عندما فاز ليفربول على ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا عام 1981

هل يعيد التاريخ نفسه ويتفوق «الفريق الأحمر» على «النادي الملكي» في باريس؟

آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
TT

عندما فاز ليفربول على ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا عام 1981

آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)
آلان هانسن وكيني دالغليش وغرايام سونيس وكأس أوروبا عام 1981 (غيتي)

قبل دقيقة واحدة على نهاية الوقت الأصلي لمباراة الإياب لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين ريال مدريد ومانشستر سيتي على ملعب «سانتياغو برنابيو»، بدا احتمال استعادة ذكريات نهائي كأس أوروبا عام 1981 بعيداً. ومع ذلك، هناك شيء ما في الفريق الحالي لريال مدريد يضرب عرض الحائط بكل ما هو منطقي، فبطريقة ما سجل النادي الملكي هدفين في الوقت المحتسب بدل الضائع لتمتد المباراة إلى الوقت الإضافي قبل الإجهاز على مانشستر سيتي بعد ذلك والتأهل للمباراة النهائية. وكما قال المعلق الرياضي الرائع بيتر دروري، فقد فاز ريال مدريد «بشكل غير محتمل، وبأعجوبة، وبطريقة تتجاوز أحلامه وتوقعاته».
لذلك، سيلتقي ليفربول مع ريال مدريد في نهائي كأس أوروبا في العاصمة الفرنسية باريس للمرة الثانية. وربما نشاهد مباراة كلاسيكية مثيرة يسجل خلالها المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة ثلاثة أهداف (هاتريك) في الوقت المحتسب بدل الضائع، وهو الأمر الذي سيصيب ليفربول بالذهول التام، تماماً كما حدث مع باقي الأندية التي واجهت «الميرنغي» هذا الموسم! وقد لا تسير الأمور على هذا النحو، لكن المباراة ستكون على الأقل أفضل مما كانت عليه المباراة النهائية لعام 1981، ولم يكن من المستغرب أن تكون المباراة التي جمعت الفريقين يوم الأربعاء الموافق 27 مايو (أيار) عام 1981 مخيبة للآمال، نظراً لأن كل فريق من الفريقين كان قد خاض موسماً طويلاً وشاقاً، وفي تلك الأيام التي لم تكن فيها فكرة «تدوير اللاعبين» رائجة مثل اليوم، كان العديد من اللاعبين يعانون من إرهاق شديد أو من الإصابات. وكان طريق ليفربول إلى النهائي هادئاً حتى الدور نصف النهائي، حيث فاز «الريدز»، بقيادة بوب بيزلي، على نادي أولو الفنلندي بنتيجة 11 مقابل هدفين في مجموع مباراتي الذهاب والعودة في الجولة الأولى، قبل أن يتغلب على أبردين بخماسية نظيفة في الدور الثاني، وسسكا صوفيا بستة أهداف مقابل هدف وحيد في الدور ربع النهائي، ليصطدم ببايرن ميونيخ في الدور نصف النهائي، لكنه تأهل بفضل قاعدة احتساب الهدف خارج الديار بهدفين، حيث تعادل الفريقان في إنجلترا سلبياً، ثم انتهت مباراة الذهاب بالتعادل بهدف لكل فريق.

غرايام سونيس وفيل نيل يطاردان كننغهام لاعب الريال (الغارديان)

