحكومة في 10 داونينغ ستريت بلندن، قبل نحو السنة، خرج كاميرون ضعيفا، معزولا وخاسرا من حملته ضد تعيين يونكر لرئاسة المفوضية الأوروبية، معتبرا أن هذا المؤيد لمؤسسة الاتحاد الأوروبي لن يعمل على تبني الإصلاحات التي تطالب بها لندن.
وسيقدم كاميرون الذي يؤيد بقاء بلاده في الاتحاد بعد تبني الإصلاحات، مطالبه إلى عدوه السابق المعروف بسياسته العملية: فهو يريد إعادة بعض الصلاحيات إلى بريطانيا باسم سيادة البرلمان البريطاني، وتشديد ظروف الحصول على المساعدات الاجتماعية لرعايا الاتحاد الأوروبي، ولا سيما من دول أوروبا الشرقية.
ويشكل هذا التشدد الذي قد يبدو من الصعب الحصول عليه، «مطلبا أساسيا» للزعيم المحافظ، فيما ارتفع من جديد عدد الواصلين إلى الأراضي البريطانية في 2014
ويفتتح العشاء مع يونكر أسبوعا يهيمن عليه الملف الأوروبي: سيكون للاستفتاء حيز كبير في «خطاب الملكة» التقليدي الأربعاء لتقديم البرنامج التشريعي للحكومة الجديدة. وسيكون الاستفتاء موضوعا لمشروع قانون.
والاستفتاء الوحيد حول مسألة البقاء في الاتحاد الأوروبي، يعود إلى 40 عاما، إلى فترة كانت فيها الكتلة الأوروبية سوقا مشتركة أكثر مما كانت هدفا سياسيا. وقد تعهد ديفيد كاميرون بتنظيم الاستفتاء الجديد قبل أواخر 2017 لكن يمكن أن يقدمه إلى 2016
وستكون الهيئة الناخبة هي نفسها عمليا للانتخابات التشريعية، أي أنها مؤلفة من مواطنين بريطانيين ومواطنين آيرلنديين ومن الكومنولث مقيمين في بريطانيا، وتفوق أعمارهم جميعا 18 عاما. وخلافا لما يحصل في الانتخابات التشريعية، يستطيع أعضاء مجلس اللوردات أن يدلوا بأصواتهم. ولن يشارك رعايا الاتحاد الأوروبي الذين يسمح لهم بالتصويت في الانتخابات المحلية إذ يتخوف معارضو الانتماء للاتحاد الأوروبي أن يصوتوا بكثافة لمصلحة البقاء فيه ويرجحوا بذلك كفة الميزان ضد الخروج من الاتحاد.
وبعيد خطاب الملكة، سيبدأ كاميرون حملته الدبلوماسية لدى الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بدءا بالحلفاء المحتملين لدعم مطالبه الإصلاحية وكذلك البلدان الكبيرة في الاتحاد الأوروبي.
مساء الأربعاء، سيتوجه إلى الدنمارك حيث سيشارك الخميس في إفطار عمل مع رئيسة الحكومة الدنماركية هيلي ثورنينغ - شميت. وفي اليوم نفسه، سيتوجه كاميرون إلى هولندا، حيث سيلتقي رئيس الوزراء مارك روت وإلى فرنسا، حيث سيتناول العشاء في الإليزيه مع الرئيس فرنسوا هولاند. وتستمر جولته الدبلوماسية الجمعة التي تتضمن لقاء مع رئيسة الوزراء البولندية ايفا كوباتش في وارسو ولقاء آخر مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين. وينوي كاميرون لقاء جميع شركائه السبعة والعشرين الأوروبيين قبل قمة رؤساء الدول والحكومات في 25 و26 يونيو (حزيران) في بروكسل.
وقال مصدر قريب من رئيس الوزراء البريطاني: «إنها الفرصة المتاحة لرئيس الوزراء ليقول لماذا يفعل ذلك، وللتعبير عن رأي المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي وتقديم الحجج لإعادة التفاوض وتغيير الوضع الراهن».



ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
TT

ناشطات أوكرانيات يحاولن إحياء مبادرة «دقيقة الصمت» تخليدا لضحايا الحرب

أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)
أوكرانيون يحملون في كييف صور جنود سقطوا في الحرب (أ.ف.ب)

تقف خمس شابات في وسط العاصمة الأوكرانية، رغم البرد القارس، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا الغزو الروسي، في مبادرة أطلقها الرئيس فولوديمير زيلينسكي في مارس (آذار) 2022 على أن تكون جزءا من الحياة اليومية، لكن بعد حوالى ثلاث سنوات من الحرب أصبحت مشهدا نادر الحدوث.

