فرار «دواعش» من سجن في محافظة الحسكة السورية

سجن الحسكة الذي يؤوي عناصر من تنظيم «داعش» (الشرق الأوسط)
سجن الحسكة الذي يؤوي عناصر من تنظيم «داعش» (الشرق الأوسط)
TT
20

فرار «دواعش» من سجن في محافظة الحسكة السورية

سجن الحسكة الذي يؤوي عناصر من تنظيم «داعش» (الشرق الأوسط)
سجن الحسكة الذي يؤوي عناصر من تنظيم «داعش» (الشرق الأوسط)

قالت مصادر كردية إن أربعة محتجزين من تنظيم «داعش» تمكنوا من الفرار من سجن محكم الحراسة في بلدة الشدادي الواقعة جنوب محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا. وأسفرت العملية عن مقتل عناصر حراسة وجرح آخرين، في وقت أكد التحالف الدولي لمحاربة التنظيم، في بيان على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»، أن «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) مستمرة في حرمان «داعش» من الملاذات، مكرراً التشديد على التزام التحالف بالشراكة مع هذه القوات التي يهيمن عليها الأكراد، لضمان الهزيمة الدائمة للتنظيم المتشدّد.
وكشف مصدر مطلع لموقع «باسنيوز» الكردي أن 4 محتجزين من عناصر «داعش» فروا من سجن مركزي محكم الحراسة في بلدة الشدادي جنوب الحسكة الثلاثاء الماضي، بعد اشتباكات مسلحة دارت أثناء محاولة الهروب أسفرت عن مقتل اثنين من عناصر الحراسة وجرح ثالث، أعقبها استنفار وتحشيد عسكري من قوات «قسد» وتحليق للطيران المروحي التابع للتحالف الدولي في سماء المدينة. وفُرض حظر للتجول في الشدادي وأغلقت جميع مخارج البلدة ومداخلها بحثاً عن الفارين المطلوبين.
ونقلت مصادر محلية و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» معلومات عن تعرض القاعدة الأميركية في محيط المنطقة لاستهداف وهجوم صاروخي الاثنين الماضي، دون الكشف عن حصيلة الهجوم. وتقع منشأة سجن الشدادي على مقربة من القاعدة الأميركية وتعرضت لهجمات وقصف مدفعي وصاروخي مرات عدة، فيما أشارت وكالة أنباء «هاوار» التابعة للإدارة الذاتية إلى سقوط قذيفتين مجهولتي المصدر على ناحية الشدادي سقطت واحدة منهما بالحي الشمالي وأسفرت عن أضرار مادية في أحد المنازل. كما تداولت مواقع محلية وصفحات نشطاء أن انفجارات دوّت في محيط القاعدة الأميركية بالشدادي نتيجة سقوط قذائف مجهولة المصدر.
إلى ذلك، قالت عملية العزم الصلب بالتحالف الدولي لمحاربة تنظيم «داعش»، في بيان أمس الأربعاء، إن شركاءها السوريين في قوات «قسد» مستمرون في حرمان تنظيم «داعش» من الملاذات. وأكد البيان التزام التحالف بالشراكة مع «قوات سوريا الديمقراطية» لضمان الهزيمة الدائمة لخلايا التنظيم النائمة والمجموعات النشطة الموالية لـ«داعش». وأشار إلى «أن الجهد الدؤوب لشركائنا في (قوات سوريا الديمقراطية) من أجل حرمان (داعش) من الملاذات ومنع عودة ظهوره، يُبرهن على تفاني القوات لبناء استقرار مستدام ومرن في شمال شرقي سوريا».
وكانت خلايا نائمة يشتبه بولائها لتنظيم «داعش» قد نفذت 15 عملية إرهابية خلال النصف الثاني من أبريل (نيسان) الماضي، راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابين بما في ذلك رئيس مكتب العلاقات العامة في «مجلس دير الزور المدني» و11 شخصاً اجتمعوا على مأدبة إفطار في بلدة أبو خشب بريف دير الزور الشرقي. وعلى الرغم من الحملات الأمنية الواسعة وعمليات المداهمة التي تنفذها «قسد» بدعم من قوات التحالف الدولي في ملاحقة الخلايا والمجموعات الموالية لـ«داعش»؛ فإن تحركات خلايا التنظيم والهجمات الإرهابية المنفردة زادت بوتيرة عالية بعد الهجوم الواسع والدامي على منشأة سجن الصناعة بحي الغويران بمحافظة الحسكة بداية العام الحالي، وتصاعد الهجمات في مخيم الهول شرقي الحسكة.


مقالات ذات صلة

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

شؤون إقليمية وزراء الدفاع والخارجية ورئيسا المخابرات في تركيا وسوريا خلال اجتماع في أنقرة في 15 يناير (الخارجية التركية)

اجتماع خماسي لدول جوار سوريا في عمان لبحث التنسيق الأمني

يُعقد في عمان الأحد اجتماع خماسي رفيع المستوى يضم وزراء الخارجية والدفاع وقادة عسكريين ورؤساء أجهزة المخابرات من كل من تركيا والأردن والعراق وسوريا ولبنان.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
شؤون إقليمية تركيا والأردن وسوريا والعراق ستتخذ خطوات نحو مكافحة تنظيم «داعش» (رويترز)

تركيا والأردن وسوريا والعراق يناقشون التعاون الأمني في عمّان

كشف مصدر دبلوماسي تركي اليوم (السبت)، أن وفوداً رفيعة المستوى من تركيا والأردن وسوريا والعراق ستجتمع في عمّان غداً.

«الشرق الأوسط» (أنقرة)
الولايات المتحدة​ دورية مشتركة لـ«قوات سوريا الديمقراطية -(قسد)» والولايات المتحدة في ريف القامشلي بشمال شرق سوريا (رويترز)

القيادة المركزية الأميركية تعلن اعتقال قيادي بـ«داعش» في سوريا

أعلنت القيادة المركزية الأميركية، اليوم السبت، اعتقال قيادي بتنظيم «داعش» خلال عملية مشتركة مع «قوات سوريا الديمقراطية- (قسد)» في محيط منطقة الشحيل بدير الزور.

«الشرق الأوسط» (واشطنن)
تحليل إخباري أسلحة وتجهيزات طبية كانت بحوزة مقاتلي «بوكو حرام» صادرها الجيش (صحافة محلية)

تحليل إخباري حرب ثلاثية شمال نيجيريا... الجيش و«داعش» و«بوكو حرام»

شن الجيش النيجيري هجوماً عسكرياً على مواقع تابعة لجماعة «بوكو حرام»؛ أسفر عن مقتل عدد من قيادات التنظيم الإرهابي.

الشيخ محمد (نواكشوط)
المشرق العربي قوات من الجيش السوري تغلق أحد الشوارع في بلدة الصنمين في درعا خلال حملة عسكرية واسعة النطاق لحفظ الأمن الأربعاء والخميس (أ.ف.ب)

تركيا تنفي تقارير إسرائيلية حول إنشاء قواعد عسكرية في سوريا

نفى مصدر عسكري تركي مسؤول تقارير إسرائيلية حول إنشاء 3 قواعد عسكرية جديدة في سوريا، وعن تحليق مقاتلات «إف-16» تركية فوق دمشق عقب هجوم إسرائيلي.

سعيد عبد الرازق (أنقرة)

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.