كان فريق ليفربول جيداً للغاية في تلك الفترة، لكنه فقد جهود العديد من اللاعبين المميزين بسبب الإصابة. ورغم فوز ليفربول ببطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، إلا أنه أنهى ذلك الموسم في المركز الخامس في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي، وهو ما كان أقل بكثير من المستويات المعتادة للريدز آنذاك. وكما اتضح بعد ذلك، كان الفوز ببطولة كأس أوروبا عام 1981 هو الإنجاز الأخير لذلك الجيل من اللاعبين تحت قيادة بيزلي، حيث رحل راي كليمنس وجيمي كيس عن النادي في الصيف، ليلعب بدلاً منهما بروس غروبيلار ومارك لورنسون. كان إيان راش قد جاء بالفعل إلى النادي، وبدأ روني ويلان يلعب بشكل منتظم في الفريق؛ ومع انضمام كريغ جونستون من ميدلسبره في ذلك الصيف، كان من الطبيعي أن يتم استبدال راي كينيدي وتيري ماكديرموت وديفيد جونسون. وفي المقابل، كان ريال مدريد بعيداً كل البعد عن الفريق القديم الذي فاز بالمسابقات الخمسة الأولى من كأس أوروبا. وكان النادي الملكي يبحث عن فوزه بأول لقب للمسابقة منذ عام 1966، وتمكن المدير الفني فوجادين بوسكوف، من بناء فريق قوي للغاية يضم عدداً من اللاعبين أصحاب المهارات والإمكانات الهائلة.
وكان يبدو أن التهديد الرئيسي لليفربول يتمثل في اللاعب الإسباني العبقري خوانيتو، الذي كان قد قدم مستويات ساحرة خلال المباراة التي فازت فيها إسبانيا على إنجلترا بهدفين مقابل هدف وحيد على ملعب «ويمبلي» قبل شهرين. وكان المهاجم والقائد سانتيلانا يمثل خطراً محتملاً آخر، في حين كان اللاعب الألماني أولي شتيليكه يرغب في الانتقام من ليفربول بعد خسارة المباراة النهائية عام 1977، وكان أحد اللاعبين المعروفين للغاية في إنجلترا هو الجناح لوري كننغهام، الذي كان قد سبق له وأن فاز بلقب الدوري الإسباني في أول موسم له مع ريال مدريد بعد انتقاله إلى النادي الإسباني قادماً من وست بروميتش ألبيون، لكنه أصيب بكسر في إصبع قدمه في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1980 ولم يلعب أي مباراة كاملة قبل أن يشارك في التشكيلة الأساسية للريال أمام ليفربول.
كان ريال مدريد قد خسر لقب الدوري الإسباني الممتاز لصالح ريال سوسيداد، لذلك كان يدرك جيداً - تماماً مثل ليفربول - أنه يتعين عليه الفوز بالمباراة النهائية لكي يتأهل لكأس أوروبا في الموسم التالي، حيث لم تكن الأندية الأربعة الأولى في جدول ترتيب الدوري المحلي تتأهل بشكل مباشر إلى بطولة كأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا حالياً)، كما هو متبع الآن. ومع ذلك، كان هناك موضوع واحد مشترك يتحدث عنه الجميع آنذاك، وهو أن مشجعي الناديين كانوا غاضبين للغاية بعد تخصيص 12 ألف تذكرة لجمهور كل نادٍ من الناديين، على الرغم من أن الملعب يتسع لـ48 ألف متفرج. لقد حاول العديد من المشجعين الذين لا يملكون تذاكر الدخول إلى الاستاد، لكنهم أجبروا على العودة من قبل 1000 من رجال الشرطة الفرنسية التي تحمل هراوات. يشاع أن التذاكر التي كان سعرها الأصلي يصل إلى ثلاثة جنيهات إسترلينية كانت تباع مقابل 60 جنيهاً إسترلينياً. ورغم قوة وتاريخ طرفي المباراة النهائية، لم يتم وصف المباراة بأنها كلاسيكية. وكتب ديفيد لاسي في عرضه للمباراة في صحيفة «الغارديان»، «أولئك الذين يتطلعون لرؤية مباراة مفتوحة هذا المساء قد يصابون بخيبة أمل. لذا، مرة أخرى، من المرجح أن تكون المباراة النهائية أشبه بمباريات الشطرنج».
بدأت المباراة في الساعة 7.15 مساءً بتوقيت المملكة المتحدة، وبدأت قناة «بي بي سي» تغطيتها الحية للمباراة قبل انطلاقها بـ15 دقيقة فقط. وكما كان يخشى الكثيرون، لم تكن المباراة ممتعة أو مثيرة. عاد كيني دالغليش للمشاركة في المباريات للمرة الأولى منذ إصابته بالكاحل في مباراة بايرن ميونيخ، ودخل ليفربول المباراة النهائية ولديه بعض الشكوك حول جاهزية فيل طومسون وآلان كينيدي وسامي لي. وبين شوطي المباراة، احتاج غرايم سونيس إلى الحصول على علاج بعد إصابته في الركبة.
وخلال الاستعدادات للمباراة النهائية، وصف بوسكوف، ليفربول، بأنه «فريق من المحاربين القدامى»، وهو الوصف الذي أزعج بيزلي. ومع ذلك، كانت الخبرات الكبيرة للاعبي ليفربول ذات قيمة كبيرة للغاية في تلك المواجهة، حيث أدرك آلان كينيدي ودالغليش وسونيس أن الحارس البديل أغوستين، الذي شارك بدلاً من ماريانو غارسيا ريمون المصاب، لم يكن بالكفاءة نفسها، وبالتالي سددوا عليه الكثير من الكرات لاستغلال نقاط ضعفه.

