السعودية: برنامج لتدريب 100 ألف شاب وشابة بالقطاع السياحي

جدة تستضيف اجتماعات منظمة السياحة العالمية

يعد البرنامج أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في الجيل القادم للعمل بقطاع السياحة (حساب أحمد الخطيب على «تويتر»)
يعد البرنامج أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في الجيل القادم للعمل بقطاع السياحة (حساب أحمد الخطيب على «تويتر»)
TT

السعودية: برنامج لتدريب 100 ألف شاب وشابة بالقطاع السياحي

يعد البرنامج أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في الجيل القادم للعمل بقطاع السياحة (حساب أحمد الخطيب على «تويتر»)
يعد البرنامج أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في الجيل القادم للعمل بقطاع السياحة (حساب أحمد الخطيب على «تويتر»)

أطلق وزير السياحة السعودي أحمد الخطيب، اليوم (الثلاثاء)، برنامجاً يهدف لتنمية قدرات مئة ألف شابٍ وشابةٍ وتزويدهم بالمهارات الرئيسية في مجال الضيافة والسياحة والسفر لتهيئتهم للعمل بالقطاع المزدهر في البلاد، وتوفير الخبرات العالمية الواسعة في المجال أمامهم.
وقال الخطيب، إن برنامج «رواد السياحة» يعد أحد أكبر الاستثمارات على مستوى العالم في الجيل القادم للعمل بالقطاع، إذ جرى تخصيص 100 مليون دولار أميركي (375 مليون ريال) لتدريب مئة ألف شابٍ وشابةٍ؛ لإكسابهم المهارات المطلوبة بمعايير عالمية من خلال الدراسة في أفضل الكليات والمعاهد العالمية.
https://twitter.com/AhmedAlKhateeb/status/1534265415840440321?s=20&t=98jdBoW9xI7vBK4KXVpXpQ
وأضاف خلال الدورة 116 لاجتماع المجلس التنفيذي لمنظمة السياحة العالمية بجدة: «لا بد لنا من الاستثمار في شبابنا اليوم وتهيئة أيد عاملة ماهرة وطموحة لدعم القطاع إقليمياً وعالمياً»، مبيناً أن ذلك «يؤدي دوراً كبيراً في تحقيق (رؤية السعودية 2030)»، حيث «يُظهِر هذا البرنامجُ التزامَنا بتمكين الشباب من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة ودعمهم وإتاحة الفرص أمامهم لتمهيد الطريق للمستقبل».
وبيَّنَ الخطيب أن البرنامجَ يشمل ثلاثة أهداف مبنية على تنمية المهارات في مجال السياحة ورعايتها ودعمها، كما يهدف إلى ترسيخ ثقافة المهنية ومساعدة المهنيين حديثي العهد على توسيع معارفهم ومؤهلاتهم اللازمة، وإيجاد فرص للمتدربين، إذ «ستسهم البرامج عالية التخصص برفد المستفيدين بالمهارات والمؤهلات اللازمة للدخول إلى سوق العمل بثقة».

أحمد الخطيب خلال مشاركته في اجتماع المجلس التنفيذي (منظمة السياحة العالمية)

