والد «أبو عمر التونسي» المطلوب أميركيًا لـ («الشرق الأوسط»): ابني على قيد الحياة ولا علاقة له بـ«أبو سياف»

الداخلية التونسية منعت قرابة 12 ألف شاب من الالتحاق ببؤر التوتر في سوريا والعراق

أبو عمر التونسي
أبو عمر التونسي
TT

والد «أبو عمر التونسي» المطلوب أميركيًا لـ («الشرق الأوسط»): ابني على قيد الحياة ولا علاقة له بـ«أبو سياف»

أبو عمر التونسي
أبو عمر التونسي

أكد الطاهر العوني، والد التونسي طارق العوني (أبو عمر التونسي) المتهم بالإرهاب في بؤر التوتر بالعراق وسوريا، أن ابنه لا يزال على قيد الحياة، وقد تلقى اتصالا هاتفيا مباشرا منه بعد إعلان الأميركيين عن تصفية «أبو سياف».
وتضاربت الأنباء بسبب تشابه الأسماء، ونفى المصدر نفسه ما تناقلته أمس وسائل إعلام تونسية بشأن مقتل ابنه من قبل قوات أميركية خاصة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن ابنه لا علاقة له بالمكنى «أبو سياف»، وهو لا يتنقل بين العراق وسوريا تحت أسماء متعددة على غرار أبو سياف التونسي وأبو محمد العراقي وعبد الغني التونسي وأبو صالح ونبيل الجبوري وغيرها من الأسماء المستعارة.
وبشأن تشابه الأسماء بين المتهمين بالإرهاب ونشر خبر مقتل ابنه من قبل قوات أميركية خاصة بحقل العمر النفطي في دير الزور العراقية، قال العوني بلهجة متأكدة إن الشخص الذي وصفته القوات الأميركية نهاية الأسبوع الماضي هو عراقي الجنسية ويحمل لقب «الجبوري»، ولا علاقة لابنه بهذه العملية العسكرية. وأضاف في لهجة ساخرة أن «الأميركيين يتمنون موت ابنه، ويسعون إلى تحقيق هذه الأمنية منذ مدة طويلة، لكن الأعمار ليست بيد الأميركيين»، على حد تعبيره.
ومنعت وزارة الداخلية التونسية قرابة 12 ألفا من الشباب التونسيين من الالتحاق ببؤر التوتر في سوريا والعراق، وعاد منهم خلال الفترة الأخيرة نحو 500 متطرف، وهم محل متابعة من قبل المؤسسة الأمنية والعسكرية.
يذكر أن أشتون كارتر، وزير الدفاع الأميركي، قد أعلن مقتل التونسي «أبو سياف» واعتقال زوجته في إنزال عسكري بحقل العمر النفطي في منطقة دير الزور السورية من قبل قوات أميركية خاصة. وبقي اسم «أبو سياف» غير معروف، ولم يرد في سجلات وزارات الدفاع والداخلية والعدل في تونس ضمن أخطر التونسيين المنتمين في الخارج إلى تنظيم داعش، كما أن كل الدوائر الرسمية لم تتضمن معلومات قليلة أو كثيرة حول هذا القيادي المنتمي لتنظيم داعش الإرهابي.
ولم يرد اسم «أبو سياف» المعلن عن تصفيته ضمن لائحة المطلوبين التي أصدرتها الإدارة الأميركية بداية شهر مايو (أيار) الحالي، إذ رصدت الولايات المتحدة الأميركية مكافأة مالية قيمتها 20 مليون دولار أميركي لمن يدلي بمعلومات عن أربع قيادات في تنظيم داعش، من بينهم التونسي طارق بن الطاهر الحرزي.
ورصدت الإدارة الأميركية مكافأة مالية 3 ملايين دولار بهدف الحصول على معلومات عن طارق الحرزي الذي تحول من ملاكم إلى متهم بالإرهاب، وقالت إنه أحد أوائل المنضمين إلى تنظيم داعش، مؤكدة أن كنيته «أبو عمر»، وأنه المسؤول عن توظيف المقاتلين الأجانب، ووضعته على قائمة الأمم المتحدة السوداء لممولي الإرهاب، كما أنه وفق الرواية الأميركية من العناصر الخطيرة التي تقف وراء اغتيال السفير الأميركي في ليبيا سنة 2012، كما أنه مسؤول أيضا عن جمع الأموال في سوريا لصالح تنظيم داعش.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.