ميلان ينقل ملكيته من صندوق أميركي إلى مؤسسة أميركية أخرى

بعد أيام من عودته إلى قمة كرة القدم الإيطالية بتتويجه بطلاً للمرة الأولى منذ 2011. نقل ميلان ملكيته من صندوق الاستثمارات «إليوت» إلى مؤسسة «ريدبيرد كابيتال بارتنرز» وكلاهم يتبعان رجال أعمال من الولايات المتحدة الأميركية.
أعلن ميلان أمس (الأربعاء) إن الطرفين توصلا إلى «اتفاق نهائي لاستحواذ ريدبيرد على مؤسسة آي سي ميلان» في صفقة بلغت قيمتها «مليار و200 مليون يورو»، على أن تكتمل كحد أقصى في سبتمبر (أيلول) المقبل. وأضاف النادي: «إليوت مانجمنت، الذي استحوذ على النادي في عام 2018 مع نهاية عهد المالك السابق سيلفيو برلوسكوني (1986 - 2017) سيحتفظ بحصة مالية قليلة وممثلين في مجلس الإدارة».
وأضاف في بيانه: «أولوية ريدبيرد العمل مع النادي المعتاد على البطولات لمواصلة رحلة عودة ميلان إلى قمة كرة القدم العالمية».
وكانت المؤسسة الأميركية هي المرشح الأبرز للاستحواذ على ميلان بعدما أكدت شركة «إنفستكورب» الخميس الماضي، وهي صندوق استثماري يتخذ من البحرين مقراً له، أن المفاوضات لشراء النادي وصلت إلى حائط مسدود. وتعتبر قيمة الصفقة البالغة 1.3 مليار دولار أميركي مشرّفة للنادي العريق المتوج سبع مرات بطلاً لأوروبا و19 مرة في بلاده.
واستثمر «إليوت» الذي كان هدفه المعلن إعادة البيع على المدى المتوسط مع مكاسب رأسمالية، نحو 740 مليون يورو منذ عام 2018، قال رئيس الصندوق غوردون سينغر: «كانت خطتنا بسيطة هي خلق الاستقرار المالي وإعادة ميلان إلى مكانه الصحيح في كرة القدم الأوروبية. أعتقد أنه يمكن القول إنه تم تحقيق كلا الهدفين».
وتؤكد هذه الصفقة أن كرة القدم الإيطالية تجذب المستثمرين من أميركا الشمالية: ما يقارب نصف أندية الدوري مملوكة من أميركيين أو كنديين، مثل ميلان وروما وبولونيا وفيورنتينا وفينيسيا وسبيتسيا وجنوا وجزئياً أتالانتا، باستثناء إنترناسيونالي المملوك من مجموعة سونينغ الصينية.
ورغم أنه يخرج من عقد مخيب بعد سنوات مجيدة في العقد الأول من الالفية الثالثة، فإن ميلان يأمل في استعادة مكانته بين كبار القارة، حيث سيعود إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل بعد غياب سبع سنوات، وفي تلك الحقبة، كان لا يزال برلوسكوني مالكاً للنادي.
واشترى رئيس الوزراء السابق ميلان في عام 1986 وقاده إلى قمة أوروبا مع نجوم تاريخيين أمثال الهولنديين ماركو فان باستن ورود خوليت، وباولو مالديني، وأندريا بيرلو، والبرازيلي ريكاردو كاكا، والأوكراني أندريه شيفشينكو وغيرهم. وغادر برلوسكوني في 2017 عندما كان النادي غارقاً في الديون وباهتاً داخل المستطيل الأخضر ليتقدم رجل الأعمال الصيني لي يونغ هونغ لشراء ميلان إلا أنه لم يكن قادراً على سداد قرض، فاستحوذ صندوق «إليوت مانجمنت» الأميركي على النادي في 2018. واعتمد الملاك الجدد على اللاعبين الشباب ذوي الإمكانات العالية، وأوكل سياسة الانتقالات إلى أسطورة النادي باولو مالديني الذي يشغل منصب المدير الرياضي، لكن مع تقليص الرواتب، غادر بعض اللاعبين المهمين أمثال الحارس جانلويجي دوناروما (إلى باريس سان جيرمان الفرنسي) والتركي هاكان تشالهان أوغلو (الى إنتر) في عام 2021 والعاجي فرانك كيسييه هذه السنة. الاسم الكبير الوحيد الحالي هو السويدي زلاتان إبراهيموفيتش العائد إلى ميلان في عام 2020. بات هو الوصي على جيل شاب يفتقر إلى الخبرة، لكنه أثبت جدارته في القيادة وفي سن الأربعين أعاد الفريق للتويج باللقب الإيطالي.