تطبيقات إلكترونية تحلل تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

تتتبع التغريدات والكلمات والوجوه وتتعرف على الهوية وتوظف في الدراسات الإنسانية

تطبيقات إلكترونية تحلل تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي
TT

تطبيقات إلكترونية تحلل تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

تطبيقات إلكترونية تحلل تفاعلات مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي

ينمو عالم الفضاء الافتراضي كل يوم، وتشكل مواقع الشبكات الاجتماعية عالما موازيا تتم عبره أهم ممارستنا اليومية. لذا أصبحت تلك الشبكات مجالا خصبا للباحثين في كبرى المراكز البحثية على تنوع مجالاتها العلمية حول العالم، لرصد تأثيراتها على العلاقات الإنسانية والسلوكيات والتفاعلات الاجتماعية والتوجهات السياسية بل والنزعات الاستهلاكية لدى مستخدميها. وتقوم تلك المراكز البحثية بتصميم واستخدام الوسائط الرقمية والتطبيقات الإلكترونية الجوالة Mobile Apps في البحوث الإنسانية.
وتعتبر التطبيقات التالية من أحدث التطبيقات المميزة التي يستعين بها الباحثون في مجال العلوم الإنسانية لدراسة تفاعلات وعلاقات البشر في المجتمعات الافتراضية وخصوصا موقعي «فيسبوك» و«تويتر»، واستخراج وتصنيف البيانات منهما وفقا للأغراض البحثية.

* تطبيقات تحليلية

* تطبيق «تيكستال Textal App»: وهو تطبيق مجاني طوره باحثون في مجال الإنسانيات الرقمية في جامعة يونيفرسيتي كوليدج بلندن يسمح لمستخدميه بتحليل الوثائق الرقمية، والنصوص الأدبية المرقمنة وصفحات الإنترنت، والتغريدات، لكشف العلاقات بين الكلمات، وهو يطور إحصائيات ورسوم بيانية غنية بالمعلومات (انفوغراف) كوسيلة للبحث العلمي والتسلية في ذات الوقت.
* تطبيق «بروفايل وردز Profile WORDS»: يمثل أداة لاكتشاف هوية المستخدمين على موقع «تويتر» عبر المتابعين أو المواقع أو الأشخاص الذين يتبعونهم من خلال تحليل كلمات معينة في السير الذاتية لهم (باحثين - صحافيين - نشطاء.. إلخ) وتحليل آخر 25 تغريدة قام بها الشخص ومتابعيه.
* تطبيق «نيتليتك Netlytic App»: يقدم تحليلا موسعا للمعطيات والبيانات أو المعطيات الكبرى التي تتدفق بكم هائل يوميا، وتتمثل في: النصوص والصور والخرائط وملفات الموسيقى والحسابات التي ننتجها يوميا عبر هواتفنا الجوالة والذكية والكومبيوترات وكل ما هو متصل بالإنترنت. وعمل التطبيق على استخلاص الكلمات والفقرات عبر اختراق المحادثات في مواقع، مثل: «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب» (التعليقات على مقاطع الفيديو)، والمدونات، وما يتم إطلاقه من وسوم حول الكوارث والأزمات والثورات والأحداث الكبرى حول العالم.وتم تصميم هذا التطبيق لاكتشاف وتتبع كيفية تدفق المعلومات عبر جموع البشر المتفاعلين عبر الإنترنت، ويمكن من خلال التطبيق الحصول على رسم توضيحي وخرائط ثلاثية الأبعاد، يبرز فيه الأشخاص على «تويتر» مثل «نقط» تتصل ببعضها بخطوط تمثل العلاقات بين الأفراد.
واستخدم التطبيق في دراسة حديثة أجريت يناير (كانون الثاني) الماضي في كندا وتم تحليل 15 ألف تغريدة أطلقت حول وسم عن المرض العقلي على مدار 24 ساعة، لدراسة اتجاهات الرأي العام وقياس الاتصال في اتجاهين ما بين وسائل الإعلام من جهة ومواقع التواصل الاجتماعي. وتوصلت الدراسة إلى أن الهاشتاغ وسم «تويتر» لم يسهم في التشبيك ما بين أعضاء «تويتر» في نطاق كندا فحسب، وإنما بين مستخدمين آخرين في أوروبا وأميركا.

