العليمي ينتهز ذكرى «الوحدة» لمهاجمة الانقلاب الحوثي

TT

العليمي ينتهز ذكرى «الوحدة» لمهاجمة الانقلاب الحوثي

انتهز رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي ذكرى الوحدة الاندماجية بين شطري البلاد في 22 مايو (أيار) 1990 لتركيز الهجوم على انقلاب الحوثيين الذي تسبب في انهيار المؤسسات وقاد إلى الحرب، مشدداً في خطاب له بالمناسبة على الاستمرار في توحيد الصف الجمهوري من أجل استعادة الدولة وبناء مستقبل جديد تشارك فيه جميع القوى.
وكان الرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي قد أصدر في السابع من أبريل (نيسان) الماضي مرسوماً رئاسياً قضى بنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة رشاد العليمي وعضوية سبعة قادة آخرين من الفاعلين على الأرض، وهو ما فتح الباب أمام توحيد القوى اليمنية المناهضة للانقلاب الحوثي.
وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني على الاستمرار في التوافق السياسي القائم وقال مخاطباً مواطنيه: «نتحدث إليكم، ونجتمع مع شركاء الهدف والقرار في جنوب الوطن، وشماله كفريق واحد، وأمة واحدة من أجل استعادة الدولة، والانتقال إلى فضاء أكثر تشاركاً يحدد فيه اليمنيون مستقبلهم على أساس التعايش».
ومع تحذير العليمي من مخاطر التفكك على مواجهة التدخلات الإيرانية التوسعية في بلاده، أشار إلى كارثة الانقلاب الحوثي على التوافق الوطني، وقال: «بينما كنا نتطلع إلى مستقبل أفضل يشارك فيه جميع اليمنيين، ويحقق التوزيع العادل للسلطة والثروة من خلال مخرجات الحوار الوطني الشامل، باعت حفنة من قومنا نفسها رخيصة للخارج، منقلبة على التوافق الوطني، وطموحاتكم وآمالكم في أن يكون لبلدكم المكانة التي يستحق على الخريطة وغلبت مصالح إيران التوسعية على مصالح شعبنا وأهدافه ومكتسباته الوطنية».
وتابع بالقول: «من النادر جداً، في تاريخ بلدنا وأمتنا، أن واجه شعبنا مثل هذه المحن مجتمعة، جماعة خارجة من عصور ما قبل التاريخ، ومعها الحرب، والوباء، والجوع، مودية بحياة عشرات الآلاف من أطفالنا وأمهاتنا، وشبابنا ورجالنا، وتشريد الملايين داخلياً، وعبر الدول والقارات، لنصبح إحدى أكبر الأزمات الإنسانية على وجه الكوكب».
وأوضح العليمي أن إنشاء مجلس القيادة الرئاسي يجسد «رسالة سلام، وعزم على تحقيق إرادة الشعب الذي يتطلع في كل الأحوال إلى دولة عصرية، أكثر قوة، وتماسكاً، وعدالة».
وفي ظل الهدنة الإنسانية القائمة، ناشد العليمي «المجتمع الدولي للضغط على قيادة الميليشيات الانقلابية لكي لا تقتل فرحة اليمنيين بهذه الخطوات نحو السلام العادل والشامل والمستند إلى المرجعيات المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً والعمل على إيقاف نزيف الدم وشبح المجاعة».
وقال: «وإنني وإخواني في مجلس القيادة الرئاسي، إذ نقدر المساعي الحميدة للمبعوثين الأممي، والأميركي، والأسرة الدولية (...) فإننا نشدد على ضرورة تنفيذ كافة بنود الهدنة، وفي المقدمة فتح معابر تعز والمدن الأخرى، كما يجب على المجتمع الدولي الضغط لاستكمال إجراءات تبادل الأسرى، والمحتجزين، والمخفيين قسراً من قبل الميليشيا الانقلابية، وصرف رواتب الموظفين من رسوم سفن المشتقات النفطية الواصلة إلى ميناء الحديدة، وإنهاء حرب الخدمات التي يديرها الانقلابيون». وأكد العليمي أن مجلس القيادة يواصل «دعم الجهود الحثيثة للمبعوثين الأممي، والأميركي، من أجل تمديد الهدنة الإنسانية» ويجدد التمسك بمبادرة المملكة العربية السعودية، «واعتبارها أساساً عادلاً لعملية سلمية شاملة».
وجدد العليمي التأكيد على أن تكون المسألة الاقتصادية أولوية رئيسة وقال: «سنعمل سوياً مع حكومة الكفاءات السياسية على تنشيط الصادرات وتنمية الإيرادات بما يمكننا من الانتظام في دفع رواتب موظفي الخدمة العامة والقوات المسلحة والأمن والمعاشات التقاعدية».
وأوضح أنه وجه الحكومة بإنجاز آلية استيعاب المنحة المقدمة من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة البالغة 3 مليارات، و300 مليون دولار بشكل عاجل.
مشيراً إلى وجود فريق حكومي مع اللجنة الاقتصادية في الرياض لإنجاز ذلك، كما أكد تحويل ما تبقى من الوديعة السعودية السابقة وقدرها 174 مليون دولار إلى البنك المركزي في عدن.
ووعد العليمي بأن مجلس القيادة «سيعمل بشكل أساسي على مكافحة الفساد من خلال تطوير جهاز الرقابة والمحاسبة، واختيار هيئة وطنية عليا جديدة لمكافحة الفساد خلفاً للهيئة القائمة». وقال إنه تم «توجيه الحكومة بسرعة إعادة تشكيل اللجنة العليا للمناقصات والهيئة العليا للرقابة على المناقصات ليتم بموجبه تشكيل لجان المناقصات في المحافظات المحررة وبصورة عاجلة».
وجدد رئيس مجلس القيادة اليمني التزام بلاده الكامل بالتعاون مع تحالف دعم الشرعية، والمحيط الإقليمي، والدولي على صعيد مكافحة الإرهاب، ووعد بإنشاء الهيئة الوطنية الخاصة بعلاج ورعاية جرحى ومصابي ومعاقي القوات المسلحة والأمن والمقاومة الشعبية وعائلاتهم وإصدار قانون بإنشاء صندوق خاص بمواردها.
إلى ذلك أكد العليمي أن مجلس القيادة سيمضي قدماً في جهود توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية، كما نص على ذلك «اتفاق الرياض»، وإعلان نقل السلطة، وذلك من خلال اللجنة العسكرية والأمنية التي سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة المقبلة.


مقالات ذات صلة

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

تحليل إخباري الجماعة الحوثية استقبلت انتخاب ترمب بوعيد باستمرار الهجمات في البحر الأحمر وضد إسرائيل (غيتي)

ماذا ينتظر اليمن في عهد ترمب؟

ينتظر اليمنيون حدوث تغييرات في السياسات الأميركية تجاه بلادهم في ولاية الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي رئيس الحكومة اليمنية أحمد عوض بن مبارك (سبأ)

وعود يمنية بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات الحكومية

وعد رئيس الحكومة اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، بإطلاق عملية شاملة لإعادة بناء المؤسسات، ضمن خمسة محاور رئيسة، وفي مقدمها إصلاح نظام التقاعد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي مسلحون حوثيون خلال حشد في صنعاء دعا إليه زعيمهم (إ.ب.أ)

الحوثيون يحولون المنازل المصادرة إلى معتقلات

أفاد معتقلون يمنيون أُفْرج عنهم أخيراً بأن الحوثيين حوَّلوا عدداً من المنازل التي صادروها في صنعاء إلى معتقلات للمعارضين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي بوابة البنك المركزي اليمني في صنعاء الخاضع لسيطرة الجماعة الحوثية (أ.ف.ب)

تفاقم معاناة القطاع المصرفي تحت سيطرة الحوثيين

يواجه القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية شبح الإفلاس بعد تجريده من وظائفه، وتحولت البنوك إلى مزاولة أنشطة هامشية والاتكال على فروعها في مناطق الحكومة

وضاح الجليل (عدن)
الخليج جاسم البديوي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية (مجلس التعاون)

إدانة خليجية للاعتداء الغادر بمعسكر قوات التحالف في سيئون اليمنية

أدان جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الاعتداء الغادر في معسكر قوات التحالف بمدينة سيئون بالجمهورية اليمنية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.