22 جائزة عالمية تفتح الطريق لمواهب السعودية نحو مستقبل واعد

بتحقيق المنتخب السعودي للعلوم والهندسة 15 جائزة كبرى، و6 جوائز خاصة، خلال مشاركته الأخيرة في أكبر تجمع علمي للمنافسة في مجال الأبحاث العلمية للمرحلة ما قبل الجامعية، تشرع الأبواب، ويتسع الطريق لوعد المستقبل بآفاق من التقدم والتمكين للمواهب السعودية.
35 طالباً وطالبة من 11 إدارة تعليمية من مناطق مختلفة في السعودية، هم قوام المنتخب السعودي، سافروا محملين بالتفاؤل والعلم، للمنافسة مع نحو 1800 طالب مشارك من 80 دولة حول العالم، وعادوا متوجين بالألقاب ومتوشحين بأوسمة التفوق والجدارة بين نظرائهم، في مجالات علمية متعددة.

                             إحدى المشاركات السعوديات ضمن المنتخب السعودي للعلوم والهندسة (الشرق الأوسط)
اتسعت مساحة الفرح بهذا التتويج على منصة علمية وعالمية، ووجدت لحظات فوز فريق المنتخب السعودي في ولاية جورجيا الأميركية، صدى وتفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وتبادل الناشطون على تلك المنصات التهاني ومقاطع الفيديو والتطلع لاستقبالهم متوّجين بهذه المراكز المتقدمة، ولانخراطهم في مرحلة جديدة من التقدم والتألق العلمي.
وشاركت السعودية، ممثلة في مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة)، ووزارة التعليم، في المعرض الدولي للعلوم والهندسة (ISEF)، الذي أقيم في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأميركية، وتمكن طلاب المنتخب السعودي للعلوم والهندسة‬ مجتمعين، من تحقيق مراكز متقدمة وإحراز 22 جائزة، أبرزها تحقيق الطالب عبد الله الغامدي المركز الأول في مجال الطاقة، بالإضافة إلى جائزة العالم الشاب، والمركز الأول للطالبة دانة العيثان في مجال الكيمياء.
وتقديراً لهذا المنجز الوطني، بعث وزير التعليم حمد آل الشيخ، التهنئة للطلاب الفائزين، وأعلن تقديم منح ابتعاث للطلاب الفائزين في المنافسة، تقديراً لهم على هذا الإنجاز غير المسبوق واستثماراً في قدراتهم وتطويراً لأدوارهم المستقبلية، مؤكداً أن المملكة حصدت هذه الجوائز بشكل غير مسبوق، بفضل دعم القيادة ومجهودات المعلمين والأسر.
وقال مدير الإعلام في مؤسسة موهبة إن المؤسسات الوطنية لديها قناعة أن الموهوب هو الذي يصنع المستقبل ويخلق الوظيفة، والاستثمار في رأس المال البشري مضمون لتسجيل العائدات العلمية والتنموية المذهلة، وتلبية احتياجات المملكة وتطلعاتها المستقبلية في ظل «رؤية 2030»، وأن ما تحقق خلال مشاركة طلاب المملكة في معرض آيسف 2022 هو ترجمة لتلك الجهود وتأكيد لقيمة المملكة، في ظل مشاركة أعداد ضخمة من الطلاب حول العالم، ومن دول صناعية ومتقدمة.

المنتخب السعودي للعلوم والهندسة أثناء مشاركته في معرض «آيسف» 2022 (الشرق الأوسط)
وأشار مدير الإعلام بمؤسسة موهبة، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن المؤسسة تقوم بدور مهم، يأتي على 3 مراحل، لضمان تقديم مسيرة كاملة من الرعاية والاهتمام، وانتهاءً بالتمكين، ويأتي اكتشاف الموهوبين كأول مرحلة في هذه السلسلة، إذ تركز على الطلاب في المراحل الأولية حتى الثانوية، لاكتشاف قدراتهم واتجاهاتهم، استعداداً للمرحلة الثانية، وهي العمل على صقل تلك المواهب ورعايتها وتأهيلها ببرامج التدريب الاحترافية، وفقاً لمتطلبات كل مجال واتجاهات كل موهبة. وفي المرحلة الثالثة والأخيرة، وهي التمكين، تقوم بتوفير الفرص الملائمة، وإطلاق العنان لتلك المواهب للاستثمار فيها والاستفادة منها.
وفيما يخص الخطط المستقبلية التي تتبناها «موهبة» في هذا الإطار، قال الكناني إن «موهبة» توسعت، وأضحت نموذجاً عالمياً، تجاوز المحلية، وتتخذه دول إقليمية وعربية مثالاً للاستفادة من برامجه وآلياته وأدائه الذي يعتمد على النموذج الأكثر شمولاً في مجال الموهبة والإبداع على مستوى العالم، مشيراً إلى أن ‏الشراكة التكاملية بين «موهبة» ووزارة التعليم وشركائهما الاستراتيجيين والداعمين توفر للطلبة مناخاً ثرياً لاكتساب العلوم والمعارف، وترتقي بهم وبمهاراتهم عالياً.