ضغط المشروعات والقرارات الحكومية في السعودية يحدث انخفاضات بكل فروع العقار

عقاريون: الفلل الجديدة الأكثر نزولاً بـ18 % تليها الأراضي بـ7 %

ضغط المشروعات والقرارات الحكومية في السعودية يحدث انخفاضات بكل فروع العقار
TT

ضغط المشروعات والقرارات الحكومية في السعودية يحدث انخفاضات بكل فروع العقار

ضغط المشروعات والقرارات الحكومية في السعودية يحدث انخفاضات بكل فروع العقار

أثمر الضغط غير المسبوق والأحداث المتتالية التي تعيش تفاصيلها السوق العقارية السعودية، عن خفض مباشر في أسعار العقار بشتى أفرعه إلى مستويات مؤثرة، إلا أن محللين عقاريين أكدوا أنها بداية حقيقية لانخفاض وشيك سيشهده القطاع العقاري السعودي بشتى أنشطته ليصل إلى نسب ومستويات أكبر، وذلك بسبب القرارات الحكومية الخاصة المؤثرة على ملف العقار في محاولة للسيطرة على جنون الأسعار الذي أصاب القطاع ودفعه إلى قيم تفوق الأسعار الحقيقية وفقا لميزان العرض والطلب.
وتصدر قطاع الفلل الجهة الأكثر انخفاضا بنسب تراوحت ما بين 10 و18 في المائة، يليه الأراضي رغم الدعاية المضادة من قبل بعض المستثمرين الذين يحاولون باستمرار إظهار أن السوق تؤدي أداء جيدا ولا خوف من انخفاض في قيمتها، الانخفاض ذاته أصاب معظم الأسواق العقارية الموازية، لكن بمستويات طفيفة لم تتجاوز 7 في المائة، لصالح المشروعات الحكومية المنتظرة التي تسببت في هذا الضغط الكبير على الأسعار بالتساوي مع القرارات المؤثرة وأهمها وجوب توافر دفعة أولى للشراء بالآجل، وهو القرار الأكثر تأثيرا، يأتي بعده قرار رسوم الأراضي البيضاء الذي بدأ يؤتي ثماره على نطاق واسع بحسب المؤشرات العقارية التي تكشف الأداء الحقيقي للقطاع العقاري.
وقال محمد السعيدان الذي يمتلك الكثير من الاستثمارات العقارية «إن هناك انخفاضا كبيرا واستجابة للضغوطات التي يعيشها القطاع العقاري المحلي، حيث تشهد السوق نزولا ملحوظا في الأسعار إلى مستويات معقولة ومغرية، خصوصا من جانب بعض المستثمرين الصغار الذين أصابهم الهلع من نتائج السوق، وخاصة الميزانية الكبرى التي رصدت لوزارة الإسكان وعزمها تنفيذ الكثير من المشروعات بمعية المطورين العقاريين، مما اعتقدوا أنه سيكون المسمار الأخير في نعش تجارتهم التي أصبحت في مهب الريح وفق التوقف الكبير في عمليات البيع والشراء، وتأثير القرارات الحكومية الأخيرة لصالح انخفاض الطلب».
وأضاف «لذا ترى شريحة كبيرة من هؤلاء المستثمرين أن بقاءهم في السوق في هذا التوقيت بالذات خطر عليهم، تخوفا من انخفاضات قياسية قد تطغى على القطاع وهو ما يستبعده إلى حد كبير»، لافتا إلى أن ما يقوم به هؤلاء المستثمرون تهور كبير في حق السوق العقارية الذي بدأ بالتقهقر في الأسعار منذ الأشهر الأخيرة.
ولم ينفِ السعيدان أن المنطق يتحدث بأن الوضع لا يمكن أن يبقى على ما هو عليه، لأن الأسعار تفوق قدرات معظم الراغبين في الشراء بمراحل كبيرة، مضيفا أن انتعاش السوق مربوط بمزيد من الانخفاض، الذي سيمكن الجميع من التملك، مما سيعكس ازدهارا في الحركة العقارية، سيستفيد منه الجميع، إلا أن الخاسر الوحيد هو من اشترى الأرض بسعر مرتفع وبتكاليف بناء مرتفعة، مما سيجعل الأمر مرحلة اعتيادية الخاسر فيها جهة واحدة، وسيكسب منها الجميع من دون استثناء.
وأوضح أن لانخفاض الأسعار شروطا كاملة الأركان، وهو ما يتحقق - حاليا - من توفير البديل الرخيص وهو الحكومي، وضغط على القطاع التجاري عبر فرض الرسوم على المعروض.
هذا وسجلت قيمة صفقات السوق العقارية تراجعها للأسبوع الثاني على التوالي بنسبة 33.9 في المائة، لتنخفض إلى 7.2 مليار ريال (4.7 مليار ريال للقطاع السكني، 2.4 مليار ريال للقطاع التجاري)، مقارنة بأكثر من 10.8 مليار ريال (4.4 مليار ريال للقطاع السكني، و6.4 مليار ريال للقطاع التجاري) للأسبوع الأسبق.
كما سجلت للأسبوع الثاني على التوالي تراجعا أسبوعيا في عدد العقارات السكنية المبيعة خلال الأسبوع بنسبة 7.5 في المائة، انخفضت خلاله إلى 4801 عقار مبيع، مقارنة بنحو 5188 عقارا مبيعا للأسبوع الأسبق، شمل الانخفاض جميع أنواع العقارات السكنية باستثناء الأراضي الزراعية.
