عندما فاز ليفربول على ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا عام 1981

هل يعيد التاريخ نفسه ويتفوق «الفريق الأحمر» على «النادي الملكي» في باريس؟

آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
TT

عندما فاز ليفربول على ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا عام 1981

آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)

قبل دقيقة واحدة على نهاية الوقت الأصلي لمباراة الإياب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي على ملعب «سانتياغو برنابيو»، بدا احتمال استعادة ذكريات نهائي كأس أوروبا عام 1981 بعيداً. ومع ذلك، هناك شيء ما في الفريق الحالي لريال مدريد يضرب عرض الحائط بكل ما هو منطقي، فبطريقة ما سجل النادي الملكي هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع لتمتد المباراة إلى الوقت الإضافي قبل الإجهاز على مانشستر سيتي بعد ذلك والتأهل للمباراة النهائية. وكما قال المعلق الرياضي الرائع بيتر دروري، فقد فاز ريال مدريد «بشكل غير محتمل، وبأعجوبة، وبطريقة تتجاوز أحلامه وتوقعاته».
لذلك، سيلتقي ليفربول مع ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا في العاصمة الفرنسية باريس للمرة الثانية. وربما نشاهد مباراة كلاسيكية مثيرة يسجل خلالها المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة ثلاثة أهداف (هاتريك) في الوقت المحتسب بدل الضائع، وهو الأمر الذي سيصيب ليفربول بالذهول التام، تماماً كما حدث مع باقي الأندية التي واجهت «الميرنغي» هذا الموسم! وقد لا تسير الأمور على هذا النحو، لكن المباراة ستكون على الأقل أفضل مما كانت عليه المباراة النهائية لعام 1981، ولم يكن من المستغرب أن تكون المباراة التي جمعت الفريقين يوم الأربعاء الموافق 27 مايو (أيار) عام 1981 مخيبة للآمال، نظراً لأن كل فريق من الفريقين كان قد خاض موسماً طويلاً وشاقاً، وفي تلك الأيام التي لم تكن فيها فكرة «تدوير اللاعبين» رائجة مثل اليوم، كان العديد من اللاعبين يعانون من إرهاق شديد أو من الإصابات. وكان طريق ليفربول إلى النهائي هادئاً حتى الدور نصف النهائي، حيث فاز «الريدز»، بقيادة بوب بيزلي، على نادي أولو الفنلندي بنتيجة 11 مقابل هدفين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة في الجولة الأولى، قبل أن يتغلب على أبردين بخماسية نظيفة في الدور الثاني، وسسكا صوفيا بستة أهداف مقابل هدف وحيد في الدور ربع النهائي، ليصطدم ببايرن ميونيخ في الدور نصف النهائي، لكنه تأهل بفضل قاعدة احتساب الهدف خارج الديار بهدفين، حيث تعادل الفريقان في إنجلترا سلبياً، ثم انتهت مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لكل فريق.

غرايام سونيس وفيل نيل يطاردان كننغهام لاعب الريال (الغارديان)

