تشديد يمني على تحسين أداء منظمات الإغاثة الأممية في مأرب

TT

تشديد يمني على تحسين أداء منظمات الإغاثة الأممية في مأرب

انتقد مسؤول يمني أداء كتلة منظمات إغاثية تتبع الأمم المتحدة في محافظة مأرب التي تؤوي 60‎ في المائة من النازحين في البلاد، وطالب بتفعيل دورها وتدخلاتها بشكل أكبر في معالجة أوضاع النازحين وتوفير المأوى.
وشدد المسؤول اليمني على ضرورة أن يكون لكل منظمة مخزون احتياطي من الإيواء لتغطية الاحتياجات الطارئة للنازحين سواء لإيواء الأسر التي تصل يومياً إلى المحافظة، أو الأسر التي تعرضت خيامها للحرائق أو جرّفتها سيول الأمطار أو الرياح كما حدث خلال الأسابيع الماضية.
وكانت الأمم المتحدة وصفت وضع النازحين في مأرب حديثاً بأنه صعب للغاية بسبب الغموض العام حول مستقبلهم، وتحديات الوصول، والصراع.
الانتقاد اليمني للمنظمات الأممية جاء على لسان وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقاء مع منسق كتلة الإيواء في اليمن للمنظمات التابعة للأمم المتحدة جون وين، الذي يزور المحافظة حالياً.
وذكرت المصادر الرسمية أن مفتاح بحث مع المسؤول الأممي «القضايا المرتبطة بخطة الاستجابة الإنسانية الطارئة والمستدامة، خصوصاً في مجال الإيواء، ودور وتدخلات المنظمات الإنسانية للاستجابة للاحتياجات المتزايدة الطارئة والمستدامة، واستئناف برنامج الدعم الإنساني النقدي لبعض الأسر الأكثر احتياجاً وتضرراً لمساعدتها في دفع إيجارات المساكن التي تشهد ارتفاعاً كبيراً جراء نقص المعروض والطلب الكبير عليها».
المسؤول اليمني، ووفق ما ورد من المكتب الإعلامي للمحافظة، قال إن الدور الإنساني لكتلة الإيواء والهجرة الدولية «لا يرتقي إلى مستوى الاحتياجات القائمة أو الطارئة».
وطالب مفتاح بتفعيل دور كتلة الإيواء وتدخلاتها بشكل أكبر وضرورة أن يكون لكل منظمة مخزون احتياطي من الإيواء يستخدم لتغطية الاحتياجات الطارئة للنازحين سواء لإيواء الأسر التي تصل يومياً إلى المحافظة، أو الأسر التي تعرضت خيامها للحرائق أو جرّفتها سيول الأمطار أو الرياح كما حدث خلال الأسابيع الماضية في عدد من المخيمات وبقاء النازحين المتضررين في العراء.
وشدد وكيل محافظة مأرب على ضرورة انتقال المنظمات الإنسانية في تدخلاتها إلى إيجاد الإيواء المقاوم لعوامل التعرية والأطول استدامة، إلى جانب الاستمرار في الإيواء الطارئ بخيام تتوافق مع مواصفات الجودة والقوة التي تمكنها من مقاومة درجة الحرارة المرتفعة والبرودة الشديدة.
ومع تأكيد المسؤول اليمني على تطوير الشراكة بين السلطة المحلية ومختلف المنظمات الإنسانية وتقديم جميع التسهيلات من أجل تخفيف معاناة الأعداد الكبيرة من النازحين الذين استقبلتهم المحافظة وما زالت تستقبل المزيد، أكد أن ما يزيد على 62 في المائة من النازحين داخلياً يعيشون في محافظة مأرب، ما عكس أعباء كبيرة وتحديات على السلطة المحلية في مختلف الصعد للاستجابة لاحتياجاتهم، في ظل ضعف البنى التحتية ومحدودية قدرة الخدمات العامة وشح الإمكانات للاستجابة لاحتياجاتهم الأساسية.
من جهته، ذكر المسؤول الأممي أن زيارته إلى مأرب تهدف إلى الوقوف على خطة الاحتياجات الإنسانية القائمة والمتزايدة للعام الجاري للنازحين، وبحث العديد من الأفكار لتطوير آلية أداء المنظمات المنضوية في كتلة الإيواء لتحقيق الاستجابة الإنسانية.
وقال إنهم «يركزون على تعزيز التدخلات في مجال الإيواء بمسارات عدة من خلال توفير مخيمات طارئة للنازحين والمتضررين، والانتقال إلى مرحلة الحلول الدائمة من خلال التركيز على إعادة برنامج المساعدات النقدية (بدل إيجار) للأسر المتضررة والأكثر احتياجاً، إلى جانب التشجيع والمساعدة على العودة الطوعية للنازحين إلى مناطقهم التي نزحوا منها إذا توافرت المناخات الآمنة وضمنوا سلامتهم من أي انتهاكات يتعرضون لها».
في السياق نفسه، أكد تقرير لمنظمة «اليونيسيف» أن النازحين في مأرب يشعرون بالإحباط، إذ كان لديهم كل شيء في منازلهم، والآن يضطرون للخروج ويأملون في الحصول على نوع من المساعدة على الأقل «بعد أن أصبحت مأرب واحدة من النقاط الساخنة للأزمة الإنسانية في اليمن الناجمة عن صراع طويل الأمد».
ونقلت المنظمة عن عاملين في الجوانب الإغاثية قولهم إن «الوضع صعب للغاية بسبب الغموض العام حول مستقبل النازحين، وتحديات الوصول، والصراع المطول».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.