المنتدى الاقتصادي العالمي: دعوة إلى شراكات في مجالات الطاقة المتجددة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي

متخصصون يؤكدون أهمية المضي في مشروعات البنية التحتية وعدم انتظار الاستقرار الكلي في المنطقة

جانب من نقاش الملتقي الأقتصادي (رويترز)
جانب من نقاش الملتقي الأقتصادي (رويترز)
TT

المنتدى الاقتصادي العالمي: دعوة إلى شراكات في مجالات الطاقة المتجددة للوصول إلى الاكتفاء الذاتي

جانب من نقاش الملتقي الأقتصادي (رويترز)
جانب من نقاش الملتقي الأقتصادي (رويترز)

أكد متخصصون اقتصاديون أهمية المضي قدما في مشروعات البنية التحتية الاستراتيجية وعدم الانتظار حتى يتحقق الاستقرار الكلي على مستوى المنطقة للعمل في هذه المشروعات، لأهميتها من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وقال رئيس سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة هاني الملقي نتطلع في الأردن إلى شراكات بنية تحتية استراتيجية في مجالات الغاز والنفط وشبكات الكهرباء والطاقة المتجددة على مستوى الإقليم للوصول إلى مرحلة الاعتماد على الذات وتقليل المخاطر الإجمالية.
وأكد الملقي في جلسة «بنية تحتية لأجل التنمية» على هامش فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي أمس السبت أن المشكلة التي تواجه مشروعات البنية التحتية تردد القطاع الخاص في الانخراط في مثل هذه المشروعات بسبب المخاوف وعدم اليقين، وإلقاء المسؤولية على القطاع العام، الذي يعد المستثمر الرئيسي في هذه المشروعات على مستوى المنطقة.
وشدد الملقي على الحاجة إلى عمل مؤسسي يستهدف مشروعات البنية التحتية من تمويل وتأمين واعتماد أسس الشراكة في تمويل هذه المشروعات، والتوجه إلى المؤسسات الدولية لتمويلها لضمان حاكمية وإدارة وتمويل للمشروعات.
ولفت إلى تجربة العقبة الاقتصادية الخاصة في تأسيس شركة تدوير العقبة لتكون الذراع التي تتعامل مع القطاع الخاص، سواء المحلي والدولي، مشيرا إلى مشروعات سيتم تنفيذها في العقبة على أساس الشراكة أبرزها محطة لتوليد الطاقة المتجددة بقدرة 10 ميغاواط وسكة حديد.
وفي رد على سؤال قال الملقي إن إزالة الدعم عن السلع مهم ويزيل التشوهات كون دعم السلعة يستفيد منه الغني ويزيد الفقير فقرا، مشددا على أهمية أن يكون الدعم موجها لزيادة الإنتاجية.
من جانبه قال رئيس مبادرة البنية التحتية الاستراتيجية العالمية ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي جوردون براون إن هناك استثمارات في البنية التحتية لكنها محدودة، رغم وجود مبادرات عالمية تدعمها، مشددا على أهمية مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص، خصوصا في مجالات الطاقة والنقل، لتطوير هذه المشروعات وضمان بيئة منتجة وعادلة.
وأكد أهمية تطوير القدرة المؤسسية للحكومات لتعزيز فكرة الشراكة بين القطاعين العام والخاص ودعم مشروعات البنية التحتية، منوها بضرورة الاستفادة من مصادر التمويل عبر المبادرات التي توفرها مؤسسات دولية مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية والبنك الدولي واستخدام الضمانات السيادية بعيدا عن الأجندات السياسية.
بدوره، أكد الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال في الإمارات العربية المتحدة مجيد جعفر أهمية البعد الإقليمي لمشروعات البنية التحتية لتحقيق إنجازات على المستوى الكلي وتخفيف أثر البطالة، منوها بضرورة إعادة النظر في الأنظمة الاقتصادية التي جاءت من خلفيات شمولية، خصوصا ما يتعلق بسياسات دعم الطاقة.
وأشاد بالدور الريادي للأردن في مجالات الشراكة بين القطاعين العام والخاص وضرورة تعميم هذه التجربة عبر المنطقة العربية، لا سيما أن الاهتمام بمشروعات الشراكة في المنطقة العربية في أدنى مستوياته.
وشدد على أهمية نقل الخبرات الفنية في ما يتعلق بالشراكة ومشروعات البنية التحتية، والمزج بين الخبرات المحلية والدولية في هذا الجانب.
ودعا إلى تأسيس صندوق عربي لتمويل مشروعات البنية التحتية والشراكة بين القطاعين العام والخاص، على غرار المنظمات الدولية مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بعيدا عن الأجندات السياسية التي يفرضها بعض الممولين عند تقديمهم تمويلات للدول.
من جانبه، أكد مؤسس شركة «ميريديم للبنية التحتية» ثيري ديو، أهمية مشروعات البنية التحتية في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية رغم تواضع التمويلات لهذه المشروعات.
وأشار إلى دور هذه المشروعات في خلق الوظائف وتطوير الخدمات بشكل عام، لافتا إلى تجربة إنشاء وحدة للشراكة بين القطاعين العام والخاص في جنوب أفريقيا وتنفيذها لاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة بتمويل بسيط، داعيا إلى توجيه رؤوس الأموال المتوفرة نحو مشروعات محددة.
وقال نائب رئيس «جنرال إلكتريك - هونغ كونغ» جون رايس إن هناك حاجة ماسة إلى تحديد الأولويات المتصلة في مشروعات البنية التحتية، التي تتمحور ضمن خطط متوسطة إلى طويلة المدى، ضمن أهداف واضحة ومحددة.
وردا على سؤال حول مشروعات البنية التحتية في العراق، أكد أهمية العمل على إزالة التعقيدات التي تواجه المستثمرين المهتمين بالسوق العراقية من طرف الحكومة، وتخفيف الإجراءات البيروقراطية.
ولفتوا إلى أهمية تعميق الشراكة بين القطاعين العام والخاص في تنفيذ مشروعات البنية التحتية وعدم الاعتماد على الحكومات في هذا الجانب، منوهين بالتجربة الأردنية في تعزيز الشراكة بين القطاعين وتأطيرها في قانون.
ودعوا إلى زيادة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية على مستوى الدول العربية، حيث لا تتجاوز ما تنفقه الدول العربية 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وسط غياب المعلومات الإحصائية التي ترصد إنفاق الدول على هذه المشروعات، منوهين بأن الدول التي حققت نموا إيجابيا وصل إجمالي إنفاقها إلى 15 في المائة من الناتج الإجمالي لديها مثل الصين.



مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).