كان فريق ليفربول جيداً للغاية في تلك الفترة، لكنه فقد جهود العديد من اللاعبين المميزين بسبب الإصابة. ورغم فوز ليفربول ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، إلا أنه أنهى ذلك الموسم في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، وهو ما كان أقل بكثير من المستويات المعتادة للريدز آنذاك. وكما اتضح بعد ذلك، كان الفوز ببطولة كأس أوروبا عام 1981 هو الإنجاز الأخير لذلك الجيل من اللاعبين تحت قيادة بيزلي، حيث رحل راي كليمنس وجيمي كيس عن النادي في الصيف، ليلعب بدلاً منهما بروس غروبيلار ومارك لورنسون. كان إيان راش قد جاء بالفعل إلى النادي، وبدأ روني ويلان يلعب بشكل منتظم في الفريق؛ ومع انضمام كريغ جونستون من ميدلسبره في ذلك الصيف، كان من الطبيعي أن يتم استبدال راي كينيدي وتيري ماكديرموت وديفيد جونسون. وفي المقابل، كان ريال مدريد بعيداً كل البعد عن الفريق القديم الذي فاز بالمسابقات الخمسة الأولى من كأس أوروبا. وكان النادي الملكي يبحث عن فوزه بأول لقب للمسابقة منذ عام 1966، وتمكن المدير الفني فوجادين بوسكوف، من بناء فريق قوي للغاية يضم عدداً من اللاعبين أصحاب المهارات والإمكانات الهائلة.
وكان يبدو أن التهديد الرئيسي لليفربول يتمثل في اللاعب الإسباني العبقري خوانيتو، الذي كان قد قدم مستويات ساحرة خلال المباراة التي فازت فيها إسبانيا على إنجلترا بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب «ويمبلي» قبل شهرين. وكان المهاجم والقائد سانتيلانا يمثل خطراً محتملاً آخر، في حين كان اللاعب الألماني أولي شتيليكه يرغب في الانتقام من ليفربول بعد خسارة المباراة النهائية عام 1977، وكان أحد اللاعبين المعروفين للغاية في إنجلترا هو الجناح لوري كننغهام، الذي كان قد سبق له وأن فاز بلقب الدوري الإسباني في أول موسم له مع ريال مدريد بعد انتقاله إلى النادي الإسباني قادماً من وست بروميتش ألبيون، لكنه أصيب بكسر في إصبع قدمه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1980 ولم يلعب أي مباراة كاملة قبل أن يشارك في التشكيلة الأساسية للريال أمام ليفربول.
كان ريال مدريد قد خسر لقب الدوري الإسباني الممتاز لصالح ريال سوسيداد، لذلك كان يدرك جيداً - تماماً مثل ليفربول - أنه يتعين عليه الفوز بالمباراة النهائية لكي يتأهل لكأس أوروبا في الموسم التالي، حيث لم تكن الأندية الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري المحلي تتأهل بشكل مباشر إلى بطولة كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حالياً)، كما هو متبع الآن. ومع ذلك، كان هناك موضوع واحد مشترك يتحدث عنه الجميع آنذاك، وهو أن مشجعي الناديين كانوا غاضبين للغاية بعد تخصيص 12 ألف تذكرة لجمهور كل نادٍ من الناديين، على الرغم من أن الملعب يتسع لـ48 ألف متفرج. لقد حاول العديد من المشجعين الذين لا يملكون تذاكر الدخول إلى الاستاد، لكنهم أجبروا على العودة من قبل 1000 من رجال الشرطة الفرنسية التي تحمل هراوات. يشاع أن التذاكر التي كان سعرها الأصلي يصل إلى ثلاثة جنيهات إسترلينية كانت تباع مقابل 60 جنيهاً إسترلينياً. ورغم قوة وتاريخ طرفي المباراة النهائية، لم يتم وصف المباراة بأنها كلاسيكية. وكتب ديفيد لاسي في عرضه للمباراة في صحيفة «الغارديان»، «أولئك الذين يتطلعون لرؤية مباراة مفتوحة هذا المساء قد يصابون بخيبة أمل. لذا، مرة أخرى، من المرجح أن تكون المباراة النهائية أشبه بمباريات الشطرنج».
بدأت المباراة في الساعة 7.15 مساءً بتوقيت المملكة المتحدة، وبدأت قناة «بي بي سي» تغطيتها الحية للمباراة قبل انطلاقها بـ15 دقيقة فقط. وكما كان يخشى الكثيرون، لم تكن المباراة ممتعة أو مثيرة. عاد كيني دالغليش للمشاركة في المباريات للمرة الأولى منذ إصابته بالكاحل في مباراة بايرن ميونيخ، ودخل ليفربول المباراة النهائية ولديه بعض الشكوك حول جاهزية فيل طومسون وآلان كينيدي وسامي لي. وبين شوطي المباراة، احتاج غرايم سونيس إلى الحصول على علاج بعد إصابته في الركبة.
وخلال الاستعدادات للمباراة النهائية، وصف بوسكوف، ليفربول، بأنه «فريق من المحاربين القدامى»، وهو الوصف الذي أزعج بيزلي. ومع ذلك، كانت الخبرات الكبيرة للاعبي ليفربول ذات قيمة كبيرة للغاية في تلك المواجهة، حيث أدرك آلان كينيدي ودالغليش وسونيس أن الحارس البديل أغوستين، الذي شارك بدلاً من ماريانو غارسيا ريمون المصاب، لم يكن بالكفاءة نفسها، وبالتالي سددوا عليه الكثير من الكرات لاستغلال نقاط ضعفه.

كينيدي صاحب هدف فوز ليفربول (غيتي)

