اجتماع دولي لتعزيز الدفاعات ضد أوبئة المستقبل

غيبرييسوس يلقي كلمة أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الأحد الماضي (رويترز)
غيبرييسوس يلقي كلمة أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الأحد الماضي (رويترز)
TT

اجتماع دولي لتعزيز الدفاعات ضد أوبئة المستقبل

غيبرييسوس يلقي كلمة أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الأحد الماضي (رويترز)
غيبرييسوس يلقي كلمة أمام الجمعية العامة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف الأحد الماضي (رويترز)

تناقش الدول المشاركة في اجتماعات منظمة الصحة العالمية، هذا الأسبوع، كيفية الاستعداد لأي أوبئة مستقبلية، وسط تحذيرات من أن العالم معرّض لأزمة مقبلة.
وقال مدير الطوارئ لدى المنظمة مايكل راين، الأربعاء، إن ضعف خدمات الصحة العامة وسوء إدارة المدن يفاقمان الأمراض المعدية. وفي معرض حديثه عن انتشار جدري القردة في مناطق لا يعد متفشياً فيها، قال إن انتشار الفيروس «مرتبط مباشرة بعدم قدرتنا أو رغبتنا في إدارة هذه المخاطر بشكل مبكر من دورة توليد الوباء».
كما حذّر راين من ثغرات في الرقابة. وقال: «نحتاج إلى بيانات. نحن نفقد القدرة على توقع ما سيؤول إليه هذا الوباء والقدرة على توقع ظهور غيره».
كشفت أزمة كوفيد عن أوجه قصور كبيرة في أنظمة الصحة العالمية واتفقت الدول، العام الماضي، على الحاجة إلى تغييرات عديدة لتحضير العالم بشكل أفضل لمواجهة التهديدات المستقبلية. وخلال انعقاد جمعية الصحة العالمية (الهيئة التي تتولى اتخاذ القرارات في منظمة الصحة العالمية) هذا الأسبوع، تطالب الدول الأعضاء البالغ عددها 194 بتحقيق تقدم في سد الثغرات في التأهب والاستعداد التي أسهمت في انتشار كوفيد على مستوى العالم، وهو أمر حصد ملايين الأرواح ودمّر اقتصادات.
تراجع عدد فحوص كوفيد التي تجريها العديد من دول العالم في الأشهر الأخيرة، ما يعني أن الفيروس ينتشر ويتحور على الأرجح في ظل غياب المتابعة له.
بدوره، حذّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الدول من أنه لم يعد هناك وقت لإضاعته. وقال أمام الجمعية إن «بناء جهوزية صحية طارئة واستجابة وصمود أولوية عاجلة نظراً إلى أن الوباء كشف أن العالم كان وما زال غير مستعد».
ويتم النظر في تعديلات على «اللوائح الصحية الدولية» وهي مجموعة من القوانين الدولية الملزمة قانونياً تحكم كيفية استجابة الدول للمخاطر الصحية العالمية الحادة.
كما تجري مفاوضات باتّجاه وضع «أداة قانونية» جديدة (قد تكون معاهدة) تهدف لتحديد نهج عالمي منسّق حيال الجهوزية والاستجابة.
وسيتم رفع تقرير بشأن الأداة الجديدة إلى جمعية الصحة العالمية لعام 2023، بينما سيتم عرض النتيجة النهائية ليتم النظر فيها خلال انعقاد الجمعية عام 2024.
وقال تيدروس إن «أداة ملزمة قانوناً تمثّل تعهداً للأجيال المقبلة لضمان أن يكون بمقدور العالم الاستجابة إلى الوباء أو حالة الطوارئ الصحية المقبلة».
تحدد اللوائح الصحية الدولية (IHR) التي تم تبنيها في 2005 حقوق والتزامات الدول في التعامل مع حالات الطوارئ الصحية التي يمكن أن تنتشر.
كما تحدد ما يمكن وصفها حالة طوارئ عامة تثير القلق الدولي، وهو أعلى مستوى خطر على مقياس منظمة الصحة العالمية.


مقالات ذات صلة

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صحتك لا يستطيع بعضنا النوم أحياناً رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

جهاز لتحفيز الأعصاب يفتح آفاقاً لعلاج انقطاع التنفس أثناء النوم

صُمم جهاز طبي مبتكر يُعرف باسم « Genio» يهدف إلى تحفيز الأعصاب في اللسان لتحسين التنفس أثناء النوم.

«الشرق الأوسط» (لندن)
المشرق العربي سوريون ينتظرون في طابور للعبور إلى سوريا من تركيا في منطقة ريحانلي في هاتاي بتركيا في 10 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

الصحة العالمية: نزوح مليون شخص منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الثلاثاء، إن نحو مليون شخص نزحوا منذ بدء هجوم المعارضة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي منظمة الصحة العالمية تطالب إسرائيل بالسماح بإدخال مزيد من المساعدات إلى غزة (أ.ب)

«الصحة العالمية» تحذّر من «نقص حادّ» في المواد الأساسية بشمال قطاع غزة

حذّرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، من أن قطاع غزة، ولا سيّما شطره الشمالي، يعاني نقصاً حادّاً في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
شمال افريقيا مصر تستعرض تجربتها في علاج الوافدين من «فيروس سي» خلال ورشة عمل بالتعاون مع المركز الأوروبي لعلاج الأمراض والأوبئة (وزارة الصحة المصرية)

مصر تعالج الوافدين ضمن مبادرات قومية رغم «ضغوط» إقامتهم

لم تمنع الضغوط والأعباء المادية الكبيرة التي تتكلفها مصر جراء استضافة ملايين الوافدين، من علاج الآلاف منهم من «فيروس سي»، ضمن مبادرة رئاسية.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.