الأسواق تسعى للهروب من «خانة الهبوط» بـ«بعض من الثقة»

مراقب في غرفة تداول العملات الأجنبية في مقر بنك كيب هانا بنك في سيول كوريا الجنوبية (أ.ب)
مراقب في غرفة تداول العملات الأجنبية في مقر بنك كيب هانا بنك في سيول كوريا الجنوبية (أ.ب)
TT

الأسواق تسعى للهروب من «خانة الهبوط» بـ«بعض من الثقة»

مراقب في غرفة تداول العملات الأجنبية في مقر بنك كيب هانا بنك في سيول كوريا الجنوبية (أ.ب)
مراقب في غرفة تداول العملات الأجنبية في مقر بنك كيب هانا بنك في سيول كوريا الجنوبية (أ.ب)

بعد أسبوع من التراجع البالغ الذي يهدد كبرى أسواق الأسهم العالمية باعتبارها «أسواقا هابطة»، عادت الأسواق لالتقاط الأنفاس مع انطلاق تعاملات الأسبوع، وسط بصيص أمل في بعض من الثقة الاقتصادية بمزيد من التعافي.
وانتعشت الأسهم الأوروبية الاثنين مستفيدة من ارتفاع غير متوقع في الثقة في أنشطة الأعمال بألمانيا، مما أكد مرونة أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، في حين قفز سهم شركة سيمنس جاميسا التي تصنع توربينات الرياح بعد عرض استحواذ بقيمة 4.28 مليار دولار من أكبر مستثمر فيها.
وبعد ارتفاعه بنسبة 1.3 في المائة في التعاملات المبكرة، تخلى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي عن بعض المكاسب ليرتفع بنسبة 0.3 في المائة بحلول الساعة 09:08 بتوقيت غرينيتش. وجنت الأسهم المرتبطة بالسلع أكثر من واحد في المائة مع صعود أسعار النفط والمعادن الأساسية، في حين ارتفعت أسهم البنوك بنسبة 0.2 في المائة.
وفي اليابان، أغلق المؤشر نيكي مرتفعا بنسبة واحد في المائة ليعود إلى مستوى 27 ألف نقطة ويقتفي أثر المكاسب المبكرة للأسهم الأميركية. وارتفع نيكي إلى 27047.47 نقطة خلال اليوم بعد فترة وجيزة من الفتح، ليقترب من أعلى مستوى له في شهر، لكنه تراجع في استراحة الغداء، قبل أن يرتفع مرة أخرى ويقترب من أعلى مستوى له عند الإغلاق. وانخفضت مكاسبه قليلا ليغلق مرتفعا بنسبة 0.98 في المائة عند 27001.52 نقطة. واتبع مؤشر توبكس الأوسع نطاقا مسارا مشابها ليغلق على ارتفاع بنسبة 0.92 في المائة عند 1894.57 نقطة. ومن بين 225 سهما في مؤشر نيكي، ارتفع 155 سهما وانخفض 62 وبقيت ثمانية أسهم دون تغيير.
وقاد القطاع المالي المكاسب بين القطاعات، حيث قفز بنسبة 2.19 في المائة مدفوعا بارتفاع سهم شركة التأمين طوكيو مارين بنسبة 7.64 في المائة بعد أن تجاوزت توقعات أرباحها يوم الجمعة تقديرات المحللين. وتراجع قطاعان فرعيان فقط على المؤشر نيكي هما الطاقة والمواد الأساسية، فهبط قطاع الطاقة بنسبة 0.81 في المائة والمواد الأساسية بنسبة 0.17 في المائة.
ومن جانبها، زادت أسعار الذهب الاثنين لأعلى مستوى في أكثر من أسبوع مستفيدة من تراجع الدولار، رغم أن ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية حد من مكاسب المعدن الأصفر المقوم بالدولار.
وارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 في المائة إلى 1856.41 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 08:14 بتوقيت غرينيتش. بعد أن وصلت الأسعار لأعلى مستوى منذ 12 مايو (أيار) مسجلة 1858.21 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.7 في المائة إلى 1855.60 دولار للأوقية.
وقال جيفري هالي المحلل لدى أواندا: «لم يتم الحكم بعد على ما إذا كان الذهب قد تخطى المصاعب في الأمد المتوسط، أم أنه يرتفع معتمدا فحسب على التراجع المستمر في الدولار الأميركي».
ونزل مؤشر الدولار إذ واصل المستثمرون بيع العملة الأميركية وتراجعت رهاناتهم على تحقيق الدولار مزيدا من المكاسب بسبب ارتفاع أسعار الفائدة، بينما يحدوهم الأمل في أن تخفيف إجراءات الإغلاق في الصين يمكنه أن يساعد نمو الاقتصاد العالمي والعملات المرتبطة بالتصدير.
وضعف الدولار يجعل الذهب أكثر جاذبية للمشترين من حائزي العملات الأخرى. ويفقد المعدن الأصفر جاذبيته بالنسبة للمستثمرين عندما ترتفع أسعار الفائدة الأميركية لأنه لا يدر عائدا، لكنه يعتبر ملاذا آمنا خلال الأزمات الاقتصادية.
وبين المعادن النفيسة الأخرى، صعدت الفضة 1.1 في المائة إلى 21.98 دولار للأوقية (الأونصة)، وارتفع البلاتين واحدا في المائة إلى 965.40 دولار، وصعد البلاديوم 2.6 في المائة إلى 2015.80 دولار.


مقالات ذات صلة

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

الاقتصاد مفوض الاتحاد الأوروبي للعمل المناخي فوبكي هوكسترا في مؤتمر صحافي على هامش «كوب 29» (رويترز)

«كوب 29» في ساعاته الأخيرة... مقترح يظهر استمرار الفجوة الواسعة بشأن تمويل المناخ

تتواصل المفاوضات بشكل مكثّف في الكواليس للتوصل إلى تسوية نهائية بين الدول الغنية والنامية رغم تباعد المواقف في مؤتمر المناخ الخميس.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أشخاص يقومون بتعديل لافتة خارج مكان انعقاد قمة المناخ التابعة للأمم المتحدة (أ.ب)

أذربيجان تحذر: «كوب 29» لن ينجح دون دعم «مجموعة العشرين»

استؤنفت محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، يوم الاثنين، مع حث المفاوضين على إحراز تقدم بشأن الاتفاق المتعثر.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد سفينة شحن في نهر ماين أمام أفق مدينة فرنكفورت الألمانية (رويترز)

«المركزي الألماني»: خطط ترمب الجمركية نقطة تحول في التجارة العالمية

أعرب رئيس البنك المركزي الألماني عن خشيته من حدوث اضطرابات في التجارة العالمية إذا نفّذ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خططه الخاصة بالتعريفات الجمركية.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد لافتة للبنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

ناغل من «المركزي الأوروبي»: تفكك الاقتصاد العالمي يهدد بتحديات تضخمية جديدة

قال عضو مجلس إدارة البنك المركزي الأوروبي، يواخيم ناغل، إن هناك تهديداً متزايداً بتفكك الاقتصاد العالمي، وهو ما قد يضع البنوك المركزية أمام تحديات تضخمية جديدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد يقف المشاركون وموظفو الأمن خارج مكان انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في باكو (إ.ب.أ)

الدول في «كوب 29» لا تزال بعيدة عن هدفها بشأن التمويل المناخي

كانت عوامل التشتيت أكبر من الصفقات في الأسبوع الأول من محادثات المناخ التابعة للأمم المتحدة (كوب 29)، الأمر الذي ترك الكثير مما يتعين القيام به.

«الشرق الأوسط» (باكو)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.