كييف تنتصر بمعركة «حظر النفط الروسي»... وموسكو تكثف ضغطها على دونباس

جانب من اجتماع دول الاتّحاد الأوروبي في بروكسل مساء أمس (د.ب.أ)
جانب من اجتماع دول الاتّحاد الأوروبي في بروكسل مساء أمس (د.ب.أ)
TT

كييف تنتصر بمعركة «حظر النفط الروسي»... وموسكو تكثف ضغطها على دونباس

جانب من اجتماع دول الاتّحاد الأوروبي في بروكسل مساء أمس (د.ب.أ)
جانب من اجتماع دول الاتّحاد الأوروبي في بروكسل مساء أمس (د.ب.أ)

انتصرت كييف في معركة الحظر الأوروبي على النفط الروسي الذي من شأنه أن يجفف تمويل «آلة الحرب» الروسية، لكن موسكو لا تزال تركز ضرباتها العسكرية، اليوم (الثلاثاء)، على شرق أوكرانيا خصوصاً على مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسية في منطقة دونباس.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 خلال قمة في بروكسل، مساء أمس، على حظر تدريجي للنفط الروسي. وسيشمل في البداية واردات النفط الذي تصدره روسيا عبر السفن أي ثلثي المشتريات الأوروبية من «الذهب الأسود» الروسي. كما منح إعفاء مؤقت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك لرفع فيتو المجر.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال في تغريدة إن هذا الخفض «سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم».
https://twitter.com/eucopresident/status/1531391899218608133?s=20&t=wslyD_88ziV76JJmp4YnJA
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد سيبحث «في أقرب وقت ممكن» توسيع نطاق هذا الحظر ليشمل النفط الذي تصدره روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى دول أعضاء في التكتل، ما يرفع إلى 90 في المائة كمية الصادرات النفطية الروسية التي سيتخلى عنها الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا القادة الأوروبيين في مداخلة عبر الفيديو أثناء القمة إلى ضرورة مواجهة موسكو.
وقال في رسالته اليومية إلى مواطنيه قبل اتخاذ بروكسل قرار فرض حظر، إن «النقطة الرئيسية هي النفط الروسي. لأنها تتعلق باستقلال الأوروبيين عن سلاح الطاقة الروسي».
تشمل هذه الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا، إقصاء ثلاثة مصارف روسية من نظام سويفت للتحويلات المالية الدولية، من بينها «سبيربنك»، أكبر بنك في روسيا.
وافق القادة الأوروبيون خلال القمة أيضاً على منح الحكومة الأوكرانية تسعة مليارات يورو لتغطية احتياجاتها الفورية من السيولة لتتمكن من تشغيل اقتصادها.
وستتطرق القمة في يومها الثاني والأخير، اليوم، إلى التحول في مجال الطاقة في أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي وأزمة الغذاء المرتبطة بالحرب في أوكرانيا التي تهدد خصوصاً القارة الأفريقية.
وأبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، في مكالمة هاتفية بأن موسكو مستعدة للعمل مع أنقرة لتأمين حرية شحن السلع في البحر الأسود بما يشمل «صادرات الحبوب الآتية من الموانئ الأوكرانية»، وفق ما جاء في بيان للكرملين.
وتتهم أوكرانيا والدول الغربية موسكو بإعاقة عمل المرافئ الأوكرانية في البحر الأسود، الأمر الذي ينفيه المسؤولون الروس.
تتقدم القوات الروسية في شرق البلاد. وتواجه القوات الأوكرانية في قلب سيفيرودونيتسك التي تشكل إلى جانب ليسيتشانسك، مدينة رئيسية في أجزاء من دونباس لا تزال تحت سيطرة الأوكرانيين.
يحاول الجيش الروسي محاصرة سيفيرودونيتسك والسيطرة عليها منذ أسابيع، في هجوم تكثف في الأيام الأخيرة. وأقر زيلينسكي بأن الجيش الأوكراني يواجه صعوبة في صد هذا الهجوم.
وقال: «الوضع في دونباس لا يزال صعباً للغاية. الجيش الروسي يحاول تركيز قواته هناك لممارسة المزيد من الضغط على مدافعينا».
وقال الجيش الأوكراني في أول إحاطة له صباح اليوم: «من جانب دونيتسك، العدو يهاجم قواتنا بمدافع الهاون والمدفعية وبقاذفة قنابل يدوية على طول خط الجبهة. تتركز الجهود على السيطرة على سيفيرودونيتسك».
تسعى القوات الروسية إلى السيطرة على حوض التعدين في دونباس الذي سيطرت عليه القوات الانفصالية الموالية لروسيا والمدعومة من موسكو بشكل جزئي عام 2014.
وفي هذه المنطقة قتل الصحافي الفرنسي فريدريك لوكلير إيمهوف الذي يعمل في محطة «بي إف إم تفي تي» التلفزيونية.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على «تويتر» بأن الصحافي «كان في أوكرانيا لإظهار حقيقة الحرب. في حافلة إنسانية، إلى جانب مدنيين أجبروا على الفرار هربا من القنابل الروسية. أصيب بجروح قاتلة».
https://twitter.com/EmmanuelMacron/status/1531280177992454146?s=20&t=wslyD_88ziV76JJmp4YnJA
وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت بعض الأراضي في الجنوب، خصوصاً في المنطقة المحيطة بمدينة خيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم والتي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في مارس (آذار).
وقال الجيش الأوكراني، مساء أمس، إن «العدو غادر بلدة ميكولايفكا في شمال منطقة خيرسون»، متحدثاً عن انسحاب جنود روس «محبطين» وسط حالة من «الهلع».


