هل خسر الاتحاد لقب الدوري السعودي... أم للقصة بقية؟

الهلال قلص فارق النقاط في سيناريو مثير لعشاق كرة القدم

الهلال ظل يلاحق المتصدر حتى «اقتنص» المركز الأول (تصوير: سعد العنزي)
الهلال ظل يلاحق المتصدر حتى «اقتنص» المركز الأول (تصوير: سعد العنزي)
TT

هل خسر الاتحاد لقب الدوري السعودي... أم للقصة بقية؟

الهلال ظل يلاحق المتصدر حتى «اقتنص» المركز الأول (تصوير: سعد العنزي)
الهلال ظل يلاحق المتصدر حتى «اقتنص» المركز الأول (تصوير: سعد العنزي)

قبل جولتين من الآن، كان الرأي السائد في مشهد البيت الاتحادي هو لقب غائب عن الخزانة منذ سنوات سيعود، وهي مسألة وقت فقط، سيحسم الفريق اللقب قبل ثلاث جولات من إسدال الستار، وسيتوج بطلاً على حساب الهلال، وسيعود بقوة إلى المشهد ومن الباب الكبير.
أمنيات كثيرة وأحلام عظيمة سيحققها العميد في ليلة ستكون خالدة في ملعب «الجوهرة المشعة» عند مواجهة وصيفه الهلال، ترجمت ذلك مدرجات مكتظة، أعلام صفراء، مؤازرة لا تتوقف.
خسر الاتحاد في ليلة كان فيها المرشح الأول على غير العادة، الهلال الجريح بخسارة مفاجئة لبطولة كأس الملك كانت ترشيحاته تحضر بخجل في تلك المواجهة، إلا أنه قلب المشهد وحول تأخره بهدف رومارينهو إلى فوز عظيم بثلاثية قلص معها الفارق النقطي إلى ثلاث نقاط مع المتصدر الاتحاد.
فقد الاتحاد في تلك المواجهة أشياء كثيرة، غروهي ودع المباراة مصاباً، وخسر البرازيلي رومارينهو في مواجهة هي الأهم «الطائي» بحصوله على بطاقة صفراء جديدة، خسر الاتحاد شيئاً كبيراً من الثقة، ثم أعقبها خسارته للثنائي كورنادو والمغربي عبد الرزاق حمد الله، بعد تعرضهما لوعكة صحية جعلتهما يوجدان على مقاعد البدلاء في مواجهة الطائي.
خسر الاتحاد أمام الطائي، وظهر بهوية لا يمكن أن تعكس أنه الفريق البطل الذي اعتلى صدارة لائحة الترتيب منذ جولات طويلة جداً. أيام قليلة حوّلت مشهد الفرح في البيت الاتحادي إلى مشهد ضبابي ومرتبك وحالة يسودها الترقب وعدم تقبل الصدمة التي حولت مسار الدوري من جدة إلى الرياض إذا ما حدثت مستجدات في الجولات المقبلة.

