طوال الساعات الأخيرة من مساء الأحد وصباح أمس الاثنين كان السؤال الذي يتردد على ألسنة مندوبي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الذين يديرون المفاوضات التحضيرية للقمة الاستثنائية التي انطلقت بعد ظهر أمس في بروكسل: ما هي الفائدة من هذه القمة إذا كانت كل الطرق مسدودة أمام أي اتفاق حول الحزمة السادسة من العقوبات والتدابير المشتركة التي من شأنها كبح ارتفاع أسعار المحروقات والطاقة؟ والإجابة التي كانت تكررها الرئاسة الفرنسية التي أصرت على القمة، أن الهدف هو إنقاذ وحدة الصف الأوروبي التي يخشى أن تتصدع تحت وطأة المفاضلة بين مواصلة الصدام مع موسكو أو البحث عن مسارات للتفاوض معها.
كان واضحاً في الأيام الأخيرة أن الاتحاد الأوروبي تخلى عن فكرة فرض حظر شامل على النفط الروسي والاكتفاء بمنع تصديره إلى الدول الأعضاء عبر الطرق البحرية، ما يتيح لبلدان مثل المجر أن تواصل استيراد الكميات التي تشكل 65 في المائة من احتياجاتها، وسحب اعتراضها على الحزمة السادسة من العقوبات. لكن رغم ذلك، ما زال ظل الفشل يخيم على القمة بعد العراقيل التي ظهرت في الساعات الأخيرة، ليس فقط أمام الموافقة على حزمة العقوبات الجديدة، بل أيضاً بسبب التباين بين الدول الأعضاء حول الموقف العام للاتحاد الأوروبي من النزاع، حيث يدفع فريق باتجاه فتح قنوات للتفاوض مع الرئيس الروسي فيما يصر الفريق الآخر على الاستمرار في المواجهة والتشدد مع الكرملين.
ويتضمن الاقتراح المعروض على القمة إشارة إلى (التمييز بين حظر استيراد النفط الروسي عبر الطرق البحرية الذي يفترض أن يدخل حيز التنفيذ بحلول نهاية العام الجاري، والإعفاء المؤقت من الحظر للنفط الذي يصل عبر أنبوب دروزبا). هذا التمييز يعفي المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك من تطبيق العقوبات التي تقول حكومات هذه البلدان إنها ستؤدي إلى أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة فيها. وكان المسؤول عن السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل قد طرح هذا الاقتراح منذ أسابيع عندما وصلت المفاوضات مع المجر إلى طريق مسدود، لكن الدول الأعضاء رفضته لأنه يكسر وحدة الصف الأوروبي التي باتت اليوم على المحك، وأصبح الهدف يقتصر على التوصل إلى اتفاق يحفظ ماء الوجه ويفتح الباب أمام حظر صادرات النفط الروسي التي تشكل أحد المصادر الرئيسية لتمويل نظام الرئيس فلاديمير بوتين.
يشار إلى أن إعفاء المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك بصورة مؤقتة من هذه العقوبات يعني قطع إمدادات النفط الروسي إلى بلدان الاتحاد الأوروبي بنسبة 15 في المائة، لكن برز في الساعات الأخيرة تطور آثار موجة استياء بين الشركاء الأوروبيين بعد أن أعلنت ألمانيا، التي يمر أنبوب «دروزبا» عبر أراضيها، رغبتها في الاستفادة من الإعفاء، الأمر الذي يؤدي إلى خفض الإمدادات الخاضعة للعقوبات إلى أقل من 65 في المائة من إجمالي الصادرات الأوروبية إلى الاتحاد الأوروبي. وكان الاستياء قد بلغ حد وصف طلب ألمانيا الاستفادة هي أيضاً من هذا الإعفاء بأنه «غير مقبول ولا يحتمل النقاش» من جانب فرنسا وإيطاليا وإسبانيا خلال الاجتماع التحضيري الأخير صباح أمس الاثنين.
وفيما أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عند دخوله القمة عن تفاؤله بالتوصل إلى (توافق في الآراء حول الحزمة السادسة)، قال رئيس الوزراء المجري فكتور أوروبان إن بلاده لا يمكن أن توافق على الاقتراح المطروح في صيغته الحالية. كما قالت رئيسة المفوضية أورسولا فون در لاين إن التوقعات بالتوصل إلى اتفاق خلال هذه القمة (متدنية، لكني على ثقة من أن الاتفاق ليس بعيداً).
وهناك توافق إلى حد كبير على باقي بنود الحزمة السادسة والتي تتضمن عزل سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، عن نظام سويفت للمدفوعات الدولية، وحظر دخول المحطات الإذاعية والتلفزيونية الروسية في الاتحاد الأوروبي، وإدراج آخرين على قائمة أفراد تم تجميد أصولهم. لكن مسؤولاً كبيراً في المفوضية الأوروبية قال إن الحزمة بأكملها، بما في ذلك حظر النفط، يجب أن يتم الاتفاق عليها دفعة واحدة. وقالت رئيسة وزراء إستونيا كايا كالاس إن من الواقعي التوصل إلى اتفاق حول حظر النفط الروسي في غضون أسابيع قليلة، مشيرة إلى أنها تأمل أن يتم ذلك في قمة الاتحاد الأوروبي المقبلة المقررة في يومي 23 و24 يونيو (حزيران).
لكن إحدى النتائج الملموسة للقمة يرجح أن تكون دعم الزعماء لحزمة قروض الاتحاد الأوروبي بقيمة تسعة مليارات يورو حتى تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على استمرار عمل حكومتها ودفع الرواتب لمدة شهرين تقريباً. وأظهرت مسودة البيان الختامي، حسب «رويترز»، أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيدعمون إنشاء صندوق دولي لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب، دون تفاصيل، ويريدون بحث إمكانية مصادرة أصول روسية مجمدة لهذا الغرض. وسيتعهد الزعماء بتسريع العمل لمساعدة أوكرانيا على نقل حبوبها خارج البلاد إلى المشترين العالميين عبر السكك الحديدية والشاحنات بسبب إغلاق القوات البحرية الروسية الطرق البحرية المعتادة واتخاذ خطوات للاستغناء عن الطاقة الروسية بشكل أسرع. وأظهرت المسودة أن الزعماء مستعدون لاستكشاف طرق للحد من ارتفاع أسعار الطاقة، بما في ذلك جدوى وضع حد أقصى مؤقت للأسعار وتقليص الروتين بشأن طرح مصادر للطاقة المتجددة والاستثمار في ربط شبكات الطاقة الوطنية عبر الحدود لتعزيز مساعدة الدول لبعضها.
الاتحاد الأوروبي يتخلى عن الحظر الشامل للنفط الروسي
قادة الدول الأعضاء يفكرون في استخدام أموال روسية مجمدة في إعادة إعمار أوكرانيا
الاتحاد الأوروبي يتخلى عن الحظر الشامل للنفط الروسي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة