المعلمي: نرحب بمؤتمر جنيف.. وإيران ليس لها مكان فيه

اليماني: ندعو المجتمع الدولي للضغط على الحوثيين ووقف مشروع طهران التوسعي في اليمن

دخان يتصاعد بعد قصف قوات التحالف مواقع للمتمردين الحوثيين في إب أمس (غيتي)
دخان يتصاعد بعد قصف قوات التحالف مواقع للمتمردين الحوثيين في إب أمس (غيتي)
TT

المعلمي: نرحب بمؤتمر جنيف.. وإيران ليس لها مكان فيه

دخان يتصاعد بعد قصف قوات التحالف مواقع للمتمردين الحوثيين في إب أمس (غيتي)
دخان يتصاعد بعد قصف قوات التحالف مواقع للمتمردين الحوثيين في إب أمس (غيتي)

رحب سفير المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعقد مؤتمر بجنيف في الثامن والعشرين من مايو (أيار) الحالي، مشترطا أن يجري الإعداد لمؤتمر جنيف وفق الأسس التي حددها مؤتمر الرياض، وعلى أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مشددا على أن إيران ليس لها دور لتلعبه في مؤتمر جنيف.
وقال المعلمي للصحافيين في أعقاب الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن صباح أمس حول اليمن «نحن سعداء بالدعوة التي طرحها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لعقد مؤتمر بجنيف الأسبوع المقبل، وقد حدد مؤتمر الرياض أسس أي مفاوضات يتم عقدها حول العملية السياسية في اليمن».
وأشار المعلمي إلى أكثر من 74 هجوما للحوثيين خلال فترة الهدنة الإنسانية، وقال «عمليات توصيل المساعدات إلى اليمن تواجه عراقيل بسبب العمليات التي يقوم بها الحوثيون الذين أساءوا استخدام الهدنة واستمروا في القيام بعمليات عسكرية في انتهاك واضح لشروط الهدنة، واستمروا في استفزازاتهم وقاموا بهجمات على الحدود في نجران، ونفذوا 74 هجوما عند الحدود السعودية، ومهمة المجتمع الدولي الآن الضغط على الحوثيين وحلفائهم لتنفيذ التزاماتهم ببنود قرار مجلس الأمن رقم 2216، وعلى أساس نتائج مؤتمر الرياض». وأضاف «نحن مستعدون لتجديد الهدنة الإنسانية إذا التزمت بها كل الأطراف».
وشدد المعلمي على أهمية انسحاب الحوثيين وتسليم أسلحتهم ووقف إطلاق النار، وقال «على الحوثيين الانسحاب من العاصمة صنعاء، ومن المحافظات التي احتلوها، وتسليم أسلحتهم والتوقف عن أي تحد للشرعية الدولية مثلما يطالبهم القرار 2216، وهو قرار ملزم بموجب الفصل السابع».
ورفض المعلمي مشاركة إيران في اجتماع جنيف، وقال «إيران ليست عضوا بمجلس التعاون الخليجي، وليست عضوا في الجامعة العربية، وليست عضوا في مجلس الأمن، ولا أرى ضرورة لدعوتها في اجتماع جنيف. لا أعتقد أن لإيران مكانا في محادثات جنيف، ولا أعتقد أن دعوة إيران أمر مطروح للمناقشة». وأضاف «إيران أشعلت فتيل الفتنة والاقتتال في اليمن، ونحن نرحب بأي دور إيجابي لها، لكننا نعارض مواقفها السلبية». وأعرب المعلمي عن اعتقاده أن الأمين العام سيعقد مشاورات جنيف تحت أي ظروف، موضحا أن الحوار في جنيف سيكون بين الأطراف اليمنية فقط. وأكد للصحافيين عدم مشاركة إيران قائلا «يمكنني أن أضمن لكن عدم دعوة إيران لمؤتمر جنيف».
وقالت الشيخة علياء أحمد بن سيف، مندوبة قطر لدى مجلس الأمن والتي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس دول التعاون الخليجي «قدمنا معلومات تفصيلية لمجلس الأمن بشأن انتهاكات الحوثيين، وطالبنا المجتمع الدولي بممارسة الضغوط على الحوثيين وحلفائهم لتنفيذ القرار رقم 2216».
من جانبه، طالب مندوب اليمن إلى الأمم المتحدة خالد اليماني الأمين العام للأمم المتحدة بممارسة المزيد من الضغط على الانقلابين الحوثيين، وقال «الحكومة اليمنية ترحب بمساعي الأمين العام للأمم المتحدة، ونرحب بدعوته لحضور اجتماع جنيف، ونطالب بممارسة المزيد من الضغط على الحوثيين الانقلابيين الذين يدافعون عن المشروع الإيراني التوسعي في اليمن».
