رئيس الرقباء كمال العليوات احتضن زوجته مودعًا.. قبل أن يخرج للصلاة

شقيقه: المجرمون لن يتمكنوا من تفكيك لحمتنا الوطنية

«الشهيد» رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات
«الشهيد» رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات
TT

رئيس الرقباء كمال العليوات احتضن زوجته مودعًا.. قبل أن يخرج للصلاة

«الشهيد» رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات
«الشهيد» رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات

ودع زوجته بحرارة قبل خروجه للمسجد، وكان ذلك الوداع فريدا من نوعه، حتى أثار فضول أطفاله.. وتساءلوا: «هل سيسافر البابا؟».. لكنه ذهب للمسجد يؤدي الصلاة ولم يكن يدور في خلده أن ذلك الوداع هو الوداع الأخير.
صورة الوداع ما زالت محفورة في الذاكرة، كما يقول الابن البكر لـ«الشهيد» رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات (43 عاما) الذي يعمل في الدفاع المدني والذي قضى في التفجير الإرهابي الذي حدث أول من أمس في بلدة القديح. ويقول ابنه الأكبر حسين لـ«الشرق الأوسط»: «صعب جدا أن أسرد جانبا من اللحظات الأخيرة التي شاهدت فيها والدي والحديث الذي جمعنا، لكن اللحظة التي لا يمكن أن تغادر ذهني أنه وعلى غير العادة كان جريئا ذلك اليوم، وقبّل والدتي واحتضنها أمامنا، قبل توجهه للمسجد بقرابة الساعة، وكأنه إعلان الوداع. هذا المنظر لا يمكن أن يغادر مخيلتي أو مخلية شقيقيّ علي وسلمان».
لكمال العليوات أربعة أبناء، 3 ذكور وبنت واحدة: حسين (16 عاما)، وعلي (10 أعوام)، وسلمان (7 أعوام)، وطفلة لم تتجاوز العامين.
ويضيف حسين: «والدي يعمل في الدفاع المدني، وبدأ حياته العملية في أبها ثم الرياض، مرورا بعدد من مناطق المملكة، قبل أن يتم نقله في السنوات الأخيرة إلى الدمام، ولم نسمع منه يوما شكوى من التعرض لمضايقات عنصرية أو طائفية، حيث إنه يعمل برتبة رئيس رقباء، وكان يحثنا دائما على التحصيل العلمي ويوجهنا للخير ومساعدة الآخرين قدر الإمكان، وكان معروفا بحب المبادرة خصوصا أن وظيفته في الدفاع المدني تتطلب المبادرة والمخاطرة في سبيل إنقاذ الآخرين، لكن شاءت الأقدار أن يكون ضحية لهجوم إرهابي غير إنساني أفقدنا والدنا الذي لا نزال نحتاج إلى ظله ودعمه وتوجيهاته».
من جانبه، قال كاظم العليوات، وهو الشقيق الأكبر لكمال، إنه فقد عضدا وأخا وابنا في حدث لم يكن بالحسبان، حيث لم تعرف القديح تحديدا هذا النوع من الحوادث الإرهابية من قبل، فقد كان التعايش سائدا ويضرب به المثل في منطقة القطيف، ولكن «أبناء الشيطان» - كما وصفهم - أرادوا أن يفكوا اللحمة الوطنية لكنهم لن يتمكنوا. وقال كاظم العليوات: «إن هذا المصاب مصاب جلل يجعلنا أكثر تماسكا وإصرارا على أن نكون في صف القيادة لمحاربة هذا الفكر الضال الذي يرفض الاعتراف بالآخر».
وقد نعى الدفاع المدني بالمنطقة الشرقية منسوبه رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات، أحد الذين وافتهم المنية أول من أمس (الجمعة) إثر التفجير الإرهابي الذي استهدف مسجد الإمام علي ببلدة القديح بمحافظة القطيف. وكتب الدفاع المدني عبر حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «بكامل الأسى والحزن ينعى مدير عام الدفاع المدني وكل منسوبي المديرية زميلهم رئيس الرقباء كمال حسن كاظم العليوات».
وأضاف: «العليوات وافته المنية جراء الاعتداء الآثم الذي وقع اليوم على المصلين في قرية القديح بالقطيف، وندعو له ولكل الضحايا بالغفران والمغفرة».



السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
TT

السعودية تدعو المجتمع الدولي للمشاركة الفاعلة في «كوب 16» بالرياض

الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)
الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة والمهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة خلال جلسة «الطريق إلى الرياض» («الشرق الأوسط»)

شدّدت السعودية، الخميس، على أهمية تعزيز التعاون الدولي على الأصعدة كافة لمواجهة التحديات البيئية التي تهدد كوكب الأرض، ومضاعفة الجهود للحد من تدهور الأراضي، وتقليل أثار الجفاف عليها، داعية إلى رفع مستوى الوعي العالمي بأهمية المحافظة على الأراضي، وذلك خلال كلمة ألقاها المهندس عبد الرحمن الفضلي وزير البيئة والمياه والزراعة رئيس الدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16»، في الجلسة رفيعة المستوى «الطريق إلى الرياض»، التي أقيمت على هامش أعمال الدورة (79) للجمعية العامة للأمم المتحدة بمدينة نيويورك.

