الأم «قاتلة» أو «مكتئبة»... حادثة الدقهلية تثير الجدل على مواقع التواصل

جانب من الجنازة
جانب من الجنازة
TT

الأم «قاتلة» أو «مكتئبة»... حادثة الدقهلية تثير الجدل على مواقع التواصل

جانب من الجنازة
جانب من الجنازة

أثارت الحادثة المأساوية لقتل أم أطفالها الثلاثة في قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر محافظة الدقهلية، موجة واسعة من الجدل في مصر.
وتباينت ردود فعل رواد مواقع التواصل، خصوصاً بعد نشر رسالة الأم الأخيرة لزوجها المغترب، والتي قالت فيها، إنها أرادت أن «تدخل أولادها الجنة، وتريحهم من متاعب الدنيا»، وإنه أيضاً سيدخل الجنة كونه لم يقصّر معها ومع أولاده.
واعتبرت الأم في رسالتها، أنها مقصّرة مع أولادها، وطلبت من زوجها أن يسامحها، وتمنّت أن يعوض عليه بأطفال أفضل من أطفالها.
وانهالت الانتقادات على الأم التي وصفها بعض المغردين بـ«القاتلة»، وطالبوا بتوقيع أقصى درجات العقوبة عليها.
https://twitter.com/Menap68432/status/1531556158091190272
بالمقابل، تعاطف معها آخرون، داعين إلى تفهم الأثر السلبي الذي قد ينتج من مرض الاكتئاب الحاد والذي قد يفضي إلى القتل أو الانتحار.
https://twitter.com/OsamaEltahan3/status/1531667963690074115?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1531667963690074115%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.bbc.com%2Farabic%2Ftrending-61668044
https://twitter.com/superbatota/status/1531968801469870085?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1531968801469870085%7Ctwgr%5E%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.bbc.com%2Farabic%2Ftrending-61668044
وكان أحد جيران الأم قد أكد في تصريحات صحافية، أنها تمر بحالة نفسية سيئة الفترة الماضية، في حين تحدثت وسائل إعلام مصرية عن معاناة الأم من اكتئاب ما بعد الولادة.
وشيع الآلاف من أهالي قرية ميت تمامة التابعة لمركز منية النصر محافظة الدقهلية أول من أمس (الثلاثاء)، جثامين الأطفال الثلاثة أحمد (10 سنوات) وأنس (5 سنوات) وسمية (3 أشهر)، الذين قُتلوا على يد والدتهم حنان (30 سنة) قبل أن تحاول الانتحار، بعد سفر زوجها محمد (33 سنة)، إلى المملكة العربية السعودية للعمل منذ 6 أشهر.

وكان لافتاً رد فعل والد الأطفال الثلاثة والذي وصل من الخارج لتشييع جثامين أولاده، وقال الأب عبر مكبر الصوت قبل أن يؤم المشيعين في صلاة الجنازة «اللهم ارحم أولادي، واجعلهم فرطاً لنا إلى الجنة، ولا يجزعن أحد بمصابنا فإنا راضون بقضاء الله وقدره، وندعوه أن يرضى عنا، وأن يرحم أحمد وأنس وسمية».
ودعا الزوج لزوجته، مثنياً عليها بالقول «أدعو الله أن يشفي أمهم ويعافيها وأن يجعل ما فيها من بلاء في ميزان حسناتها، فوالله ما علمت عنها إلا خيراً، وما علمت أحداً أحرص على أولادي منها على أولادها».
بداية القصة
وبدأت القصة حين كشفت تحقيقات الشرطة المصرية، عن أن أهالي قرية ميت تمامة، عثروا على سيدة مصابة إصابات بالغة ملقاة على الطريق، كما عثروا على أطفالها الثلاثة مذبوحين داخل المنزل.
وبحسب التقارير التي تداولتها وسائل الإعلام المحلية، تبين أن حنان خريجة جامعية، متزوجة من شخص يعمل بالسعودية. وقد حاولت الانتحار بإلقاء نفسها أمام جرار زراعي.
وأصدرت النيابة العامة المصرية بياناً قالت فيه، إنها تجري تحقيقاً في واقعة قتل سيدة أطفالها الثلاثة، وشروعها في الانتحار عقب ارتكابها الواقعة.
وأكد التقرير الطبي، أن الأم المصابة في حالة خطرة؛ إذ تبين إصابتها بجروح قطعية في مناطق متفرقة بالجسد، وذلك بعد إلقائها نفسها أمام جرار زراعي على جسر القرية.
ونقلت إلى مستشفى المنصورة الدولي للحصول على الرعاية الصحية اللازمة، وجرى وضعها داخل العناية المركزة رغم استقرار حالتها، وينتظر أعضاء النيابة العامة تحسن حالتها لبدء التحقيق معها واستجوابها.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».