وفي ذات الاتجاه أكد نواف العقلا الذي يمتلك شركة استشارات عقارية، أن النزول الحاصل في الأسعار ما هو إلا إفرازات للقرارات الحكومية التي طالما كانت ضاغطا كبيرا على الأسعار، خصوصا في ظل انخفاض الطلب إلى مستويات كبيرة ودخول الحكومة كمنافس.
وأضاف: «لا يخلو القطاع من حركة اعتيادية في نشاطه، إلا أنها ليست بالمستوى الذي يجب أن تكون عليه السوق السعودية، نظرا للحاجة الكبيرة في المساكن في ظل العرض المتوقف، الذي لم يجد إلا مشترين قلة، ممن تمكنهم إمكاناتهم المادية من القدرة على تملك منزل العمر»، لافتا إلى أن انهيار السوق أمر مستبعد للغاية، إلا أن الأسعار ستشهد انخفاضا ملحوظا لا محالة.
وحول أكثر الأفرع العقارية انخفاضا أكد العقلا أنه من الصعب جدا تحديد نسب دقيقة، إلا أنه بالمقارنة مع الأسعار خلال الأشهر الستة الماضية فقط، نجد أن قطاع الفلل وهو الأكثر تأثرا شهد انخفاضا ملحوظا يراوح بين 10 و18 في المائة، وهي نسب انخفاض كبيرة قابلة للزيادة في المستقبل القريب، يليها قطاع الأراضي، خصوصا أراضي المخططات التي يلاحظ انخفاض الطلب عليها إلى مستويات قياسية لكنها ليست منخفضة إلى مستوى يتلاءم مع الأسعار، إذ إنها لم تلامس 7 في المائة بعد، وهي تشهد ضغطا هائلا من قبل كبار المستثمرين الذين يجاهدون بكل قوة لبقاء الأسعار مرتفعة إلى أقصى مدى لتصريف ما يمتلكون عبر تدوير العقار الذي من المحتمل أن يكون على نطاق أوسع خلال الفترة المقبلة.
وبالنظر إلى تحركات متوسطات أسعار العقارات السكنية خلال الأسبوع المنصرم يلاحظ أن تنفيذ الصفقات تركز على العقارات الأقل سعريا، وهو ما أظهرته بصورة واضحة العقارات المشتراة للاستخدام النهائي، وتحديدا في العمائر والفلل السكنية، اللتين سجلتا متوسطات أسعار بلغت 1.1 مليون ريال بالنسبة للعمارة السكنية الواحدة، مقارنة بمتوسط 2.1 مليون ريال للعمارة السكنية الواحدة للأسبوع الأسبق (17 عمارة سكنية جرى بيعها خلال الأسبوع، مقارنة بـ20 عمارة سكنية خلال الأسبوع الأسبق)، ونحو 1.17 مليون ريال للفيلا السكنية الواحدة، مقارنة بمتوسط 1.3 مليون ريال للفيلا السكنية الواحدة للأسبوع الأسبق (31 فيلا سكنية جرى بيعها خلال الأسبوع، مقارنة بـ37 فيلا سكنية خلال الأسبوع الأسبق).
وبالنسبة للشقق السكنية التي تشهد نشاط بيع أعلى مقارنة ببقية أنواع العقارات، فلم يسجل متوسط أسعارها خلال الأسبوع نموا أعلى من 1.1 في المائة، إلا أنه انعكس بالانخفاض على عدد الشقق السكنية المبيعة خلال الأسبوع، حيث انخفضت إلى 343 شقة سكنية مبيعة خلال الأسبوع، مقارنة بـ484 شقة سكنية للأسبوع الأسبق، مسجلة نسبة انخفاض أسبوعية بلغت 29.1 في المائة.
من جانبه، كشف علي التميمي المستشار والخبير الاقتصادي، أن قطاع الفلل والمساكن خصوصا الجديدة بدأ يعيش تذبذبا في تحديد الأسعار وتباينا كبيرا بينها، يمكن لأي شخص غير متخصص أن يرصده، خصوصا في المناطق الواقعة على حدود الرياض من جهتيها الشرقية والشمالية، لافتا إلى أن هناك تخوفا يسود بعض المستثمرين في القطاع بأن هناك انخفاضا حقيقيا سيحدث مفاجأة كبيرة وسيهبط اضطراريا بالأسعار، وما الانخفاض الحالي إلا مؤشرات أولية لذلك وهو سيناريو يرونه كارثيا، وأن التنازل عن بعض المكسب خير من فقد مكاسب أكبر قد يفرضها الواقع في القريب العاجل، وهو ما دفع بالأسعار إلى هذا الانخفاض الحاصل حاليا.
وحول إمكانية حدوث انهيار في الأسعار قد يشهده القطاع العقاري المحلي، أشار التميمي إلى أن شتى أذرع العقار دخلت مرحلة التخبط في وضع الأسعار، في ظل واقع يفرض قيمة مرتفعة، وحلم يصعب تحقيقه وهو انخفاض الأسعار، موضحا أن بعض القطاعات العقارية بدأت تستبق الأحداث وتخفض بعض الأسعار المحددة، في ظل الضغط الحكومي وتوقف العمليات الشرائية في ظل ارتباط معظم المطورين العقاريين بعقود آجلة مع المقاولين يجب سدادها، كما أن التوجس من تحقيق وزارة الإسكان رؤيتها ودخولها كبديل قوي يوفر خيارات متنوعة تتميز بأسعار معقولة، أمر خطير بالنسبة إليهم ومن شأنه أن يغلق الطريق تماما على المشروعات العقارية التجارية في المستقبل القريب.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»