مقابلات

روني مارا، تود هاينز، مايكل كين
روني مارا، تود هاينز، مايكل كين
TT

مقابلات

روني مارا، تود هاينز، مايكل كين
روني مارا، تود هاينز، مايكل كين

** روني مارا: «كارول» أهم دراما مثلتها إلى اليوم
* ما الذي جذبك إلى مشروع فيلم «كارول»؟
- عدّة أشياء. منذ أن بدأت العمل ممثلة وأنا أحرص على أن أجد الأدوار الدرامية التي تتعامل مع مواضيع إنسانية. لم أحظ بالكثير منها في الآونة الأخيرة، لذلك عندما أبلغني المخرج تود هاينز أنه سيبعث لي بهذا السيناريو سعدت كثيرًا للمناسبة. في رأيي أن هذا الفيلم هو أهم دراما مثلتها إلى اليوم.
* هل ذكر لك مسبقًا ما سيكون عليه الدور؟
- لا، لكنه قال لي إنه دور خاص. لم أدرِ ما الذي قصده بذلك حتى قرأت السيناريو وأعجبني كثيرًا. أعجبني أنه يدور في الخمسينات، وهي فترة لم أعشها لكني شاهدت أفلاما هوليوودية كثيرة دارت حولها، ووجدت الفيلم مناسبة لكي أدخل تلك الفترة التي كانت فيها أميركا ما زالت محافظة.
* الدور بطبيعة الحال ينص على علاقة عاطفية بينك وبين كايت بلانشت ولو مستترة معظم الوقت. هل أثار الموضوع اهتمامك من هذه الناحية؟
- طبعًا. ليس هناك الكثير من الأفلام التي تقدّم هذا الوضع. ليس في أميركا على الأقل. الموضوع كان دافعًا آخر لكي أقبل بطولة الفيلم بنصّه وحسب رؤية المخرج له.
* عمومًا في أعمالك، هل تفصلين نفسك عن الشخصية عندما لا تقفين أمام الكاميرا أم أنك تعيشين الشخصية حتى نهاية التصوير؟
- أستطيع أن أدخل وأخرج من الشخصية التي أقوم بها في أي فيلم بسهولة. بالطبع أنت كممثل بحاجة إلى أن ترتاح منها. لا تستطيع أن تحملها معك حال انتهاء عملك كل يوم. ما أحافظ عليه هو الاستعداد لليوم التالي. أعيد قراءته وأحاول الإجابة عن أسئلة حول كيف من الأفضل لي أن أمثل المشهد المقبل.
* ماذا عن تود هاينز؟ كيف يعامل الممثل؟ هل يعطيه الكثير من الإرشادات؟
- كنا جميعًا، كممثلين، نلتقي قبل التصوير صباح كل يوم ونستمع له. هو مخرج ذكي ويعرف ما يريد، لكنه لن يتدخل في توجيه الممثل إلا في الحالات الضرورية.

** تود هاينز: أنا مخرج أحب أن أنتقي ما أضع عليه اسمي
* قرأت أن مشروع فيلم «كارول» كُتب منذ سنوات كثيرة قبل أن يصل إليك. متى علمت به؟
- سمعت بالمشروع بالصدفة البحتة. لم يكن لدي أي علم به أو بتاريخه. عرفت من المنتجة كريستين فاشون التي علمت به من صديقة لها. أول ما سمعت به تحمّست وفكّرت أن هذا الفيلم يجب أن يتقدّم مشاريعي الأخرى.
* لكنك أمضيت بضع سنوات من دون فيلم من إخراجك. ما سبب الابتعاد أساسًا؟
- آخر فيلم أخرجته كان «أنا لست هنا» قبل ثماني سنوات…
* مع كايت بلانشيت في البطولة أيضًا…
- صحيح. أنا مخرج أحب أن أنتقي ما أضع عليه اسمي. كأي مخرج آخر أجد نفسي أمام الكثير من المشاريع، لكن معظمها لا يستهويني. ليس فيه الشيء الخاص الذي من أجله أنا مخرج. هل تعلم ما أقصد؟ السينما عندي علاقة محددة بين مخرج يختار ما يناسبه وأفلام عليها أن تعكس اهتماماته. طبعًا هناك مخرجون كثيرون يعملون بحسابات مختلفة. هذا شأنهم. لن أتحدث عنهم.
* هل اخترت كايت بلانشيت للبطولة هنا لأنها مثلت معك في الفيلم السابق ولأنك معجب بتمثيلها؟
- هي سبقتني إلى المشروع. عندما بلغني أمر هذا الفيلم علمت أيضا أن بلانشيت مرتبطة به وتريد تحقيقه.
* هو أيضا فيلم مأخوذ عن رواية لباتريشا هايسميث التي لمّحت في أكثر من عمل لها بعلاقات مثلية. ما التغييرات التي أجريتها على الرواية الأصلية؟
- أبقينا على الحكاية كما ترد، وحذفت بعض الفصول التي تحسن هايسميث كتابتها، لكنها لم تكتب للسينما بل للأدب، ما يجعل المخرج أكثر تحررًا في اختياره. لكن لكي أجيبك عن هذا السؤال على نحو أفضل، عليك أن تقرأ الرواية وتقارنها بالفيلم بنفسك.
* طبعًا.
- ما وجدته مثيرًا في هذه الناحية أن هايسميث كتبت وعرفت برواياتها الجنائية، لكن روايتها هذه، التي حملت عنوان «سعر الملح» كانت الوحيدة لها التي دارت بعيدًا عن الجريمة. وهي حافلة بالمشاعر. هي رواية عن الحب وليست عن العلاقة المثلية. هذا مهم حتى حين النظر إلى الفيلم.
* أنت معجب كبير بأفلام دوغلاس سيرك، كما سبق لك القول. لماذا؟
- لأنه مخرج يستحق الإعجاب. تستطيع أن ترى أفلامه الاجتماعية على أكثر من نحو. تحفل بالبحث عن معايير في الحياة الاجتماعية وفي الشخصيات في فترة كانت حرجة؛ لأن الحرب العالمية انتهت والحرب الباردة بدأت، وأميركا - آيزنهاور كانت في موقف دفاع ضد ما اعتقدته خطر انتشار الشيوعية. سيرك بحث في المكوّنات في تلك الفترة وأمل أن أكون أنا أيضا باحثا جيّدا مثله.

