مئات القتلى في تدمر.. والأزهر يعتبر الدفاع عن آثارها «معركة إنسانية»

«داعش» يسقط مروحية للنظام في محيط مطار كويرس

مئات القتلى في تدمر.. والأزهر يعتبر الدفاع عن آثارها «معركة إنسانية»
TT

مئات القتلى في تدمر.. والأزهر يعتبر الدفاع عن آثارها «معركة إنسانية»

مئات القتلى في تدمر.. والأزهر يعتبر الدفاع عن آثارها «معركة إنسانية»

قال التلفزيون الرسمي السوري بأن مقاتلي تنظيم «داعش» قتلوا ما لا يقل عن 400 شخص في مدينة تدمر الأثرية معظمهم من النساء والأطفال، فيما نفت «تنسيقية الثورة في تدمر» الأمر، مؤكدة أن القتلى هم من مخبري النظام وعناصره من اللجان الشعبية وأن عددهم لم يتجاوز الـ300 عنصر أمن وجيش ومخبر وشبيح في اللجان الشعبية منذ بداية سيطرة التنظيم إلى الآن.
وقال التلفزيون بأنه ينقل معلوماته عن سكان داخل المدينة. وكان نشطاء معارضون قالوا على مواقع التواصل الاجتماعي بأن هناك مئات الجثث في شوارع المدينة بعد أن سيطر عليها التنظيم المتطرف، يوم الأربعاء، مرجحين أن تعود لموالين للنظام.
في غضون ذلك، استمرت الاشتباكات يوم أمس بين مقاتلي تنظيم «داعش» وقوات النظام في منطقة الدوة قرب تدمر بريف حمص الشرقي، حيث استهدف التنظيم بعدة قذائف تمركزات لقوات النظام والمسلحين الموالين لها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
من جهته، اعتبر الأزهر الشريف يوم أمس، أنّ الدفاع عن المناطق الأثرية في مدينة تدمر السورية التي سيطر عليها تنظيم داعش «معركة الإنسانية بأكملها»، محذرا من أن يلحق بها نفس التدمير الذي ارتكبه التنظيم في مدينة الموصل العراقية. وطالب الأزهر المجتمع الدولي بالتدخل للحيلولة دون طمس التنظيم «المعالم الحضارية والأثرية بالمدينة، مثلما فعلوا في مواقع أثرية مماثلة في المناطق التي خضعت لنفوذهم في العراق وسوريا وليبيا». وشدد الأزهر على أن «تدمير التراث الإنساني والحضاري أمر محرم شرعا، وكذلك التعامل بالتهريب والبيع والشراء في الآثار المنهوبة».
إلى ذلك، سقطت أمس طائرة مروحية تابعة للنظام السوري في محيط مطار كويرس العسكري في حلب وقتل طاقمها، وفيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان و«مركز حلب الإعلامي» وحسابات معارضة، أن تنظيم «داعش» أسقط الطائرة، تحدث الإعلام الرسمي السوري عن «خلل فني طارئ».
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن بأنه لم يتضح بعد عدد أفراد طاقم المروحية، التي غالبا ما تتسع وفق وظيفتها لعدد يتراوح بين ثلاثة و15 شخصًا. وتستخدم قوات النظام الطائرات المروحية في عمليات نقل عناصرها، وفي قصف المناطق الخاضعة لسيطرة كتائب المعارضة بالبراميل المتفجرة التي تسببت بمئات القتلى منذ بدء النزاع قبل أربعة أعوام.
ويعتبر مطار كويرس العسكري أحد أهم المطارات في الشمال السوري، كونه يقع على الطريق الواصل بين مدينتي حلب والرقة. وبحسب إحصائيات تم نشرها في وقت سابق من قبل ناشطين، فإن المطار يحتوي على 60 طائرة من طراز سيخوي، وطائرات ميغ 21. فضلاً عن أسلحة ومدافع ثقيلة ومستودعات ذخيرة. ويحاصر تنظيم داعش مطار كويرس الواقع في ريف حلب الشرقي منذ مارس (آذار) 2014 ويخوض اشتباكات عنيفة في محيطه ضد قوات النظام.
في سياق آخر، قال التلفزيون السوري يوم أمس، بأن غارات جوية نفذها سلاح الجو السوري قتلت 300 مسلح على الأقل وأصابت المئات خلال عملية عسكرية لتحرير الجنود الذين كانوا محاصرين في المستشفى الوطني في جسر الشغور الاستراتيجية في شمال غربي سوريا، بينما أورد المرصد يوم أمس حصيلة جديدة لخسائر قوات النظام في هذه المعركة.
وقال عبد الرحمن بأن المعارك أوقعت 75 قتيلا في صفوف قوات النظام، قتل بعضهم داخل المستشفى وآخرون لدى محاولتهم الفرار منه. وأضاف: «تمكن 91 عنصرا من قوات النظام من الوصول إلى مناطق آمنة في اليومين الأخيرين، فيما تمكنت جبهة النصرة من أسر 73 عنصرا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها على الأقل».
من جهتها، قالت شبكة الثورة السورية، بأن عدد قتلى قوات النظام الفارّين من مستشفى جسر الشغور بريف إدلب تجاوز 208 عناصر، تم توثيق أسمائهم بين ضابط وصف ضابط وأفراد. وبحسب الشبكة التي أحصت عدد القتلى ورتبهم وفق ما تداولته الصفحات المؤيدة للنظام، فإنه تم توثيق مقتل ضابط واحد برتبة لواء، وعرف باسم محيي الدين منصور من مدينة طرطوس، إضافة لـ11 ضابطًا برتبة عميد، و11 ضابطًا برتبة عقيد، وثلاثة برتبة مقدم، وتسعة برتبة رائد، فيما قُتل 19 ضابطًا برتبة نقيب، و24 برتبة ملازم، والبقية بين صف ضابط وعنصر.
من جهة أخرى، استمرت الاشتباكات في ريف رأس العين (سري كانيه) الجنوبي الغربي، بين مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي وتنظيم داعش، وفق المرصد، وسط قصف لطائرات حربية يعتقد أنها تابعة للتحالف العربي – الدولي على أماكن قرب منطقة الاشتباك، مشيرا إلى معلومات عن خسائر بشرية في صفوف عناصر التنظيم والمدنيين.
وأفاد المرصد يوم أمس الأحد عن ارتفاع حصيلة القتلى المدنيين جراء غارات جوية للنظام استهدفت حي الحميدية في مدينة دير الزور (شرق). وقال المرصد بأن «16 مدنيا بينهم ستة أطفال من عائلة واحدة وأربعة مواطنين من عائلة أخرى»، قتلوا «جراء قصف من قبل الطيران المروحي لمناطق في حي الحميدية»، الخاضع لسيطرة تنظيم داعش.



أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
TT

أوضاع متردية يعيشها الطلبة في معاقل الحوثيين

طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)
طلبة يمنيون في مناطق سيطرة الحوثيين يتعرضون للشمس والبرد والمطر (الأمم المتحدة)

قدَّم تقرير أممي حديث عن أوضاع التعليم في مديرية رازح اليمنية التابعة لمحافظة صعدة؛ حيثُ المعقل الرئيسي للحوثيين شمالي اليمن، صورة بائسة حول الوضع الذي يعيش فيه مئات من الطلاب وهم يقاومون من أجل الاستمرار في التعليم، من دون مبانٍ ولا تجهيزات مدرسية، بينما يستخدم الحوثيون كل عائدات الدولة لخدمة قادتهم ومقاتليهم.

ففي أعماق الجبال المرتفعة في المديرية، لا يزال الأطفال في المجتمعات الصغيرة يواجهون التأثير طويل الأمد للصراعات المتكررة في المحافظة، والتي بدأت منتصف عام 2004 بإعلان الحوثيين التمرد على السلطة المركزية؛ إذ استمر حتى عام 2010، ومن بعده فجَّروا الحرب الأخيرة التي لا تزال قائمة حتى الآن.

الطلاب اليمنيون يساعدون أسرهم في المزارع وجلب المياه من بعيد (الأمم المتحدة)

وفي المنطقة التي لا يمكن الوصول إليها إلا من خلال رحلة برية تستغرق ما يقرب من 7 ساعات من مدينة صعدة (مركز المحافظة)، تظل عمليات تسليم المساعدات والوصول إلى الخدمات الأساسية محدودة، وفقاً لتقرير حديث وزعته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)؛ إذ بينت المنظمة فيه كيف يتحمل الأطفال بشكل خاص وطأة الفرص التعليمية المحدودة، والمرافق المدرسية المدمرة.

