المغرب وإسبانيا يفتحان حدودهما البرية عند سبتة ومليلية

أعاد المغرب وإسبانيا منتصف الليلة قبل الماضية فتح حدودهما البرية في جيبي سبتة ومليلية، اللذين تحتلهما إسبانيا شمال المغرب، وذلك بعدما ظلّت مغلقة طوال عامين بسبب جائحة كوفيد - 19، والأزمة الدبلوماسية التي عصفت بالعلاقات بين البلدين.
وفتحت الأبواب الحديدية للمعبر الحدودي بين سبتة والفنيدق قرابة الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش، وعبرتها عشرات السيارات في الاتجاهين. لكن في الوقت الراهن لا يمكن سوى للمسافرين الأوروبيين، أو المغاربة المزوّدين بتأشيرة، السفر «شنغن» برّاً إلى سبتة ومليلية. أمّا المواطنون المغاربة الذين يعملون فيهما بشكل قانوني، والذين حُرموا من استئناف أعمالهم منذ أغلقت الحدود لدى بدء جائحة كوفيد - 19، فسيمكنهم العبور مجدداً إلى المدينتين ابتداء من 31 مايو (أيار) الحالي.
واستبعدت وسائل إعلام مغربية أن يؤدّي فتح الحدود البرية إلى عودة تدفّق السلع من سبتة ومليلية إلى المغرب بأسعار رخيصة، وهي تجارة كانت تُعرف باسم «التهريب المعيشي»، قبل أن توقفها السلطات المغربية في خريف 2019. ولقي هذا النشاط التجاري لسنوات رواجاً كبيراً، بيد أنه حرم الجمارك المغربية من مداخيل، وأثار أيضاً انتقادات منظمات حقوقية بعد حوادث تدافع في المعابر الحدودية أودت خلال السنوات الماضية بحياة عدد من الأشخاص. ومنذ توقفت هذه التجارة زادت مداخيل الجمارك المغربية «بنحو 4 مليار درهم (400 مليون دولار)». غير أن القرار ألقى أيضاً بكثيرين في البطالة، وخصوصاً من النساء. وما لبثت السلطات المغربية أن أعلنت توظيف المئات من هؤلاء في مصانع، فضلاً عن إنشاء منطقة اقتصادية بمدينة الفنيدق المجاورة لسبتة.
وتأتي إعادة فتح المعابر ضمن خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين الرباط ومدريد، أُعلن عنها مطلع أبريل ( نيسان) بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى الرباط. وشملت خريطة الطريق حتى الآن استئناف الرحلات البحرية، والتعاون في محاربة الهجرة غير النظامية. بالإضافة إلى عملية عبور المغاربة المقيمين بأوروبا موانئ البلدين خلال عطلة الصيف المقبل.
وكانت المعابر الحدودية مع سبتة ومليلية قد أغلقت قبل عامين بسبب جائحة كوفيد - 19. لكنّها ظلت مغلقة بعد ذلك في سياق أزمة دبلوماسية حادة بين الرباط ومدريد. لكنّ الطرفين توصلا إلى اتفاق مصالحة بفضل تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء لصالح الرباط منتصف مارس (آذار)، وذلك بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحلّ هذا النزاع. وقد أنهت هذه المصالحة أزمة حادة اندلعت بسبب استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي للعلاج. وتفاقمت الأزمة حينها مع تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم مغاربة، وبينهم كثير من القاصرين، على مدينة سبتة، مستغلّين تراخياً في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.
وعبر عدد من المسافرين الذين ولجوا عبر معبر باب سبتة، في تصريحات لقناة M24، التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، عن سعادتهم الكبيرة باستئناف الحركة الاعتيادية للمسافرين، وذلك في أعقاب إغلاقه بسبب التدابير المرتبطة بتفشي وباء كوفيد - 19، وثمنوا قرار السلطات المغربية فتح المعبر، بعد تنظيمه وتأهيله، وهو ما سيساهم في ضمان انسيابية عملية السفر لتجديد الروابط على جانبي المعبر.