مقالات ذات صلة

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

أوروبا رجال الإطفاء يظهرون في موقع تعرض لهجوم صاروخي روسي على كييف (أ.ب)

روسيا: قصف كييف يأتي رداً على هجوم بصواريخ أميركية

ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن هجوماً صاروخياً أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في كييف، خلال الليل، جاء رداً على هجوم أوكراني في وقت سابق من الأسبوع.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ الاستعدادات جارية لحفل تنصيب ترمب أمام مبنى الكابيتول في 12 يناير 2025 (أ.ف.ب)

ترمب في عهده الثاني: نسخة جديدة أم تكرار لولايته الأولى؟

يأمل كبار السياسيين بواشنطن في أن تكون إدارة دونالد ترمب الثانية مختلفة عن الأولى، وأن يسعى لتحقيق توازن في الحكم ومدّ غصن زيتون للديمقراطيين.

رنا أبتر (واشنطن)
أوروبا أفراد من القوات العسكرية البولندية خلال العرض العسكري لإحياء ذكرى انتصار بولندا على الجيش الأحمر السوفياتي عام 1920 في وارسو 15 أغسطس 2023 (رويترز)

كيف تستعد بولندا لإعادة التسلح الأوروبي؟

بوصفها «أفضل طالب» في حلف الناتو، تحاول بولندا إشراك شركائها في مواجهة تحدي زيادة الإنفاق الدفاعي ومواجهة التهديد الروسي، حسب تقرير لصحيفة «لوفيغارو».

«الشرق الأوسط» (وارسو)
أوروبا خلال إطلاق صاروخ «أتاكمز» الأميركي الصنع نحو مياه البحر الشرقي قبالة كوريا الجنوبية في 5 يوليو 2017 (رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا باستخدام صواريخ «أتاكمز» الأميركية مجدداً وتتوعد بالرد

قالت وزارة الدفاع الروسية، الجمعة، إن أوكرانيا شنت هجوماً على منطقة بيلغورود بـ6 صواريخ «أتاكمز» أميركية الصنع، الخميس.

«الشرق الأوسط» (موسكو )
أوروبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ماريندرا مودي (رويترز)

تقرير: مقتل هندي في حرب أوكرانيا يجدد التوترات بين نيودلهي وموسكو

سلطت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية الضوء على قضية الهنود الذين يقتلون خلال قتالهم مع الجيش الروسي في حربه ضد أوكرانيا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الفاتيكان: البابا فرنسيس يسقط ويصاب في ساعده الأيمن

البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
TT

الفاتيكان: البابا فرنسيس يسقط ويصاب في ساعده الأيمن

البابا فرنسيس (أ.ف.ب)
البابا فرنسيس (أ.ف.ب)

قال الفاتيكان، اليوم (الخميس)، إن البابا فرنسيس أُصيب في ساعده الأيمن جراء سقوطه في مقر إقامته لكنه لم يصب بأي كسور.

ووفقاً لـ«رويترز»، ذكر الفاتيكان في بيان: «هذا الصباح، بسبب سقوط في بيت القديسة مارتا، أُصيب البابا فرنسيس بكدمة في ساعده الأيمن، دون كسور. وتم تركيب جبيرة للذراع كإجراء احترازي».

وبلغ البابا فرنسيس 88 عاماً في ديسمبر (كانون الأول).