ابن كيران: حكومتنا في حرب تماس مع فساد كبير

قال إن وزارته لا تنافس العاهل المغربي في إرادة الإصلاح

ابن كيران: حكومتنا في حرب تماس مع فساد كبير
TT

ابن كيران: حكومتنا في حرب تماس مع فساد كبير

ابن كيران: حكومتنا في حرب تماس مع فساد كبير

قال عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، إن حكومته توجد في «حرب تماس مع فساد كبير»، مشيرا إلى أنه «كيفما كان الأمر سنصبر وسنواصل، مهما اقتضت التضحيات، لأن الأمر يتعلق ببلادنا الغالية علينا».
وذكر ابن كيران، الذي كان يتحدث صباح أمس بالرباط خلال الملتقى الوطني الثالث للمستشارات البلديات الذي تنظمه جمعية مستشاري حزب العدالة والتنمية قائلا «الحمد لله رأس بلادنا مرفوع، ولا نريدها أن تتراجع، بل نريدها أن تكون مثالا لدى الأجانب ودول المغرب العربي ودول المشرق العربي، وهذا ما تعترف به هذه الدول». وأكد ابن كيران أن إرادة العاهل المغربي الملك محمد السادس نحو الإصلاح «ثابتة، وأنه منذ أن اعتلى العرش وهو يؤكد عليه»، مضيفا أن الملك «ما فتئ يطلق المبادرات والمشاريع الإصلاحية»، مشددا على أن الحكومة «لا تنافس الملك في ذلك».
وانتقد رئيس الحكومة التقرير الأخير لمنظمة العفو الدولية، التي اتهمت السلطات بممارسة التعذيب، وقال ابن كيران «هناك بعض الممارسات المسيئة التي تمس صورة المغرب، لكن ليس بهذا الحجم الذي يجري تسويقه»، مضيفا «لا ندعي أن رجال السلطة أصبحوا بين عشية وضحاها (جنتلمان)، لكن لا علاقة لما كان عليه المغرب بالأمس بما هو عليه اليوم». وهاجم ابن كيران المعارضة ،منتقدا ضيق صدرها تجاه حكومته، وقال «لم تتحملوا رئيس حكومة منتخبا ديمقراطيا لخمس سنوات وأنتم تسيطرون على الحياة السياسية منذ الاستقلال»، مضيفا «هذا قدر الله إن أعجبكم أو لم يعجبكم.. أنا هنا بقدر الله وإرادة شعب صوّت عليّ وملك عينني، رغم وجود أشخاص آخرين بحزبي».
وتوقع ابن كيران احتلال حزب العدالة والتنمية لمراكز متقدمة خلال الانتخابات البلدية المزمع عقدها بداية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، بعدما سبق أن احتل المركز السادس في الانتخابات البلدية في 2009. وأعلن ابن كيران أن زمن التلاعب بنتائج الانتخابات «انتهى منذ زمان»، داعيا المغاربة إلى «أن يستوعبوا أن المغرب قطع مع العديد من الأمور التي كانت سائدة، وانتهت إلى غير رجعة». وناشد رئيس الحكومة المعارضة التخلي عن منطق التشكيك، مضيفا أنه «بتعاون جميع الأطراف المعنية بالعملية الانتخابية ستكون في وقتها وفي جو من النزاهة، وسيربح فيها المغرب».
وقدم ابن كيران أوجه الاختلاف بين مغرب اليوم ومغرب الأمس، مؤكدا أن رئيس الحكومة أصبح يشرف على الانتخابات، ووزير الداخلية يجمع الأغلبية والمعارضة خلافا للماضي حيث كان وزير الداخلية هو من يشرف على الاستحقاقات الانتخابية، ويجتمع بالوزير الأول شأنه في ذلك شأن أحزاب المعارضة.
إلى ذلك، دافع ابن كيران عن طريقة اختيار وزراء الحكومة المعدلة الأسبوع الماضي، موضحا أن أحزاب الائتلاف الحكومي المعنيين بالتعديل «ظلوا يتداولون أسماء الوزراء المقترحة». وأعلن ابن كيران أن حزبه احترم الإجراءات الداخلية لاختيار وزراء «العدالة والتنمية»، مضيفا أن جميع أعضاء الأمانة العامة اضطروا للتداول بشأن 14 مرشحا كانوا مرشحين ضمن التشكيلة الحكومية الأولى التي عينت في 2012.



تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
TT

تحذيرات من استمرار تأثير الفيضانات على الوضع الإنساني في اليمن

مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)
مستويات عالية من الأمطار يشهدها اليمن سنوياً (أ.ف.ب)

على الرغم من اقتراب موسم الأمطار في اليمن من نهايته مع رحيل فصل الصيف، تواصلت التحذيرات من استمرار هطول الأمطار على مناطق عدة، مع تراجع حدتها وغزارتها، مع استمرار تأثير الفيضانات التي حدثت خلال الأشهر الماضية، وتسببت بخسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات والبنية التحتية.

ويتوقع خبراء ومراكز أرصاد استمرار هطول الأمطار على مناطق متفرقة مختلفة الطبيعة الجغرافية خلال الأيام المقبلة، وتشمل تلك المناطق محافظة المهرة أقصى شرقي اليمن، والمرتفعات الغربية في محافظات تعز، وإب، ولحج، وريمة، وذمار، وصنعاء، والمحويت، وعمران، وحجة وصعدة، بالإضافة إلى الساحل الغربي في محافظات حجة، والحديدة وتعز، والمناطق السهلية في محافظات أبين، وشبوة وحضرموت.