من جانبه، أشار وكيل الوزارة لتنمية القدرات البشرية السياحية، محمد بشناق، إلى أن الاستثمار المالي بهذا الحجم يُظهر عزمهم على رفد الشباب بالأدوات التي يحتاجون إليها لتحقيق النجاح، مبيناً أن نسبة جاذبية العمل في القطاع ارتفعت إلى أكثر من 75 في المائة، ومؤكداً أن دعم أحلام «رواد السياحة» في السعودية وتمكين تعليمهم بأرقى الأكاديميات حول العالم يشكِّل هدفًا محوريًّا في الوقت الذي تنبثق فيه المملكة كقائد أساسي بالقطاع على الصعيد العالمي.
وسيستفيدُ المشاركون في البرنامج من منح تدريبية في أبرز المعاهد االمحلية والعالمية بفرنسا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة وأستراليا وإيطاليا، وستُقبل الطلبات من الخريجين الجدد والعاملين في القطاع وممن يطمحون ببناء مسيرة مهنية في مجالات البرنامج، الذي يشترط للتأهل فيه أن يكون المتقدم سعودي الجنسية، ويتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، ومهتماً بالعمل في القطاع. وسيلتحق المختارون بدورات تدريبية شاملة تمكنهم من تأمين فرص العمل بشركات الضيافة الرائدة في المملكة.
https://twitter.com/Saudi_MT/status/1534258180909416449?s=20&t=98jdBoW9xI7vBK4KXVpXpQ
وتأتي اجتماعات المجلس التنفيذي للمنظمة، التي تضم 35 دولة حول العالم، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية سعيها لجذب 70 مليون سائح خلال العام الحالي؛ حيث يناقش أكثر من 500 شخصية متخصصة جملة من الموضوعات حول قطاع السياحة.
وقال الوزير أحمد الخطيب، إن انعقاد اجتماعات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أول مرة في السعودية، وتحديداً بمدينة جدة «مهم للغاية»، لافتاً إلى أن الحضور سيتمتعون بما تحتويه من فعاليات ومهرجانات خلال فترة وجودهم.
وأوضح أنه سيتم بحث كثير من النقاط ذات الأهمية، التي تنعكس على قطاع السياحة عالمياً، خاصة أن جائحة فيروس كورونا ما زال العالم يتخارج منها ويسعى للنهوض، من خلال هذه الاجتماعات التي تناقش فيها الدول الكبرى والمهمة في القطاع ماذا بعد الجائحة وكيف يجري تنسيق السفر، إضافة إلى كيفية إعادة العنصر البشري الذي خسره القطاع، والذي يقدر بأكثر من 60 مليون موظف، والاستمرار في تدريبهم وتأهيلهم.
https://twitter.com/pololikashvili/status/1534228933058736128?s=20&t=bpsZNrAOJD8XzcLM8byqhA
وشدد الوزير السعودي على أن «العنصر البشري من أهم العناصر في قطاع السفر والسياحة، إذ توظف دول العالم نحو 10 في المائة الموظفين في العالم»، لافتاً أن بلاده منذ إطلاق الوزارة استراتيجيتها وعدت بأن تخلق نحو مليون وظيفة حتى العام 2030 الذي يتوافق مع الطلب، مع وجود المشروعات الكبيرة التي جرى إطلاقها من قبل القطاعين العام والخاص. منها مشروع «نيوم، البحر الأحمر، الدرعية، القدية»؛ حيث «خلقت طلباً على العنصر البشري الموجود، ونحن نعمل للربط بين الجانبين من خلال تأهيل هذا العنصر للدخول في سوق العمل بهذا القطاع الواعد والمستقبلي».
وأكد، في وقت سابق، أن السياحة بالسعودية تعد من أحد أسرع القطاعات نمواً وأكثرها جاذبية في العالم، منوهاً بأن القطاع شهد تطورات قياسية خلال العام الفائت.
https://twitter.com/UNWTO/status/1534203538275831809?s=20&t=bpsZNrAOJD8XzcLM8byqhA


مقالات ذات صلة

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

الاقتصاد جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

سطرت السعودية التاريخ بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد العوهلي متحدثاً للحضور في منتدى المحتوى المحلي (الشرق الأوسط)

نسبة توطين الإنفاق العسكري بالسعودية تصل إلى 19.35 %

كشف محافظ الهيئة العامة للصناعات العسكرية المهندس أحمد العوهلي عن وصول نسبة توطين الإنفاق العسكري إلى 19.35 في المائة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مركز الملك عبد الله المالي في الرياض (الشرق الأوسط)

التراخيص الاستثمارية في السعودية ترتفع 73.7%

حققت التراخيص الاستثمارية المصدرة في الربع الثالث من العام الحالي ارتفاعاً بنسبة 73.7 في المائة، لتصل إلى 3.810 تراخيص.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد نائب رئيس هيئة الأركان العامة وقائد القوات البحرية الملكية السعودية مع باتريس بيرا خلال الملتقى البحري السعودي الدولي 2024 (الشرق الأوسط)

«مجموعة نافال» تتعاون مع الشركات السعودية لتوطين صناعة السفن البحرية

أكد نائب رئيس المبيعات في الشرق الأوسط والمدير الإقليمي لـ«مجموعة نافال» في السعودية باتريس بيرا، أن شركته تنتهج استراتيجية لتطوير القدرات الوطنية في المملكة.

بندر مسلم (الظهران)
الاقتصاد جانب من الاجتماع الاستراتيجي لـ«موانئ» (واس)

«موانئ» السعودية تلتقي كبرى شركات سفن التغذية لتعزيز الربط العالمي

اجتمعت الهيئة السعودية العامة للموانئ (موانئ) مع كبرى شركات سفن التغذية العالمية، بهدف تعزيز الربط العالمي، وزيادة التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

«الشرق الأوسط» (دبي)

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».