* تحليلات مرئية

* تطبيق «مينشن ماب Mentionmap App»: أداة بسيطة لكشف شبكة العلاقات الاجتماعية بين مستخدمي «تويتر» وبين الأشخاص الذين يتم ذكرهم ضمن تغريدات. ويقدم التطبيق خريطة تفاعلية رائعة بمجرد النقر عليها يكشف شبكة العلاقات بين الأفراد الذين تم ذكرهم على موقع «تويتر».
* «تطبيق تويتونومي Twitonomy App»: يقدم تحليلا مرئيا مفصلا عن تغريدات أي عضو على «تويتر»، والتغريدات التي يفضلها، والردود والتعليقات والكلمات المفتاحية والروابط الإلكترونية للمواقع وغيرها، كما يمكنك من الاحتفاظ بكل هذه التغريدات ويمكنك التطبيق من تصنيفها وإعداد تقارير على هيئة ملفات PDF أو Excel.
والطريف في هذا التطبيق، أنه يمكن مستخدمه من اكتشاف الأشخاص الذين تتبعهم وهم لا يتبعونك على «تويتر»، والعكس أيضا. ويمكنك من معرفة معدل الزيادة في عدد متابعينك على «تويتر».

* التعرف على الوجوه

* تطبيق «فايس ريكوجنيشن Face Recognition App»: هناك الكثير من التطبيقات التي تتيح استخدام تلك التقنية المتطورة في التعرف على الوجوه والأشخاص. وأصبحت تلك التقنية هي الأكثر شعبية في العلوم الأنثروبولوجية التي تهتم بدراسة الأعراق والثقافات في المجتمعات فهي تتخلى تدريجيا عن دراسة الإنسان في القرى والأرياف والمناطق البدوية. يقوم التطبيق بتحديد ملامح الأشخاص والتعرف عليهم في عدة صور. ويتم استخدام تلك التقنية في بحوث الإنسانيات الرقمية الخاصة بالتعرف على الشخصيات المجهولة في اللوحات التاريخية.
ومنذ أن أعلن موقع «Face.com» عام 2011، عن تطورات جديدة لاستخدامات تلك التقنية وإمكانية تصنيف الانفعالات سواء عبر الصور أو الفيديو إلى: حزين، سعيد، غضبان، .. إلخ. اتجه عدد كبير من مطوري البرامج والتطبيقات لاستخدام تلك التقنية سواء عبر الهواتف أو المواقع الإلكترونية، حيث يتم إدخال أكثر من 5 آلاف صورة في الساعة، ويتم التعرف على ملامحها وانفعالاتها وتصنيفها.
وأخيرا، أعلنت مجلة «MIT Technology Review» الأميركية عن أنه أصبح بالإمكان استخدام تقنية التعرف على الوجوه للتعرف على ملامح الوجه من زوايا مختلفة حتى ولو كانت في وضع مقلوب. وقد تم تطوير تلك الأبحاث بعد اكتشاف قدرة عقول القرود في التعرف على الوجوه،
وتوصلت دراسة في مركز برادفورد للحوسبة البصرية Bradford’s Centre for Visual Computing، إلى قدرة تلك التقنية على تمييز التوأم المتطابق، وتلك التقنية أصبحت تفيد الباحثين في المجالات الإنسانية بعد أن كانت تستخدم في التعرف على وجوه الأشخاص المطلوبين أمنيا.
ويوميا توجد الكثير من التطبيقات التي تكشف هوية مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وأدق التفاصيل حول حياتهم. أما موقع «فيسبوك» فلديه فريق متخصص قوامه علماء وتقنيون يقومون بأبحاث دورية لكشف كل ما يتعلق بالمستخدمين، مثلا: هل يتواصل الأبناء مع أبائهم؟ واستخراج الأنساب، ودراسة العلاقات بينها، بهدف تطوير هذا الموقع المستحوذ حاليا على ثلث سكان الأرض. وقد نشر مركز «بيو» إنترنت الأميركي PEW تقريرا يتنبأ بمستقبل الإنترنت عام 2050، وأكد المشاركون في الاستطلاع الذي أجراه المركز العام الماضي أن خصوصية الإنسان لن تكون موجودة بعد سنوات قليلة وسيكون الإنسان منكشفا تماما على عالم التكنولوجيا بشكل غير متوقع.



هيمنة صينية كاسحة على سباق براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي

هيمنة صينية كاسحة على سباق براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي
TT

هيمنة صينية كاسحة على سباق براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي

هيمنة صينية كاسحة على سباق براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي

يبرز الذكاء الاصطناعي التوليدي بوصفه ابتكاراً تكنولوجياً تحويلياً في القرن الحادي والعشرين. ومن المؤكد أنه سيعيد تشكيل الاقتصادات والمجتمعات، ويغير ديناميكيات القوة العالمية، كما كتب راهول بانداي(*).

