لاتفيا وليتوانيا تدعوان لتعزيز الوجود العسكري لـ«الناتو» في دول البلطيق

الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا (أ.ف.ب)
الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا (أ.ف.ب)
TT

لاتفيا وليتوانيا تدعوان لتعزيز الوجود العسكري لـ«الناتو» في دول البلطيق

الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا (أ.ف.ب)
الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا (أ.ف.ب)

استغل رئيسا لاتفيا وليتوانيا مناسبة زيارة المستشار الألماني أولاف شولتس إلى فيلنيوس، اليوم (الثلاثاء)، للدعوة إلى وجود عسكري أقوى لحلف شمال الأطلسي (ناتو) بدول البلطيق في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومع عقد قمة للحلف في مدريد في أواخر يونيو (حزيران) لتحديد ما إذا كان ينبغي زيادة أعداد القوات على الجناح الشرقي للحلف في ضوء الوضع الأمني المتغير في أوروبا، حث كل من الرئيس الليتواني جيتاناس ناوسيدا والرئيس اللاتفي إيغلز ليفيتس الحلف العسكري على نشر المزيد من القوات في المنطقة.
وقال ناوسيدا لـ«وكالة الأنباء الألمانية» قبل زيارة شولتس التي تستغرق يوما واحدا: «يجب أن تكون قمة حلف شمال الأطلسي في مدريد قمة القرارات»، مضيفا أن ليتوانيا تأمل في التوصل إلى اتفاق مع حلفائها في القمة بشأن «التحول من الردع إلى الدفاع الأمامي ومن كتيبة إلى لواء ومن الشرطة الجوية إلى الدفاع الجوي».
وأشار ليفيتس إلى أنه يأمل أيضاً أن تقدم زيارة شولتس «مقترحات ملموسة» لتعزيز الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف. وأضاف: «نتوقع أن ألمانيا أيضاً تضع الأمن العام للناتو في الاعتبار، وبالتالي تدعم أيضاً الوجود المتزايد للناتو في جميع دول البلطيق الثلاث».
ومن المقرر أن يجري شولتس محادثات مع ناوسيدا ورؤساء وزراء دول البلطيق الثلاث خلال زيارته للعاصمة الليتوانية، حيث ستتصدر مسألة تأمين الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي في ضوء الحرب الروسية في أوكرانيا جدول الأعمال، وفقاً لمكتب المستشار. بعد ذلك، يخطط شولتس لزيارة جنود الجيش الألماني المتمركزين في القاعدة العسكرية الليتوانية في روكلا، حيث يقود الجيش الألماني مجموعة قتالية تابعة للحلف.
يذكر أن قمة «الناتو» التي ستنعقد في مدريد نهاية الشهر الجاري ستبحث فيما إذا كان سيتم زيادة القوات الموجودة في الجناح الشرقي للحلف مرة أخرى. كانت وزيرة الخارجية الألمانية انالينا بيربوك وعدت خلال زيارة قامت بها لليتوانيا في أبريل (نيسان) الماضي بأن تقدم ألمانيا «إسهاما كبيرا» في هذا الصدد.
ويبلغ عدد جنود الجيش الألماني المتمركزين حاليا في ليتوانيا 1000 جندي. يشار إلى أن ليتوانيا هي واحدة من خمس دول في «الناتو» لها حدود برية مع روسيا وهذه الدول هي لاتفيا وإستونيا وبولندا والنرويج، وقد تصبح هذه الدول ستا في حال انضمت فنلندا إلى الحلف الأطلسي. وسيبحث شولتس في ليتوانيا تمركز القوات في شرق أراضي «الناتو» وكذلك دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا والفرص المتاحة أمام أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
وفيما تؤيد دول البلطيق إعلان أوكرانيا مرشحا للانضمام إلى التكتل، فإن الحكومة الألمانية لم تحسم أمرها بعد.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.