وعُقد هذا الحدث الرفيع لحشد الزخم الدولي لمؤتمر «كوب 16»، الذي تستضيفه السعودية خلال الفترة بين 2 و13 ديسمبر المقبل في الرياض، وشهد حضور الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية رئيس وفد المملكة، والأميرة ريما بنت بندر بن سلطان السفيرة السعودية لدى أميركا، وعادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء ومبعوث شؤون المناخ، والسفير الدكتور عبد العزيز الواصل مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة بنيويورك، والدكتور إبراهيم ثياو الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، وممثل دولة موريتانيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأعرب الفضلي، عن تطلع السعودية إلى المشاركة الدولية الفاعلة في أعمال وفعاليات مؤتمر «كوب 16» بالرياض، ليكون نقطة تحوُّل في مسار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، ومظلة عالمية مهمة للعمل المشترك؛ لمواجهة التحديات البيئية الرئيسة.

وعدّ الحدّ من تدهور الأراضي وآثار الجفاف، من أهم أهداف هذه الاتفاقية، التي تُعنى بالمحافظة على الأراضي، باعتبارها إحدى الأسس الرئيسة للحياة على كوكب الأرض, مما يتطلب الحاجة إلى مضاعفة الجهود الدولية، والتعاون المشترك، للعمل على حماية الأراضي واستعادتها من التدهور، ومكافحة آثار الجفاف.

وأكد الفضلي، أن استضافة السعودية لـ«كوب 16»، تأتي امتدادًا طبيعيًا لاهتمامها بتعزيز جهود المحافظة على البيئة، محليًا وإقليميًا ودوليًا، مشيراً إلى أن السعودية تبنّت عددًا من المبادرات البيئية الرائدة، في مقدمتها مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، إضافةً إلى المبادرة العالمية للحد من تدهور الأراضي، التي تبنتها مجموعة دول العشرين (G20)، أثناء رئاسة المملكة لها.

وأضاف الفضلي، أن السعودية أولت حماية البيئة بشكلٍ عام، والحد من تدهور الأراضي والتصحر بشكلٍ خاص، أهميةً قصوى, للدور الرئيس الذي تلعبه البيئة في الحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق التنمية المستدامة، إضافةً إلى تحسين جودة الحياة.

وتابع: «لتحقيق ذلك، اعتمدت حكومة المملكة، الإستراتيجية الوطنية للبيئة، والتي اشتملت على الإطار المؤسسي لتنفيذ العديد من المبادرات، والبرامج، والمراكز البيئية المتخصصة، كما وضعت الخطط والتشريعات، للالتزام بالضوابط البيئية، والحد من التلوث، إضافة إلى تنمية الغطاء النباتي، والحياة الفطرية، وتعزيز إدارة النفايات».

وأبدى تطلعه إلى المشاركة الفاعلة للمجتمع الدولي في الدورة الـ (16) للمؤتمر بالرياض، «لنتمكن جميعًا من الوصول إلى مخرجات طموحة، تسهم في الحد من تدهور الأراضي ومواجهة الحفاف، وتعزيز المحافظة على البيئة، والموارد الطبيعية واستدامتها؛ لضمان مستقبل مزدهر للأجيال القادمة»، مشيرًا إلى أن الجهود الدولية للتصدي للتحديات البيئية، ستكون ذات أثر بالغ، بمثل هذه المشاركة الفعّالة للقطاعات كافة.

وشكّل تفاقم موجات الجفاف، وزيادة المساحات المتدهورة من الأراضي حول العالم، خلال السنوات الأخيرة، تحديات بيئية كبيرة، حيث تجاوزت الخسائر السنوية الناجمة عن تدهور الأراضي حول العالم 6 تريليونات دولار، وفقًا للتقارير الدولية، فضلًا عن فقدان التنوع الأحيائي، وانبعاثات الغازات، مما تسبب في نزوح الملايين من البشر على مستوى العالم.

من جانب آخر، عقد الفضلي، اجتماعًا، بمشاركة الجبير، مع المجلس الاستشاري رفيع المستوى للدورة السادسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية مكافحة التصحر، الذي يتكون من الرؤساء السابقين لفنلندا تاريا هالونين، والسنغال ماكي سال، وكولومبيا إيفان دوكي، وكوستاريكا كارلوس ألفارادو، وناصر القحطاني المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية «أجفند»، والناشطة البيئية هندو إبراهيم، وأندريه هوفمان نائب رئيس مجلس إدارة شركة روش القابضة.