كينيدي صاحب هدف فوز ليفربول (غيتي)

وبعد نهاية الشوط الأول الصعب، سنحت فرصة خطيرة للغاية لريال مدريد في بداية الشوط الثاني. لقد شعر لاعبو ليفربول أن كننغهام كان في موقف تسلل، لكن الحكم المجري كارولي بالوتاي أشار إلى استمرار اللعب، وهو ما سمح للمدافع خوسيه أنطونيو بالتقدم للأمام. خرج كليمنس من منطقة جزائه واكتفى بمشاهدة كاماتشو وهو يلعب الكرة من فوقه، لتخرج من فوق العارضة بمسافة قليلة. وبينما كانت المباراة تتجه نحو الوقت الإضافي، ظهر بطل غير متوقع تماماً. كان الظهير الأيسر ألان كينيدي قد تعرض لكسر في المعصم خلال مواجهة بايرن ميونيخ في مباراة الذهاب على ملعب «آنفيلد» ولم يلعب إلا مباراة واحدة قبل المباراة النهائية. لكنه كان يمتلك موهبة خاصة في تسجيل الأهداف في المناسبات الكبيرة. كان كينيدي قد سجل بالفعل في المباراة النهائية لكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة ضد وستهام في وقت سابق من الموسم، كما فعل ذلك مرة أخرى في المباراة النهائية للبطولة نفسها في نهائي عام 1983 ضد مانشستر يونايتد. كما سجل ركلة الترجيح الحاسمة في المباراة النهائية لكأس أوروبا ضد روما عام 1984.
وقبل نهاية المباراة النهائية في باريس بـ10 دقائق، استقبل كينيدي الكرة من رمية تماس وتجاوز غارسيا كورتيس، وسدد الكرة في الشباك، وركض يحتفل خلف المرمى مع أنصار ليفربول. وقال كينيدي في وقت لاحق: «للحظة مروعة ظننت أنني سددت الكرة بشكل خاطئ، لكن عندما نظرت إلى الأعلى، رأيت الكرة تدخل مثل الصاروخ. كل ما فعلته بعد ذلك هو أنني ركضت بسرعة، ولا يمكنني أن أصف ما شعرت به آنذاك. لم أكن أريد التوقف عن الجري». وقاد اللاعب البالغ من العمر 26 عاماً ليفربول للفوز بكأس أوروبا الثالثة لليفربول.
وقال كينيدي: «قبل بضع سنوات، كنت أعتقد أنني سأقضي بقية مسيرتي الكروية مع نيوكاسل، وربما كان من الممكن أن أستمر هناك لو ظل الفريق في دوري الدرجة الأولى (الدوري الإنجليزي الممتاز حالياً)». وقال طومسون بعد الفوز بالكأس، «لقد انضممنا إلى العظماء وتغلبنا على اثنين منهم - بايرن ميونيخ وريال مدريد – لنحقق هذا الإنجاز».
وقال بيزلي، الذي أصبح أول مدير فني يفوز بكأس أوروبا ثلاث مرات، «ربما لم تكن المباراة كلاسيكية، لكننا أظهرنا شخصية قوية للغاية». وقد يتفوق كارلو أنشيلوتي على هذا الإنجاز إذا قاد ريال مدريد للفوز على ليفربول اليوم.
واصطف نصف مليون شخص على طريق طولها 17 ميلاً في ليفربول لمشاهدة لاعبي الفريق وهم يستقلون حافلة مكشوفة احتفالاً بهذا الإنجاز التاريخي. وكان فوز ليفربول في باريس هو خامس انتصار إنجليزي على التوالي في كأس أوروبا، كما كانت هذه هي رابع مرة على التوالي تنتهي فيها المباراة النهائية لكأس أوروبا بهدف دون رد.
كان يتعين على ريال مدريد الانتظار حتى عام 1998 للفوز بلقب البطولة مرة أخرى، لكنه عوض ذلك كثيراً من ذلك الحين، وكان فوزه باللقب على حساب ليفربول عام 2018 هو الفوز الثالث عشر للنادي الملكي بهذه المسابقة. فهل سيكون الجزء الثالث من هذه الثلاثية مثل ما حدث في عام 1981 أو ما حدث في عام 2018؟ سنتعرف على ذلك في باريس!