آثار عميقة تسببت بها الفيضانات في اليمن وأدت إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية (أ.ف.ب)

وحذّر الخبراء الذين نشروا توقعاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي من تشكل سحب عملاقة تنذر بأمطار غزيرة وسيول وعواصف وبروق شديدة، واحتمال هبوب رياح عنيفة، مع أجواء غائمة أغلب الوقت، داعين السكان إلى اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

وشهد اليمن منذ مطلع الشهر الحالب تراجعاً في هطول الأمطار في مختلف أنحاء البلاد، بعد شهرين من الأمطار التي تسببت بفيضانات مدمرة في عدد من المحافظات، وتركزت الآثار العميقة لهذه الفيضانات في محافظتي الحديدة والمحويت غرباً.

وحذَّرت لجنة الإنقاذ الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن مع استمرار الفيضانات، التي بدأت في مارس (آذار) واشتدت في يوليو (تموز) وأغسطس (آب)، وأدت إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وتأجيج الانتشار السريع للكوليرا، وتضرر أكثر من 268 ألف شخص في اليمن، في ظل موجة ماطرة شهدتها البلاد.

ونبهت اللجنة في بيان لها إلى أن استمرار احتمالية وجود خطر فيضانات مفاجئة إضافية بسبب تشبع الأرض بفعل الأمطار الغزيرة وأنظمة الصرف السيئة، رغم توقف هطول الأمطار خلال الشهر الحالب، ووصفت هذا الخطر بالمرتفع.

استمرار الكارثة

قالت اللجنة إن الفيضانات أثرت بشدة على محافظات الحديدة، وحجة، ومأرب، وصعدة وتعز، حيث تأثر ما يقرب من 268 ألف فرد في 38285 عائلة حتى الشهر الماضي، وفقاً لتقارير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتسببت الأمطار الغزيرة، التي من المتوقع استمرارها هذا الشهر، في تدمير واسع النطاق للمنازل والأراضي الزراعية والبنية التحتية.

وقيَّدت الأمطار والفيضانات - وفق بيان اللجنة - من إمكانية الوصول إلى الغذاء، وهي قضية يعاني منها بالفعل أكثر من 17 مليون يمني بسبب الصراع والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وكلها تفاقمت بسبب أزمة المناخ.

توقعات باستمرار الأمطار الغزيرة في اليمن رغم انتهاء موسمها برحيل فصل الصيف (رويترز)

وبينت المنظمة أن محافظة تعز (جنوب غرب) شهدت وحدها تدمير ما يقدّر بنحو 70 إلى 100 في المائة من الأراضي الزراعية جراء الأمطار.

ودعت المجتمع الدولي والجهات المانحة إلى تقديم المزيد من الدعم للحد من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن جراء الفيضانات المدمرة الأخيرة التي ضربت البلاد، والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا، مشددة على زيادة الدعم المالي واللوجيستي لتلبية الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمتضررين من تفاقم الكارثة الإنسانية في اليمن.

ونوهت اللجنة إلى أن الكارثة الإنسانية في اليمن تتضاعف «مدفوعة بالتأثيرات المدمرة للفيضانات الأخيرة والتفشي المتسارع لوباء الكوليرا في معظم أنحاء البلاد»، مرجحة أنه، و«من دون اتخاذ إجراءات في الوقت المناسب، سيستمر الوضع في التدهور؛ مما يعرض المزيد من الأرواح للخطر».

انتشار سريع للكوليرا

قال إيزايا أوجولا، القائم بأعمال مدير لجنة الإنقاذ الدولية في اليمن، إن البلاد «تواجه أزمة على جبهات متعددة» بدءاً من الصراع المستمر إلى الفيضانات الشديدة، والآن «تفشي وباء الكوليرا الذي انتشر بسرعة في الكثير من المحافظات».

وأضاف: «إن حياة الناس معرّضة للخطر بشكل مباشر، ومن المرجح أن يؤدي تدمير مرافق المياه والصرف الصحي إلى تفاقم انتشار المرض»، في حين أطلقت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عمليات طوارئ في المناطق الأكثر تضرراً في حجة، والحديدة، والمحويت وتعز، حيث قدمت مساعدات نقدية لنحو 2000 عائلة متضررة.

دمار هائل في البنية التحتية تسببت به الفيضانات الأخيرة في عدد من محافظات اليمن (أ.ب)

وأشار إلى أن المرحلة الأولية ركزت على تلبية الاحتياجات الفورية، مع التخطيط لمزيد من التقييمات لتوجيه التدخلات المحتملة في مجال المياه والصرف الصحي، مثل إنشاء نقاط المياه والمراحيض الطارئة.

وبيَّن أوجولا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وشركاءها أجروا تقييمات في المناطق المتضررة، وكشفوا عن نزوح ما يقرب من 9600 شخص بسبب الفيضانات في تعز، وحجة والحديدة، حيث تعرَّضت البنية الأساسية للمياه والصرف الصحي والصحة لأضرار كبيرة؛ مما زاد من خطر تفشي الكوليرا في هذه المناطق.

وكان مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وزَّع مساعدات إيوائية طارئة على المتضررين من السيول والفيضانات في مديرية موزع التابعة لمحافظة تعز، الثلاثاء الماضي.

وتضمنت المساعدات الطارئة 100 خيمة و370 حقيبة إيواء استفاد منها 2220 فرداً من المتضررين من السيول في المديرية.

ويأتي هذا التدخل بالتنسيق مع كتلة الإيواء ومكاتب مركز الملك سلمان للإغاثة في اليمن، وبالتنسيق مع السلطة المحلية ووحدة النازحين.