في الدوري السعودي... المال لا يكفي لتحقيق المنجزات

بعد «الصعود والهبوط» لسنوات... هل استفاد الوحدة من دروس الماضي

إدارة الوحدة عليها مسؤوليات كبيرة لتحقيق تطلعات جماهيرها في مكة (الشرق الأوسط)
إدارة الوحدة عليها مسؤوليات كبيرة لتحقيق تطلعات جماهيرها في مكة (الشرق الأوسط)
TT

في الدوري السعودي... المال لا يكفي لتحقيق المنجزات

إدارة الوحدة عليها مسؤوليات كبيرة لتحقيق تطلعات جماهيرها في مكة (الشرق الأوسط)
إدارة الوحدة عليها مسؤوليات كبيرة لتحقيق تطلعات جماهيرها في مكة (الشرق الأوسط)

لم يكن فريق الوحدة ينقصه المال، بل ربما عاش في سنواته الأخيرة طفرة مالية كبيرة لم يعهدها النادي المكي في تاريخه، إلا أنه ودع في الموسم الماضي مكانه بين الكبار، وهبط نحو دوري الدرجة الأولى في صورة مؤلمة لأنصار النادي العريق.
قبل أيام قليلة نجح الوحدة في العودة مجدداً إلى دوري الأضواء، وحقق معجزة لم تكن لتحدث بعد تعثر الجبلين «الثالث» في آخر 3 جولات، وخسارة «هجر» في الجولة الأخيرة من الدوري، ليجد الوحدة نفسه ثالث الصاعدين برفقة الخليج بطل الدوري، ووصيفه العدالة.
لا يعكس صعود الوحدة نحو دوري المحترفين مجدداً أنه تجاوز مشكلاته الكبيرة بل هي خطوة من شأنها أن تساهم في ذلك حيث الدعم المالي الكبير التي تجده الأندية في دوري الكبار، وعدد اللاعبين الأجانب الذي بلغ 8 بعد التعديلات الأخيرة التي أقرها اتحاد كرة القدم.
ارتفاع عدد اللاعبين المحترفين الأجانب من شأنه أن يسهم في تجاوز الوحدة حالة الضعف الفني التي يعيشها الفريق وعدم امتلاكه لاعبين محليين قادرين على الحضور بشكل يصنع الفارق ويمنح الوحدة استقرار فنياً أكبر بين الكبار.
بعد هبوط الوحدة إلى دوري الدرجة الأولى في الموسم الماضي، برفقة العين والقادسية. تعرض العين والقادسية لفجوة مالية كبيرة، بين الدعم الضخم الذي تمنحه وزارة الرياضة ضمن استراتيجية دعم الأندية وبين المبالغ التي تُمنح لأندية الدرجة الأولى؛ حيث عانت الأندية الهابطة من هذه الفجوة.
وأكمل الوحدة الدور الأول دون قدرته على الحصول على شهادة الكفاءة المالية التي تتيح له قيد لاعبين محترفين جُدد، إلا أن أنه نجح في تجاوز ذلك في فترة الانتقالات الشتوية وتمكن من إعادة شيء من وهجه حتى خطف بطاقة الصعود الثالثة، على عكس القادسية الذي ختم موسمه بالمركز السابع بلائحة الترتيب، مقابل المركز الحادي عشر للعين، ما ضمن بقاءه بصورة رسمية في الجولات الأخيرة.

