العاهل المغربي يتباحث على انفراد مع الرئيس السنغالي في بداية جولته الأفريقية

ترأسا حفل توقيع 13 اتفاقية تعاون.. وانطلاق فريق عمل لتعزيز العلاقات الثنائية

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس السنغالي ماكي سال بالقصر الرئاسي بالعاصمة السنغالية دكار أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس السنغالي ماكي سال بالقصر الرئاسي بالعاصمة السنغالية دكار أمس (ماب)
TT

العاهل المغربي يتباحث على انفراد مع الرئيس السنغالي في بداية جولته الأفريقية

العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس السنغالي ماكي سال بالقصر الرئاسي بالعاصمة السنغالية دكار أمس (ماب)
العاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس السنغالي ماكي سال بالقصر الرئاسي بالعاصمة السنغالية دكار أمس (ماب)

أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس مباحثات على انفراد مع الرئيس السنغالي ماكي سال، بالقصر الرئاسي بالعاصمة السنغالية دكار، في مستهل زيارته التي تستمر إلى غاية الأربعاء المقبل.
وكان العاهل المغربي قد حل الليلة قبل الماضية بدكار في زيارة صداقة وأخوة للسنغال، والتي تشكل المحطة الأولى من جولة أفريقية جديدة تشمل كوت ديفوار، والغابون، وغينيا بيساو.
وترأس العاهل المغربي والرئيس السنغالي، أمس، بالقصر الرئاسي بدكار حفل التوقيع على 13 اتفاقية ثنائية في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين. وأكد بيان صادر عن الرئاسة السنغالية أن زيارة العاهل المغربي ستعرف انطلاق فريق العمل المكلف إعطاء دفعة جديدة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين، والذي سيعقد أول اجتماعاته على هامش الزيارة الملكية التي ستستمر سبعة أيام.
ويرافق العاهل المغربي في هذه الجولة وفد سياسي واقتصادي رفيع المستوى، يضم على الخصوص، الأمير مولاي إسماعيل، ومستشارَي العاهل المغربي فؤاد عالي الهمة وياسر الزناكي. كما يضم الوفد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، ووزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، ووزير الفلاحة والصيد البحري عزيز أخنوش، ووزير التجهيز والنقل واللوجستيك عزيز الرباح، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، ووزير الصحة الحسين الوردي، ووزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة عبد القادر عمارة، ووزير السياحة لحسن حداد، ووزيرة الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني فاطمة مروان. كما يضم الوفد أيضا عددا من رؤساء ومديري الشركات الحكومية والخاصة المغربية، وكبار رجال الأعمال والشخصيات المغربية.
وبوصوله إلى العاصمة السنغالية دكار، تكون هذه الزيارة السابعة التي يقوم بها العاهل المغربي إلى السنغال منذ أول زيارة قادته إلى هذا البلد الأفريقي عام 2001. وهو رقم كبير بالمقارنة مع زياراته لبقية البلدان الأفريقية.
وكان العاهل المغربي قد زار السنغال في شهر مارس (آذار) 2013. حيث أشرف على تدشين مشاريع ممولة من طرف مؤسسات مغربية، وأخرى أنجزت بالتعاون بين القطاعين الخاص والعام في البلدين، كما أشرف في الزيارة التي مر عليها أكثر من عام على توقيع عشرات اتفاقيات التعاون في مجالات كثيرة، من أبرزها التعاون الاقتصادي والعلمي، وتبادل الخبرات في مجال التنمية والبنية التحتية والتنسيق الأمني، بالإضافة إلى مجالات الاستثمار والمساعدة التقنية واللوائح والتنظيم، والحماية المدنية والنقل الجوي.
في غضون ذلك، قال الرئيس السنغالي في بيان صحافي بمناسبة زيارة العاهل المغربي لبلاده، إن السنغال تتشرف باستقبال الملك محمد السادس الذي وصفه بـ«الضيف الكبير»، مشيرًا إلى أن الزيارة ستكون فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وفي سياق حديثه عن اتفاقيات التعاون الموقعة بين الطرفين، قال الرئيس صال إنها اتفاقيات شاملة، قبل أن يضيف «لم نغفل أي قطاع تقريبًا»، وهو ما برره بالحديث عن «الطابع الاستثنائي للعلاقات الثنائية العريقة والمتسمة بالثقة والمتانة»، وفق تعبيره.
وأشاد الرئيس السنغالي بالقطاع الخاص المغربي، وما يلعبه من دور في تطوير علاقات التعاون والشراكة بين المغرب وبقية البلدان الأفريقية، ووصف هذه العلاقات بأنها «شراكات مربحة للطرفين»، مشددًا على أهميتها، وأضاف: «يمكننا في هذا الإطار أن نرسي لتنسيق قوي وفعّال بين القطاع الخاص في المغرب والسنغال».
وتأتي زيارة العاهل المغربي للسنغال بعد أقل من شهر من زيارة مماثلة قام بها الرئيس السنغالي إلى المغرب بدعوة رسمية من العاهل المغربي.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.