مدرسة من دون سقف

وأورد التقرير الأممي مدرسة «الهادي» في رازح باعتبارها «مثالاً صارخاً» لتلك الأوضاع، والتي لا تزال تخدم مئات الطلاب على الرغم من الدمار الذي تعرضت له أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين، أثناء التمرد على السلطة المركزية؛ حيث تُركت هياكل خرسانية من دون سقف أو جدران.

ويؤكد مدير المدرسة -وفق تقرير «اليونيسيف»- أنها منذ أن أصيبت ظلت على هذه الحال، من ذلك الوقت وحتى الآن. ويقول إنهم كانوا يأملون أن يتم بناء هذه المدرسة من أجل مستقبل أفضل للطلاب، ولكن دون جدوى؛ مشيراً إلى أن بعض الطلاب تركوا الدراسة أو توقفوا عن التعليم تماماً.

مدرسة دُمّرت قبل 15 سنة أثناء تمرد الحوثيين على السلطة المركزية (الأمم المتحدة)

ويجلس الطلاب على أرضيات خرسانية من دون طاولات أو كراسي أو حتى سبورة، ويؤدون الامتحانات على الأرض التي غالباً ما تكون مبللة بالمطر. كما تتدلى الأعمدة المكسورة والأسلاك المكشوفة على الهيكل الهش، مما يثير مخاوف من الانهيار.

وينقل التقرير عن أحد الطلاب في الصف الثامن قوله إنهم معرضون للشمس والبرد والمطر، والأوساخ والحجارة في كل مكان.

ويشرح الطالب كيف أنه عندما تسقط الأمطار الغزيرة يتوقفون عن الدراسة. ويذكر أن والديه يشعران بالقلق عليه حتى يعود إلى المنزل، خشية سقوط أحد الأعمدة في المدرسة.

ويقع هذا التجمع السكاني في منطقة جبلية في حي مركز مديرية رازح أقصى غربي محافظة صعدة، ولديه مصادر محدودة لكسب الرزق؛ حيث تعمل أغلب الأسر القريبة من المدرسة في الزراعة أو الرعي. والأطفال -بمن فيهم الطلاب- يشاركون عائلاتهم العمل، أو يقضون ساعات في جلب المياه من بعيد، بسبب نقص مصادر المياه الآمنة والمستدامة القريبة، وهو ما يشكل عبئاً إضافياً على الطلاب.

تأثير عميق

حسب التقرير الأممي، فإنه على الرغم من التحديات والمخاوف المتعلقة بالسلامة، يأتي نحو 500 طالب إلى المدرسة كل يوم، ويحافظون على رغبتهم القوية في الدراسة، في حين حاول الآباء وأفراد المجتمع تحسين ظروف المدرسة، بإضافة كتل خرسانية في أحد الفصول الدراسية، ومع ذلك، فإن الدمار هائل لدرجة أن هناك حاجة إلى دعم أكثر شمولاً، لتجديد بيئة التعلم وإنشاء مساحة مواتية وآمنة.

واحد من كل 4 أطفال يمنيين في سن التعليم خارج المدرسة (الأمم المتحدة)

ويشير تقرير «يونيسيف»، إلى أن للصراع وانهيار أنظمة التعليم تأثيراً عميقاً على بيئة التعلم للأطفال في اليمن؛ حيث تضررت 2426 مدرسة جزئياً أو كلياً، أو لم تعد تعمل، مع وجود واحد من كل أربعة طلاب في سن التعليم لا يذهبون إلى المدرسة، كما يضطر الذين يستطيعون الذهاب للمدرسة إلى التعامل مع المرافق غير المجهزة والمعلمين المثقلين بالأعباء، والذين غالباً لا يتلقون رواتبهم بشكل منتظم.

وتدعم المنظمة الأممية إعادة تأهيل وبناء 891 مدرسة في مختلف أنحاء اليمن، كما تقدم حوافز لأكثر من 39 ألف معلم لمواصلة تقديم التعليم الجيد، ونبهت إلى أنه من أجل ترميم أو بناء بيئة مدرسية أكثر أماناً للأطفال، هناك حاجة إلى مزيد من الموارد.