حملت الفتيات لافتات تدعو المارة إلى التوقف للمشاركة في دقيقة صمت عند التاسعة صباحا، وهو جزء من هذه المبادرة الرسمية التي أطلقها زيلينسكي بعد أسابيع قليلة من بدء الحرب. لكن معظم الحشود الخارجة من محطة مترو غولدن غايت المركزية في كييف، كانت تمر بمحاذاتهن من دون التوقف.

وبعد انتهاء الدقيقة، طوت طالبة الصحافة أوليا كوزيل (17 عاما) اللافتات المصنوعة من ورق الكرتون المقوى في حقيبة.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية: «أشعر بالغضب من الأشخاص الذين لا يتوقفون، الذين ينظرون ويقرأون، وأستطيع أن أرى في عيونهم أنهم يقرأون لافتاتنا لكنهم يواصلون طريقهم».

كوزيل هي جزء من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين يحاولون إعادة الزخم لمبادرة زيلينسكي.

عندما لا يكون هناك تحذير من غارات جوية، يجتمع هؤلاء مرة في الأسبوع في مكان مزدحم لتشجيع سكان كييف على التوقف لمدة 60 ثانية.

وتقول كوزيل إن دقيقة الصمت هي وسيلة لمعالجة الحزن الجماعي والفردي الذي يخيم على الأوكرانيين أكانوا يعيشون قرب الجبهة أو بعيدا منها.

ويبدو أن حملة الشابات بدأت تثمر. فقد وافقت بلدية كييف هذا الأسبوع على القراءة الأولى لمشروع قانون يجعل دقيقة الصمت إلزامية في المدارس وبعض وسائل النقل العام. ويشمل المقترح أيضا عدا تنازليا يتردّد صداه عبر مكبرات الصوت في كل أنحاء المدينة من الساعة 9,00 حتى 9,01 صباح كل يوم.

وتعود الفكرة الأصلية لهذه المبادرة إلى إيرينا تسيبوخ، الصحافية التي أصبحت مقدمة رعاية على الجبهة والمعروفة في أوكرانيا باسمها الحركي «تشيكا». وأثار مقتلها قرب الجبهة في مايو (أيار)، قبل ثلاثة أيام من عيد ميلادها السادس والعشرين، موجة من الحزن.

ناشطات من منظمة «الشرف» يحملن صور جنود أوكرانيين سقطوا في المعارك خلال وقفة «دقيقة صمت» في كييف (أ.ف.ب)

وقالت صديقتها كاترينا داتسينكو لوكالة الصحافة الفرنسية في أحد مقاهي كييف «عندما علمنا بمقتل إيرا (إيرينا) قلنا لأنفسنا أمرين: أولا، كيف يمكن أن يحدث ذلك؟ أرادت إيرا أن تعيش كثيرا. وثانيا: يجب أن نكمل معركتها. لا يمكننا أن نستسلم».

وكانت تسيبوخ تريد من الأوكرانيين أن يخصّصوا دقيقة لأحبائهم أو الأشخاص الذين يمثلون لهم شيئا ما، على أساس أن التفكير الجماعي في ضحايا الحرب يمكن أن يوحّد الأمة في مواجهة الصدمة الفردية.

* الأكلاف البشرية

قال زيلينسكي أخيرا إن 43 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب، رغم أن التقديرات المستقلة تشير إلى أن العدد أعلى من ذلك بكثير.

من جهتها، تفيد الأمم المتحدة بأن العدد المؤكد للقتلى المدنيين البالغ 11743 هو أقل من الواقع إلى حد كبير.

ومع ارتفاع هذه الحصيلة بشكل يومي، يحاول الناشطون غرس معنى جديد لطريقة تخليد ضحايا الحرب.

وقالت الناشطة داتسينكو (26 عاما) التي شاركت في تأسيس المنظمة غير الحكومية «فشانوي» أي «الشرف»، «لا أعرف كيف يمكن لدولة بهذا الحجم أن تخلّد ذكرى كل شخص، لكنّ ذلك ممكن على مستوى المجتمع».

من جهته، رأى أنتون دروبوفيتش، المدير السابق لمعهد الذاكرة الوطنية في أوكرانيا، أن دقيقة الصمت «لا تتعلق بالحرب، بل بالأشخاص. أولئك الذين كانوا معنا بالأمس، والذين شعرنا بدفئهم لكنهم لم يعودوا هنا... الأمر يتعلق بالحب والكلمات التي لم يكن لديك الوقت لتقولها للأشخاص الذين تحبهم».

لكن بعض معارضي الفكرة يقولون إن التذكير اليومي بالخسارة يجعل الناس عالقين في الماضي.