مقالات ذات صلة

«اليويفا» يعاقب البايرن بغرامة 116 ألف يورو وإغلاق جزئي لملعبه

رياضة عالمية إشعال الألعاب النارية تسبب في معاقبة البايرن (رويترز)

«اليويفا» يعاقب البايرن بغرامة 116 ألف يورو وإغلاق جزئي لملعبه

تلقى بايرن ميونيخ عقوبات قاسية في أحدث الإجراءات التأديبية التي أعلنها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (اليويفا).

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية يأمل باريس سان جيرمان أن يهدي فرنسا لقبها الأول في كأس القارات (رويترز)

كأس القارات: سان جيرمان لمنح فرنسا لقبها الأول على حساب فلامنغو

بعدما خسر نهائي النسخة الأولى من مونديال الأندية بحلته الجديدة الموسعة على يد تشلسي الإنجليزي 0-3 في 13 يوليو (تموز) الماضي يأمل باريس سان جيرمان أن يهدي فرنسا.

«الشرق الأوسط» (بيروت )
رياضة عالمية محمد صلاح (أ.ف.ب)

«محادثات اليوم الجمعة» بين سلوت وصلاح لحسم مستقبله مع ليفربول

يترقّب نادي ليفربول وضوح موقف مشاركة محمد صلاح في مواجهة برايتون، بعدما أكد مدرب الفريق أرني سلوت أن القرار النهائي لم يُحسم حتى الآن.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية أتشيربي لحظة تعرضه للإصابة (أ.ف.ب)

إصابة أتشيربي تغيبه عن «السوبر الإيطالي» في السعودية

سيغيب فرانشيسكو أتشيربي، مدافع إنتر ميلان الإيطالي، عن الملاعب حتى نهاية العام، وذلك بعدما تعرض لإصابة في الفخذ.

«الشرق الأوسط» (ميلانو)
رياضة عالمية نيكو شلوتربيك (أ.ف.ب)

شلوتربيك لاعب دورتموند ينتقد زملاءه بعد نقطة بودو غليمت

يشعر نيكو شلوتربيك، مدافع فريق بوروسيا دورتموند الألماني، بالاستياء إزاء تعادل فريقه المخيب 2 - 2 مع ضيفه بودو غليمت النرويجي.

«الشرق الأوسط» (برلين )

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
TT

بالمر وفوفانا يدعمان صفوف تشيلسي

كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)
كول بالمر جاهز للمشاركة مع تشيلسي (أ.ب)

قال إنزو ماريسكا، مدرب تشيلسي، إن كول بالمر وويسلي فوفانا سيكونان متاحين للمشاركة مع الفريق عندما يستضيف إيفرتون، السبت، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، لكن ليام ديلاب سيغيب لفترة تتراوح بين أسبوعين وأربعة أسابيع بسبب إصابة في الكتف.

ويسعى تشيلسي، الذي يبحث عن فوزه الأول في الدوري منذ مباراته خارج ملعبه أمام بيرنلي، للتعافي من خسارته، منتصف الأسبوع، في دوري أبطال أوروبا أمام أتلانتا، إذ اضطر قلب الدفاع فوفانا إلى الخروج بسبب إصابة في العين.

واستُبعد لاعب خط الوسط الهجومي بالمر، الذي عاد مؤخراً من غياب دام لستة أسابيع بسبب مشكلات في الفخذ وكسر في إصبع القدم، من رحلة أتلانتا كجزء من عملية التعافي.

وقال ماريسكا الجمعة: «(بالمر) بخير. حالته أفضل. وهو متاح حالياً... أنهى أمس الجلسة التدريبية بشعور متباين، لكن بشكل عام هو على ما يرام. ويسلي بخير. أنهى الحصة التدريبية أمس».

وقال ماريسكا إن المهاجم ديلاب، الذي أصيب في كتفه خلال التعادل السلبي أمام بورنموث، يوم السبت الماضي، يحتاج إلى مزيد من الوقت للتعافي.

وأضاف: «قد يستغرق الأمر أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع. لا نعرف بالضبط عدد الأيام التي يحتاجها».

ويكافح تشيلسي، الذي لم يحقق أي فوز في آخر أربع مباريات، لاستعادة مستواه السابق هذا الموسم، حين فاز في تسع من أصل 11 مباراة في جميع المسابقات بين أواخر سبتمبر (أيلول) ونوفمبر (تشرين الثاني)، بما في ذلك الفوز 3-صفر على برشلونة.


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».