الحكومة المصرية مستعدة لتبني «كل المحفزات» لزيادة السائحين

تحدثت عن انخفاض الرحلات من روسيا وأوكرانيا نتيجة الأزمة الراهنة

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس في القاهرة (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس في القاهرة (الحكومة المصرية)
TT

الحكومة المصرية مستعدة لتبني «كل المحفزات» لزيادة السائحين

جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس في القاهرة (الحكومة المصرية)
جانب من اجتماع مجلس الوزراء المصري أمس في القاهرة (الحكومة المصرية)

في مسعى لتعويض ما وصفته بـ«انخفاض أعداد السائحين من روسيا وأوكرانيا نتيجة الأزمة الراهنة»، أعربت الحكومة المصرية، أمس، عن استعدادها لتبني «كل الإجراءات والمحفزات الممكنة» لزيادة أعداد الزائرين إلى البلاد.
واجتمع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي وزير السياحة والآثار مع الدكتور خالد العناني، ووزير الطيران المدني، الطيار محمد منار، لمناقشة «مسودة استراتيجية النهوض بالسياحة المصرية».
وكان مدبولي التقى خلال الأسبوع الحالي، ممثلي المكتب الاستشاري الذي أعدّ الاستراتيجية، وناقش تفاصيلها، والمقترحات والأفكار التي يمكن أن يتم من خلالها زيادة أعداد السائحين الوافدين إلى مصر، وتعظيم عائدات السياحة.
ونوّه مدبولي بأن «أعداد السائحين الذين يزورون مصر كل عام، حتى في أفضل الفترات السياحية التي شهدتها البلاد، تظل غير متناسبة مع المعالم والمقاصد السياحية الضخمة والمتنوعة، والإمكانات والبنى التحتية، التي تمتلكها مصر».
وقال المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، السفير نادر سعد، إن وزير السياحة والآثار «عرض خلال الاجتماع جهود الوزارة لزيادة الحركة السياحية، وتعويض الانخفاض الذي حدث في أعداد السائحين من روسيا وأوكرانيا نتيجة الأزمة الجارية».
وأوضح الوزير أن «مجموعات العمل المعنية بمقترح استراتيجية النهوض بالسياحة المصرية تعمل حالياً على وضع آليات التنفيذ؛ حيث من المأمول أن يسهم تطبيق هذه الاستراتيجية في إحداث طفرة في القطاع السياحي المصري، خاصة إذا ما تم اتخاذ إجراءات سريعة لتوفير طيران منخفض التكاليف، يتولى نقل السياح إلى مصر».
في السياق ذاته، استعرض وزير الطيران المدني «الجهود التي تقوم بها الوزارة، والشركة الوطنية (مصر للطيران) في تعزيز الحركة السياحية، بما في ذلك تطوير المطارات المصرية والخدمات المختلفة المقدمة في تلك المطارات».
وأضاف الوزير أنه «على الرغم من الظروف الصعبة وغير المسبوقة التي يمر بها العالم، فإن (مصر للطيران) نجحت خلال العام المالي الحالي في تحقيق مستهدفاتها، من خلال الالتزام الكامل بإجراءات الحوكمة وحسن إدارة الموارد».
وطرح وزير الطيران عدداً من المقترحات المتعلقة بآليات «تسيير رحلات طيران منخفضة التكاليف، وكذلك التسهيلات الإضافية المقترح تقديمها في المطارات المصرية، من أجل زيادة الحركة السياحية».
ووجّه رئيس الوزراء بعقد «اجتماع تنسيقي بين وزير السياحة والآثار، ووزير الطيران، للاتفاق على الآليات المقترحة لتسيير رحلات طيران منخفضة التكاليف، وغيرها من المحفزات والتيسيرات الأخرى، وإعادة العرض على رئيس الوزراء بمقترح متكامل مطلع الأسبوع المقبل».


مقالات ذات صلة

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

الاقتصاد سياح صينيون يزورون مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء (رويترز)

السياحة المغربية تشهد نمواً قوياً... 15.9 مليون سائح في 11 شهراً

أعلنت وزارة السياحة المغربية، الاثنين، أن عدد السياح الذين زاروا المغرب منذ بداية العام وحتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) بلغ 15.9 مليون سائح.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
سفر وسياحة من بين الأدوات التي استخدمها المجرمون في قتل ضحاياهم (متحف الجريمة)

«متحف الجريمة» في لندن... لأصحاب القلوب القوية

من براميل الأسيد التي استخدمها القاتل جون جورج هاي لتذويب ضحاياه والتي تعرف باسم Acid Bath «مغطس الأسيد» إلى الملابس الداخلية لـ«روز ويست».

عادل عبد الرحمن (لندن)
يوميات الشرق آلاف الحقائب التي خسرتها شركات الطيران في متجر الأمتعة بألاباما (سي إن إن)

المسافرون الأميركيون يفقدون ملايين الحقائب كل عام

داخل المساحة التي تبلغ 50 ألف قدم مربع، وإلى مدى لا ترى العين نهايته، تمتد صفوف من الملابس والأحذية والكتب والإلكترونيات، وغيرها من الأشياء المستخرجة من…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سفر وسياحة «ساحة تيفولي» في كوبنهاغن (الشرق الأوسط)

دليلك إلى أجمل أضواء وزينة أعياد الميلاد ورأس السنة حول العالم

زينة أعياد الميلاد ورأس السنة لها سحرها. يعشقها الصغار والكبار، ينتظرونها كل سنة بفارغ الصبر. البعض يسافر من بلد إلى آخر، فقط من أجل رؤية زينة العيد.

جوسلين إيليا (لندن)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.