براءات اختراع الذكاء الاصطناعي التوليدي

نشرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO) «تقرير المشهد البراءات - الذكاء الاصطناعي التوليدي (GenAI)» بوصفه أول تقرير لها على الإطلاق يتتبع طلبات براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي.

إن نتائج التقرير ليست جديدة تماماً، حيث يتوفر العديد من التقارير من وجهات نظر مختلفة للجمهور. والخلاصة الرئيسية من كل هذه المصادر هي أن الشركات الصينية والمؤسسات الأكاديمية (وخاصة الأكاديمية الصينية للعلوم CAS) والشركات الناشئة الأخرى، تستثمر موارد مالية كبيرة في إنتاج أبحاث وبراءات اختراع عالية الجودة تتعلق بالذكاء الاصطناعي.

كشف تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية عن أنه بين عامي 2014 و2023، تم تقديم أكثر من 54000 عائلة براءة اختراع تشمل الذكاء التوليدي، مع زيادة ملحوظة بمقدار ثمانية أضعاف في طلبات براءات الاختراع منذ عام 2017.

وقد غذت الاختراقات في التعلم العميق هذه التطورات، وخاصة الزيادة في نماذج اللغة الكبيرة (LLMs)، والشبكات التنافسية التوليدية (GANs)، والمنافسة العالمية بين الدول والشركات لاستغلال إمكانات تقنيات الذكاء التوليدي بشكل كامل.

معركة تكنولوجية من أجل التفوق الجيوسياسي

من منظور المنافسة التكنولوجية العالمية، فإن ثورة GenAI، التي تقودها دول مثل الصين والولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ليست مجرد مسألة ابتكار ونمو اقتصادي... إنها معركة من أجل التفوق الجيوسياسي.

ومع استثمار الدول والشركات لموارد كبيرة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن التأثير يمتد إلى ما هو أبعد من الاقتصاد؛ إذ إن هذه التكنولوجيا على استعداد للتأثير على جوانب مختلفة من حياتنا، بما في ذلك القدرات العسكرية والأمن القومي والتجارة العالمية والعلاقات الدولية.

هيمنة الصين الكاسحة

وأكد تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية النمو المذهل في الاختراعات المتعلقة بالذكاء التوليدي في عام 2023 وحده، أنه تم تسجيل أكثر من 25 في المائة من جميع براءات اختراع التي تمت دراستها في التقرير، وتقود الصين هذا التوجه. فقد جمعت البلاد 38000 براءة بين عامي 2014 و2023، متجاوزة بذلك الجهود المشتركة لجميع البلدان الأخرى. وتمتد هذه الهيمنة الساحقة إلى ما هو أبعد من شركات التكنولوجيا العملاقة، وتشمل مؤسسات بحثية مدعومة من الدولة مثل الأكاديمية الصينية للعلوم.

وعلى النقيض من ذلك، قدمت الولايات المتحدة، التي كانت رائدة تقليدياً في مجال الذكاء الاصطناعي، ما يزيد قليلاً على 6000 براءة اختراع خلال الفترة نفسها، وهي في المرتبة الثانية المهمة ولكن البعيدة.

وفي حين تظل الولايات المتحدة موطناً لبعض مؤسسات وشركات أبحاث الذكاء الاصطناعي الأكثر نفوذاً في العالم، بما في ذلك «غوغل» و«آي بي إم» و«مايكروسوفت»، فإن طلبات براءات الاختراع الجامحة في الصين تشير إلى التزام استراتيجي لتصبح الرائدة العالمية في ابتكار الذكاء الاصطناعي.

تطوير الذكاء التوليدي - مجهود تراكمي

كان تطوير الذكاء التوليدي جهداً تراكمياً على مدى عدة عقود؛ ففي حين تمتد جذور الذكاء الاصطناعي إلى منتصف القرن العشرين، فإن العقد الماضي فقط شهد تسارعاً حقيقياً في قدراته.

وكانت نماذج الذكاء الاصطناعي المبكرة، مثل روبوت المحادثة ELIZA الذي ابتكره جوزيف ويزنباوم في الستينات أو جهاز Perceptron في الخمسينات، مهدت الطريق للتقدم الحديث. ومع ذلك، فإن صعود التعلم العميق في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والاختراقات في الشبكات العصبية، مكّنا الآلات من التعلم وتوليد البيانات على نطاقات غير مسبوقة.

تمثل نماذج اللغة الكبيرة مثل «جي بي تي - 3» (GPT - 3) و«جي بي تي - 4» (GPT - 4) قفزة كبيرة إلى الأمام في قدرة الذكاء الاصطناعي على فهم وتوليد لغة تشبه اللغة البشرية. وأشعل نجاحها التجاري موجة من الاستثمار في تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.

ثورة آلية اقتصادية صحية ترفيهية

يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على إحداث ثورة في الاقتصادات عبر الصناعات، من الرعاية الصحية والترفيه إلى القيادة الذاتية والاتصالات. في الرعاية الصحية، فإنه يصمم جزيئات الأدوية ويوفر علاجات مخصصة، كما أنه يحسن خدمة العملاء، ويبسط إدارة المستندات ويؤتمت المهام في الأعمال.

إن التقدم التكنولوجي والاستثمارات التجارية الكبيرة يغذيان تطوير الذكاء التوليدي. وتقود التطويرات شركات رائدة مثل «أوبن إيه آي» و«غوغل» و«مايكروسوفت» و«ميتا»، مع تخصيص مليارات الدولارات.

أما الوجود المتزايد للصين، مع شركاتها مثل «تنسنت» Tencent و«بايدو» Baidu و«علي بابا» Alibaba ومؤسسات الدولة مثل الأكاديمية، فيغلق الفجوة في سباق التسلح بالذكاء الاصطناعي، ويعيد تشكيل ديناميكيات القوة العالمية.

4500 شركة صينية للذكاء الاصطناعي

تستضيف الصين نفسها أكثر من 4500 شركة ذكاء اصطناعي، كما ذكرت وكالة أنباء «شينخوا». يشير تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية إلى جهد وطني متضافر لتأمين موقف قيادي.

بعيداً عن المنافسة بين الصين والولايات المتحدة، هناك لاعبون آخرون مثل كوريا الجنوبية واليابان والهند. والعديد من براءات الاختراع في مجال الذكاء الاصطناعي يتم تقديمها في كوريا الجنوبية واليابان، ما يسمح لهذه البلدان بتخصيص مكانة خاصة لها، وخاصة في الأجهزة والتطبيقات الخاصة بالصناعة.

إن سباق الذكاء الاصطناعي العالمي له آثار جيوسياسية بعيدة المدى؛ إذ إن قدرة الدول على التحكم والابتكار في الذكاء الاصطناعي ستؤثر بشكل كبير على مكانتها الاقتصادية والسياسية. ستؤثر تقنيات الذكاء الاصطناعي، وخاصة الذكاء الاصطناعي، على الأمن القومي والاستراتيجيات العسكرية وتطوير الأسلحة. إن السيطرة على أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تولّد محتوى رقمياً جديداً، مثل الأسلحة المستقلة، وقدرات المراقبة، أو البراعة السيبرانية، ستحدد ديناميكيات القوة العالمية.

مشكلة البلدان المتخلفة عن الركب

إن البلدان المتخلفة عن الركب تخاطر بعيوب اقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعطل سوق العمل العالمية، ويؤتمت الوظائف التي تتطلب مهارات منخفضة وعالية. ستكتسب البلدان التي تدمج الذكاء الاصطناعي وتوفر فرص إعادة التدريب ميزة تنافسية، في حين ستواجه الدول التي تفشل في التكيف اضطرابات اقتصادية كبيرة.

باختصار، فإن النمو السريع للذكاء الاصطناعي التوليدي لديه القدرة على إعادة تشكيل الصناعات وهياكل القوة العالمية. ومع تنافس القوى الكبرى مثل الصين والولايات المتحدة على الهيمنة، فإن سباق تفوق الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على العلاقات الدولية والاستراتيجيات الاقتصادية والمخاوف الأمنية. ومع تزايد دمج الذكاء الاصطناعي في المجتمع، قد يعتمد توازن القوى العالمي في النهاية على من يتحكم في أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر تقدماً.

* «ذا دبلومات»، خدمات «تريبيون ميديا».

حقائق

38000

براءة جمعتها الصين بين عامي 2014 و2023 متجاوزة بذلك الجهود المشتركة لجميع البلدان الأخرى

حقائق

ما يزيد قليلاً على 6000

براءة اختراع قدمتها الولايات المتحدة خلال الفترة نفسها بين عامي 2014 و2023