                                                   سلطان أزهر رئيس نادي الوحدة (الشرق الأوسط)
في تصريحات للتونسي الحبيب بن رمضان مدرب فريق الوحدة، الذي يملك علاقة وطيدة مع إنجازات الصعود، لـ«الشرق الأوسط»، قال إن إدارة النادي كانت قريبة من إقالته أثناء الموسم، ووصفها بقليلة الخبرة، ثم أردف أن خبرته الطويلة في الصعود بعدد من الفرق السعودية ساهمت بتحقيق ذلك مع الوحدة الذي عانى كثيراً من غيابات اللاعبين بسبب عدم حصوله على شهادة الكفاءة المالية.
بين موسم الصعود الحالي والهبوط قبلها بموسم، منحت هذه التجربة درساً كبيراً لإدارة نادي الوحدة، أن المال وحده لا يكفي تماماً لتحقيق المُنجز، خاصة في ظل التقارب الفني بين فرق دوري المحترفين وارتفاع مستوى المنافسة، الأمر الذي يتطلب عملاً مضاعفاً حتى ينجح الوحدة بتثبيت نفسه لعدة مواسم بين الكبار.
وبالتأكيد طموحات الوحداويين لا تتوقف عند البقاء بين الكبار، بل تتطلب العودة للمنافسة والبحث عن تحقيق بطولة تنعش خزائن النادي المكي الذي كان له السبق بتحقيق بطولة كأس الملك في حقبة زمنية متقدمة.
وبعد صعوده وعودته مجدداً إلى دوري المحترفين، سيكون الاختبار الأول لإدارة النادي هي البحث عن جهاز فني يقود الفريق في منافسات الموسم المقبل، خاصة بعد تخبطات الموسم الأخير قبل الهبوط، الذي تعددت فيه المدارس التدريبية على الفريق.
ولن يحضر التونسي الحبيب بن رمضان على رأس الجهاز الفني للفريق المكي في دوري المحترفين السعودي لعدة اعتبارات، من بينها عدم حصوله على شهادة التدريب المناسبة «البرو»، بالإضافة إلى عدم رغبة الطرفين.
وعلى صعيد الفريق وعناصره، فالوحدة يمتلك أسماء خبرة، تتمثل في حارس المرمى عبد القدوس عطية «لاعب مواليد»، بالإضافة إلى أحمد عبده ووليد باخشوين الذي يملك تجربة ثرية في صفوف فريق الأهلي، وكذلك حمد الجيزاني الذي تنقل بين عدة أندية.
وفيما يخص اللاعبين المحترفين الأجانب، فيضم الوحدة في قائمته الإسباني بوتيا الذي مثل الفريق بعد هبوطه في دوري الدرجة الأولى، وكان المدافع الإسباني قد انتقل إلى الوحدة قادماً من صفوف فريق الهلال، وكان المحترف الأجنبي الوحيد في صفوف الفريق خلال فترة التسجيل الأولى.
ويمتلك الوحدة كذلك عقد البرازيلي أنيسلمو لاعب محور الارتكاز الذي انتقل إلى فريق النصر، مطلع الموسم الحالي، بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم، ويملك الوحدة عقده، ما يعني احتمالية عودته لتمثيل الفريق في الموسم الجديد.
الوحدة الذي لم يكن مرشحاً كبيراً للصعود هذا الموسم، وجد نفسه يعتلى منصة التتويج كثالث الصاعدين إلى الدوري، ويقف أمام مهمة قد تبدو صعبة في بناء فريق منافس بين الكبار، من أجل ضمان البقاء في موسمه الأول ثم البحث عن تحقيق الطموحات في الموسم الثاني وإعادة الفريق المكي كأحد الأسماء المميزة في كرة القدم السعودية.
الحقيقة تقول في النهاية إن «امتلاك المال» في الدوري السعودي لا يكفي لتحقيق المنجزات، بدليل أن أندية مثل التعاون والفيصلي والفيحاء حققت منجزات، عجزت عنها أندية النصر والأهلي والشباب، لكن الإرادة والعمل الصحيح هما اللذان يساعدان هذه الأندية على الفوز بكأس الملك، وهو ما يتعين على نادي تاريخي مثل الوحدة الاستناد عليه كتجربة حاضرة تمت معايشتها في السنوات الأخيرة.


مقالات ذات صلة

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية نادي الرياض السعودي (الشرق الأوسط)

الرياض يعين نورة القحطاني مديراً تنفيذياً لفريق القدم

أعلن مجلس إدارة نادي الرياض اليوم الثلاثاء تعيين نورة القحطاني مديراً تنفيذيًا لكرة القدم.

بشاير الخالدي (الدمام)
رياضة سعودية كوليبالي قال إن فريقه سيعمل على رسم البسمة على الجماهير مجدداً (نادي الهلال)

كوليبالي لـ«الشرق الأوسط»: الجميع يريد الفوز على الهلال... وسنعود أقوى

قال السنغالي خاليدو كوليبالي، لاعب فريق الهلال، إن مباراة السد القطري كانت صعبة، مشيراً إلى رغبتهم في العودة للانتصارات ورسم الابتسامة على مشجعي الفريق.

سعد السبيعي (الدوحة )
رياضة سعودية فريق الهلال كان الأكثر بحثاً من جانب الجماهير (تصوير: عبد العزيز النومان)

أمازون: الهلال يتجاوز النصر بـ4 أضعاف عبر استفسارات «أليكسا»... ورونالدو في الصدارة

كشف «أمازون» عن تلقيه أكثر من 5 ملايين استفسار عبر «أليكسا» متعلق بكرة القدم من الجمهور السعودي خلال عام 2024 ما يعكس النمو المستمر في شعبية كرة القدم بالمملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض )
رياضة سعودية عمر هوساوي (الشرق الأوسط)

النصر يعين عمر هوساوي مساعداً للمدير الرياضي لفريق القدم 

أعلن نادي النصر اليوم الثلاثاء تعيين عمر هوساوي، المدافع الدولي السابق، في منصب مساعد المدير الرياضي للفريق الأول لكرة القدم بالنادي.

فارس الفزي (الرياض)

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.