** مايكل كين: أمضيت عقودًا كثيرة ممثلاً ولا أرى نفسي متقاعدًا
* آخر مرة تجالسنا فيها كانت في يوليو (تموز) سنة 2012 بمناسبة فيلم «صعود الفارس الداكن» الذي كان ثالث مرّة تؤدي فيها دور المشرف على أعمال «باتمان»… ما الذي حدث منذ ذلك الحين؟
- آمل أن لا تكون بصدد التفاصيل (يضحك).
* ليس لدينا الوقت الكافي لذلك… ما قصدته هو الإشارة إلى أعمالك الأخرى منذ ذلك الفيلم وحتى فيلمك الحالي «شباب».
- لكن هذا هو حديث يطول أيضًا. أنا محظوظ أنني ما زلت أستلم عروض التمثيل والكثير منها في الواقع. لا بد شاهدت «حب أخير» و«بين النجوم» و«كينغزمان». كلها تقع بين هذين الفيلمين اللذين ذكرتهما.
* لم أشاهد «حب أخير» لكني شاهدت بالطبع باقي أفلامك الستة الفاصلة. والجميل في كل ذلك أنك ما زلت تستلم أدوارًا كثيرة وفي أفلام مهمّة. هل تعتقد أن هذا له علاقة بنضجك ممثلا أو هو فعل تلقائي من قِبل المخرجين لأنهم يحبون العمل معك؟
- ربما من كل هذه الأسباب. أمضيت عقودًا في التمثيل ولا أرى نفسي متقاعدًا. ليس بعد. لكن ما أحاول التأكد منه هو أنني سأسلّم المخرج والفيلم والجمهور ما يبقيني عند حسن ظنونهم. لا بد أن يكون في اختياري التبرير الكامل للسؤال الذي قد يطرحه البعض: لماذا أنا ما زلت في هذا «البزنس». هذا يعني شروطًا خاصة بي تجعلني أقبل أو لا أقبل ما يعرض علي من أعمال.
* «شباب»، من ناحية أخرى، يبدو قمّة ما يبحث عنه ممثل من جيلك (82 سنة).
- صحيح تمامًا. هذا فيلم له قضية محسوسة وخاصة تتعامل مع شخصيتين؛ واحد موسيقي أقوم به وآخر لمخرج وهو الدور الذي يقوم به زميلي هارفي (كايتل). حين جلست وباولو (سورنتينو، المخرج) وتباحثت معه في الدور، أعجبني وضوح رؤيته. خرجت من اجتماعي الأول معه والصورة واضحة. لماذا هذا الفيلم؟ ما الذي يعنيه له؟ ما الذي قد يعنيه لي؟ هل لاحظت تلك الرؤية الجميلة التي يحيكها حول الفنان في هذا العصر؟
* طبعًا…
- إنها رؤية رائعة وجميلة. هذا ما يجعلني أشعر بسعادة كبيرة أنني كنت جزءًا من هذا العمل.
* ما هي قمم أعمالك في المهنة التي مارستها منذ منتصف الخمسينات عندما بدأت التمثيل؟
- تعود إلى الأسئلة التي تحتاج ليوم من الشرح (يضحك).
* هذا لأن تاريخك مليء بالأعمال الجيدة.
- أشكرك. لقد نلت أوسكارين ووسام فروسية ولا أعتقد أنك تستطيع أن تتجاوز هاتين القمّتين. على الصعيد الشخصي عندي ثلاثة أحفاد وهذا أفضل من كل شيء.
* هناك شيء رائع حيال حقيقة أن الممثل الذي بدأ العمل قبل عقود لا يزال قادرًا على استحواذ أدوار أولى…
- أنت قلتها. شيء رائع بالفعل وفي أفلام ناجحة فنيًا مثل «شباب». لا أدري إذا ما كان سيفوز بالسعفة، ولم أر أفلاما كثيرة هنا، لكني آمل ذلك له.
* ماذا لو فزت أنت بجائزة أفضل ممثل؟
- هذا أيضا شيء رائع يا عزيزي...



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».