وبعد نهاية الشوط الأول الصعب، سنحت فرصة خطيرة للغاية لريال مدريد في بداية الشوط الثاني. لقد شعر لاعبو ليفربول أن كننغهام كان في موقف تسلل، لكن الحكم المجري كارولي بالوتاي أشار إلى استمرار اللعب، وهو ما سمح للمدافع خوسيه أنطونيو بالتقدم للأمام. خرج كليمنس من منطقة جزائه واكتفى بمشاهدة كاماتشو وهو يلعب الكرة من فوقه، لتخرج من فوق العارضة بمسافة قليلة. وبينما كانت المباراة تتجه نحو الوقت الإضافي، ظهر بطل غير متوقع تماماً. كان الظهير الأيسر ألان كينيدي قد تعرض لكسر في المعصم خلال مواجهة بايرن ميونيخ في مباراة الذهاب على ملعب «آنفيلد» ولم يلعب إلا مباراة واحدة قبل المباراة النهائية. لكنه كان يمتلك موهبة خاصة في تسجيل الأهداف في المناسبات الكبيرة. كان كينيدي قد سجل بالفعل في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ضد وستهام في وقت سابق من الموسم، كما فعل ذلك مرة أخرى في المباراة النهائية للبطولة نفسها في نهائي عام 1983 ضد مانشستر يونايتد. كما سجل ركلة الترجيح الحاسمة في المباراة النهائية لكأس أوروبا ضد روما عام 1984.
وقبل نهاية المباراة النهائية في باريس بـ10 دقائق، استقبل كينيدي الكرة من رمية تماس وتجاوز غارسيا كورتيس، وسدد الكرة في الشباك، وركض يحتفل خلف المرمى مع أنصار ليفربول. وقال كينيدي في وقت لاحق: «للحظة مروعة ظننت أنني سددت الكرة بشكل خاطئ، لكن عندما نظرت إلى الأعلى، رأيت الكرة تدخل مثل الصاروخ. كل ما فعلته بعد ذلك هو أنني ركضت بسرعة، ولا يمكنني أن أصف ما شعرت به آنذاك. لم أكن أريد التوقف عن الجري». وقاد اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً ليفربول للفوز بكأس أوروبا الثالثة لليفربول.
وقال كينيدي: «قبل بضع سنوات، كنت أعتقد أنني سأقضي بقية مسيرتي الكروية مع نيوكاسل، وربما كان من الممكن أن أستمر هناك لو ظل الفريق في دوري الدرجة الأولى (الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً)». وقال طومسون بعد الفوز بالكأس، «لقد انضممنا إلى العظماء وتغلبنا على اثنين منهم - بايرن ميونيخ وريال مدريد – لنحقق هذا الإنجاز».
وقال بيزلي، الذي أصبح أول مدير فني يفوز بكأس أوروبا ثلاث مرات، «ربما لم تكن المباراة كلاسيكية، لكننا أظهرنا شخصية قوية للغاية». وقد يتفوق كارلو أنشيلوتي على هذا الإنجاز إذا قاد ريال مدريد للفوز على ليفربول اليوم.
واصطف نصف مليون شخص على طريق طولها 17 ميلاً في ليفربول لمشاهدة لاعبي الفريق وهم يستقلون حافلة مكشوفة احتفالاً بهذا الإنجاز التاريخي. وكان فوز ليفربول في باريس هو خامس انتصار إنجليزي على التوالي في كأس أوروبا، كما كانت هذه هي رابع مرة على التوالي تنتهي فيها المباراة النهائية لكأس أوروبا بهدف دون رد.
كان يتعين على ريال مدريد الانتظار حتى عام 1998 للفوز بلقب البطولة مرة أخرى، لكنه عوض ذلك كثيراً من ذلك الحين، وكان فوزه باللقب على حساب ليفربول عام 2018 هو الفوز الثالث عشر للنادي الملكي بهذه المسابقة. فهل سيكون الجزء الثالث من هذه الثلاثية مثل ما حدث في عام 1981 أو ما حدث في عام 2018؟ سنتعرف على ذلك في باريس!


مقالات ذات صلة

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

رياضة عالمية أرنه سلوت (أ.ب)

حارس ليفربول القديم يتألق رغم المستقبل المجهول

استهل الهولندي أرنه سلوت مهامه مدرباً لليفربول الإنجليزي بطريقة شبه مثالية حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.

«الشرق الأوسط» (ليفربول)
رياضة عالمية ميكل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه بحاجة لمزيد من القوة والفاعلية ليحقق الفوز على مضيفه سبورتنغ لشبونة، ويضع حداً لمسيرته السلبية خارج أرضه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل فينيسيوس 4 أهداف في المسابقة القارية العريقة (أ.ف.ب)

في غياب فينيسيوس... المسؤولية مضاعفة على مبابي أمام ليفربول

مع إصابة البرازيلي فينيسيوس جونيور وعدم تمكنه من المشاركة في مواجهة ليفربول الإنجليزي، الأربعاء، في الجولة الخامسة، سيصبح مبابي السلاح الهجومي الرئيسي للفريق.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
رياضة عالمية براين بريسكي (د.ب.أ)

مدرب فينورد يحذر من جراح مانشستر سيتي

يخشى براين بريسكي، مدرب فريق فينورد روتردام الهولندي، رد فعل مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي (الجريح)، الذي يعدّه الفريق الأفضل في العالم حالياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.