                           الاتحاد لم يكن جيداً بما يكفي في مبارياته الأخيرة (تصوير: علي خمج)
الاتحاد الغائب عن تحقيق لقب الدوري منذ أكثر من عشر سنوات، كان يعيش أيام فرحة لم تتوقف، حتى مع مؤجلات الهلال تعثر أمام الفيحاء، وكانت كل المؤشرات تمنح الدوري للاتحاد في ظل الفارق النقطي الكبير لصالحه، إلا أن سقوطه في المعترك الأخير من المنافسة ساهم بوضعه في لحظة ترقب للمشهد حتى الجولتين المقبلتين.
تعادل الاتحاد والهلال نقطياً، وظل الاتحاد متصدراً بلائحة الترتيب، إلا أن استمرار هذا المشهد حتى الجولة الأخيرة يعني تتويج الهلال بلقب الدوري بأفضلية المواجهات المباشرة، وبات الاتحاد يترقب تعثر الهلال من أجل استعادة الصدارة وإعادة آماله بلقب الدوري.
بعيداً عن حسابات الجولتين المقبلتين، يظل السؤال الحاضر بعد تحول المشهد في الدوري، هل صدارة الاتحاد كانت غير مستحقة؟
وفقاً للغة الأرقام، يملك الاتحاد حالياً 61 نقطة في رصيده، وهو الرقم الذي منح الهلال لقب الدوري في نسخة الموسم الماضي، مما يعني أن الرصيد النقطي الذي حققه الاتحاد كان جيداً مع تبقي مباراتين قد تقفزان به نحو الرقم 67، على الرغم من النقاط التي أضاعها الاتحاد في عدد من المباريات.
على صعيد الهدافين، فقد سجل الاتحاد 59 كأكثر خط هجوم في الدوري السعودي تسجيلاً للأهداف، مقابل استقبال شباكه 28 هدفاً كثاني أقوى خط دفاع بعد الهلال التي استقبلت شباكه 27 هدفاً وسجل مهاجموه 58 هدفاً.
على صعيد عدد الانتصارات، فإن العميد الاتحادي يملك أعلى رقم انتصارات في الدوري بعدد 19 انتصاراً مقابل 18 انتصاراً لفريق الهلال، في الوقت الذي تعادل فيه أربع مباريات وخسر خمس مباريات، ليتعادل نقطياً مع الهلال الذي حقق الفوز في 18 مباراة وتعادل في سبع مباريات وخسر ثلاث مواجهات.
كان الاتحاد يعيش مرحلة مثالية وتصاعدية في التجانس واكتمال الفريق منذ الموسم الماضي الذي نافس فيه على المراكز الأولى، قبل أن يتراجع في نهاية المشوار ويحتل المركز الثالث في لائحة الترتيب خلفاً للبطل (الهلال) والوصيف (الشباب).
حتى في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة، عزز الاتحاد صفوفه بالمهاجم المغربي عبد الرزاق حمد الله، قادماً من نظيره النصر، وقبلها في فترة الصيف تعاقد مع البرازيلي كورنادو صانع الألعاب القادم من نظيره فريق الشارقة الإماراتي، ليشكل الفريق عموداً فقرياً مثالياً بدأ بوجود البرازيلي غروهي، ثم الدولي المصري أحمد حجازي، والمغربي كريم الأحمدي لاعب محور الارتكاز قبل رحيله في الشتوية، بالإضافة إلى البرازيلي رومارينهو، ومواطنه كورنادو، ثم المغربي عبد الرزاق حمد الله الذي شكل إضافة فنية كبيرة.
منذ إقرار زيادة عدد الأندية في موسم 2018 - 2019 إلى 16 فريقاً عوضاً عن 14 فريقاً، زادت فرصة حصد المزيد من عدد النقاط، حيث حقق النصر لقب البطولة في ذلك الموسم برصيد 70 نقطة قبل أن يرفع الهلال الرقم إلى 72 نقطة في الموسم الذي يليه، قبل أن يتراجع الرقم إلى 61 نقطة في الموسم الماضي الذي حقق فيه الهلال لقب الدوري.
عاش الاتحاد قصة عودة جميلة في تفاصيلها، وكان قريباً من حسم اللقب لصالحه، إلا أن عثراته المتتالية ساهمت بعودة حظوظ الهلال بالمنافسة على اللقب ونجح في الاقتراب من ذلك، لتظل الجولتان القادمتان مساحة للتوقعات عما سيحققه الفريقان، فهل تحمل مواجهتا الاتحاد للاتفاق والباطن، والهلال مع الفتح والفيصلي، فصلاً جديداً من قصة هذا الموسم الطويل؟


مقالات ذات صلة

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

رياضة سعودية استعرض فريق العمل النتائج التي توصل لها في المرحلة الخامسة (الاتحاد السعودي)

مشروع توثيق الكرة السعودية: رصد 103 أعوام واعتماد البطولات المناطقية

كشف فريق عمل مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية عن بلوغ نسبة الإنجاز 81 في المائة حتى الآن، إذ تم توثيق 103 أعوام من تاريخ كرة القدم السعودية.

هيثم الزاحم (الرياض )
رياضة سعودية رونالدو في مهمة قيادة النصر نحو فوز آسيوي جديد (تصوير: نايف العتيبي)

الأهلي والنصر لاقتناص نقاط العين والغرافة «آسيوياً»

يتطلع الأهلي السعودي لمواصلة رحلة انتصاراته في «دوري أبطال آسيا للنخبة» والاقتراب أكثر من اقتناص بطاقة العبور نحو الدور الثاني بصورة رسمية، وذلك عندما.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية لاعبو الخليج يحييون جماهيرهم عقب الفوز التاريخي (تصوير: عيسى الدبيسي)

رئيس الخليج لـ «الشرق الأوسط» : أطحنا الهلال بخطة الرجل «الشجاع»

قال المهندس علاء الهمل، رئيس نادي الخليج، إن فوز فريقه التاريخي على الهلال في الدوري السعودي للمحترفين، لن يدفعهم إلى رفع سقف التوقعات بشكل عاطفي، بل يجعلهم.

علي القطان (الدمام)
رياضة سعودية مدرب الفتح قال إن لاعبيه قدّموا ما عليهم في المباراة رغم الخسارة (تصوير: عدنان مهدلي)

مدرب الفتح: فخور رغم الخسارة

أكد ينز غوستافسن، مدرب الفتح، أن فريقه عمل جاهداً لمحاولة الخروج بنتيجة إيجابية أمام الاتحاد، ولكنه خسر في نهاية المطاف.

نواف العقيل (جدة )
رياضة سعودية فابينهو محتفلاً بهدفه في مرمى الفتح (تصوير: عدنان مهدلي)

الدوري السعودي: الصدارة تعود للاتحاد بثنائية فابينهو وعوار

اعتلى الاتحاد صدارة ترتيب الدوري السعودي للمحترفين مع نهاية الجولة الـ11، بعد انتصاره على ضيفه الفتح بثنائية فابينهو وحسام عوار.

نواف العقيل (جدة)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».