وثمن اليماني الجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وقال «لقد تعهد لكل الأطراف المعنية بأنه سيسعى إلى الالتزام بأجندة أكثر شفافية من سلفه، وأكثر انفتاحا، ونتوقع أن يقوم بتسمية الحوثيين كطرف معرقل وكجزء من المشكلة في اليمن، وليس جزءا من الحل». وحول مشاوراته مع المسؤولين الإيرانيين قال اليماني «من حق المبعوث الأممي لليمن التشاور مع من يريد».
كان مجلس الأمن الدولي قد عقد جلسة مغلقة صباح أمس الأربعاء، استمع فيها إلى أول تقرير يرفعه المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد منذ تعيينه مبعوثا للأمين العام في 25 أبريل (نيسان) الماضي.
وقالت سفيرة ليتوانيا، التي ترأس بلادها الدورة الحالية لمجلس الأمن، للصحافيين عقب الجلسة، إن الدول الأعضاء بالمجلس رحبت بدعوة الأمين العام للأمم المتحدة بعقد مؤتمر في جنيف نهاية الشهر الحالي، وأكدت على أهمية الحوار والتفاوض للتوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن. وشددت على أن دول مجلس الأمن دعت كل الأطراف المعنية لحضور مؤتمر جنيف والمشاركة فيه بحسن نية دون شروط مسبقة. كما رحب أعضاء مجلس الأمن بمستوى توصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.
وقد أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الدعوة لعقد محادثات بين الأطراف المتحاربة في اليمن في العاصمة السويسرية جنيف يوم الخميس المقبل 28 مايو، بهدف التوصل إلى حل سياسي لإنهاء أكثر من سبعة أسابيع من الحرب في اليمن ونزع فتيل الأزمة المتفاقمة والدفع نحو عملية انتقال سياسي يقودها اليمنيون. وكان من المقرر أن يتم الإعلان عن مؤتمر جنيف الأسبوع الماضي، لكن الأمم المتحدة طالبت بوقف القتال قبل عقد المؤتمر، فيما طالبت الحكومة اليمنية بانسحاب الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال الأمين العام بان كي مون في بيانه إنه «يحث جميع المشاركين على الانخراط في هذه المشاورات التي تعقدها الأمم المتحدة بحسن نية ودون شروط مسبقة». وشدد البيان على أن الحل الوحيد الدائم للأزمة في اليمن هو «التوصل إلى تسوية سياسية تفاوضية شاملة».
وأوضحت الأمم المتحدة أن المشاورات التي تشهدها مدينة جنيف تتشارك فيها الحكومة اليمنية وأطراف أخرى، بما في ذلك الحوثيون في أعقاب المشاورات الموسعة التي عقدها مبعوث الأمين العام الخاص إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في كل من اليمن والمملكة العربية السعودية ومصر.
ومن المقرر أن يشارك في مؤتمر جنيف الأسبوع المقبل كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وكذلك الأمين العام للجامعة العربية، والأمين العام لمجلس دول التعاون الخليجي، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، ومنسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي. ولم يتضح بعد جدول أعمال المؤتمر واللقاءات الثنائية والجماعية التي يستضيفها.
من جانبه، أكد فرحان حق، نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن الهدف من عقد مؤتمر جنيف في الثامن والعشرين من مايو الحالي هو إجراء مشاورات وجلب الأطراف اليمنية للحوار. وقال حق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي للأمم المتحدة «إن ما أعلنه الأمين العام بان كي مون هو عقد مشاورات مبدئية، وما يحاول المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد عمله هو جلب كل الأطراف اليمنية إلى هذه المشاورات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.