سنة على «الفراغ الرابع» في موقع الرئاسة اللبنانية من دون حلول في الأفق

سنة على «الفراغ الرابع» في موقع الرئاسة اللبنانية من دون حلول في الأفق
TT

سنة على «الفراغ الرابع» في موقع الرئاسة اللبنانية من دون حلول في الأفق

سنة على «الفراغ الرابع» في موقع الرئاسة اللبنانية من دون حلول في الأفق

يحيي لبنان اليوم الذكرى الـ15 لتحرير أراضيه من الاحتلال الإسرائيلي، التي تتزامن هذه العام مع ذكرى مرور سنة كاملة على البلاد من دون رئيس للجمهورية.
وكانت القيادات اللبنانية عجزت عن التوصل إلى تفاهم على شخصية «حيادية» تخلف الرئيس ميشال سليمان الذي تسلم رئاسته من فراغ مماثل حصل في نهاية عهد الرئيس إميل لحود واستمر بضعة أشهر، ولم يجد من يسلمه المنصب الأول في هرمية السلطة اللبنانية، فكان الرئيس الأول الذي يتسلم صلاحياته من الفراغ، ويعيدها إلى الفراغ، الذي ضرب مؤسسات الدولة اللبنانية فعطلها هي الأخرى، بدءًا بمجلس النواب الذي لم يجتمع إلا مرة وحيدة خلال عام كانت لتمديد ولايته، وصولا إلى مجلس الوزراء الذي تحول إلى مجلس بـ24 رئيسا بديلا من 24 وزيرا، إذ إن مخالفة وزير واحد للقرارات الأساسية من شأنها أن تعطل القرار.
وينتخب الرئيس في لبنان في مجلس النواب، «بأغلبية الثلثين في الدورة الأولى، ثم بالأكثرية المطلقة في الدورات اللاحقة». وهذه العبارة التي وردت في الدستور كانت السبب الرئيسي للتعطيل، إذ يفسرها عدد من اللبنانيين على أنها تنص على ضرورة حضور ثلثي أعضاء البرلمان أي جلسة ليصبح النصاب قانونيا. وهي نظرية تمسك بها رئيس مجلس النواب نبيه بري في عام 2007، عند انتهاء ولاية الرئيس إميل لحود، لضمان عدم انتخاب قوى 14 رئيسا من بينها، ثم استسلمت لها بقية القوى السياسية في المرة الثانية (عام 2014)، فكان أن حدث الفراغ في منصب الرئاسة للمرة الثانية تواليا، وللرابعة في تاريخ لبنان، بعد أن شغر المنصب لعدة أيام في عهد أول رئيس للبنان بشارة الخوري الذي استقال من منصبه نتيجة احتجاجات شعبية.
ويعتقد كثيرون، أن اسم الرئيس اللبناني لا بد من أن يقترن بتسوية إقليمية – دولية تترجم انتخاب شخصية ما في هذا الموقع، وتكون إيران طرفا في هذه التسوية، وهو ما لم يحصل حتى الساعة، وقد يؤشر لفراغ قد يكون الأطول في تاريخ لبنان، باعتبار أن الفراغ الثاني في نهاية عهد الجميل استمر سنة وثلاثة أشهر، بينما استمر الفراغ في نهاية عهد لحود نحو ستة أشهر (إلا ثلاثة أيام) و3 أيام في نهاية عهد بشارة الخوري.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.