لماذا علق إيلون ماسك خطته لشراء «تويتر»؟ صفقة أفضل أم عذر للابتعاد؟

الملياردير إيلون ماسك مع شعار تطبيق «تويتر» (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك مع شعار تطبيق «تويتر» (رويترز)
TT

لماذا علق إيلون ماسك خطته لشراء «تويتر»؟ صفقة أفضل أم عذر للابتعاد؟

الملياردير إيلون ماسك مع شعار تطبيق «تويتر» (رويترز)
الملياردير إيلون ماسك مع شعار تطبيق «تويتر» (رويترز)

استشهد الرئيس التنفيذي لشركة «تسلا» إيلون ماسك، بالروبوت الاجتماعي (Social Bot) عندما أعلن أن الاستحواذ على «تويتر» بقيمة 44 مليار دولار معلق مؤقتاً، لكن البعض لا يصدق هذا التفسير، حسب تقرير لصحيفة «فايننشال تايمز».
وغرد أغنى رجل في العالم، أمس الجمعة، بأنه سيعلق عملية الشراء مؤقتاً، بينما كان ينتظر مزيداً من المعلومات لتأكيد ما إذا كانت التقديرات الفصلية لحسابات «تويتر» المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي دقيقة أم لا، مما أدى إلى انخفاض أسهم التطبيق وأثار تساؤلات حول ما يعنيه ماسك بالضبط.
ويقول التقرير إنه «في الواقع» لا يمكن تعليق المعاملات المتفق عليها قانونياً، حيث لا يزال محامو «تويتر» يعملون مع فريق ماسك لإتمام الصفقة، على حد قول أحد الأشخاص المطلعين على العملية. إضافة إلى قول الملياردير نفسه إنه لا يزال «ملتزماً بالاستحواذ».
وفسر بعض المحللين مناورة ماسك على أنها محاولة لإجبار «تويتر» على العودة إلى طاولة المفاوضات للحصول على صفقة أقل ثمناً مع هبوط أسهم التكنولوجيا، أو لإيجاد طريقة للانسحاب.
ويقول ستيفانو بونيني، خبير حوكمة الشركات في «معهد ستيفنز للتكنولوجيا»، «ما لم يتم الإبلاغ عن بيانات خاطئة بشكل صارخ حول تطبيق (تويتر) تمثل احتيالاً أمنياً خطيراً... إذن هذه وسيلة للتفاوض على سعر أقل أو الابتعاد... على أي حال، هذا يدل على أننا ما زلنا بعيدين تماماً عن حدوث هذه الصفقة على أرض الواقع».

وحسب التقرير، أشارت تغريدة ماسك إلى القلق من أن «تويتر» الذي لطالما كافح الشكاوى بشأن الروبوتات، لديه حسابات مزيفة «أكثر مما يكشف»، مسلطاً الضوء على تقدير حديث للشركة بأن «أقل من 5 في المائة» من مستخدمي «تويتر» هم حسابات مزيفة وبريد عشوائي، مع تنويه أن هذا «مجرد تقدير» و«يمكن أن يكون الرقم أعلى».
ويعتقد بعض الباحثين أن نسبة الحسابات المزيفة تتراوح بين 9 و15 في المائة.
وأشار تقرير «فايننشال تايمز» أن «تويتر» أجرت عمليات تطهير بين الحين والآخر لحسابات البريد العشوائي، واستثمرت في أنظمة للكشف على الحاسبات المزيفة والقضاء عليها، لكنها رفضت أيضاً تقديرات الباحثين، وأشارت إلى أن القلق مُبالغ فيه.
وبالنسبة لماسك، الذي لديه أكثر من 92 مليون متابع على المنصة ويستهدفه المحتالون بانتظام، كانت المشكلة مصدر قلق.

* صفقة أرخص؟
بالنسبة إلى أن معضلة الحسابات المزيفة ليست جديدة، فقد تغير شيء واحد منذ طرح ماسك عرضه لأول مرة، وهو تراجع أسهم التكنولوجيا، فمنذ أن قدم ماسك عرضه لشراء «تويتر» في 14 أبريل (نيسان)، انخفض مؤشر «ناسداك» بنحو 18 في المائة.
وقال ناثان أندرسون، مؤسس شركة «Hindenburg Research» في وقت سابق من هذا الأسبوع، «إن هبوط أسهم التكنولوجيا أعطى ماسك نفوذاً لإعادة إبرام الصفقة لشراء (تويتر) بسعر أقل... من وجهة نظرنا، ماسك يحمل جميع الأوراق هنا، فقد وافق مجلس الإدارة بسرعة على الصفقة عندما كانت الظروف أكثر ملاءمة إلى حد كبير، ونعتقد أنهم سيتخذون القرار الصحيح مرة أخرى عندما يواجهون الواقع الحالي»، مضيفاً: «بينما يُعرف القليل عن دوافع ماسك الحقيقية للتشكيك في الصفقة، يعتقد العديد من المحللين أنه يحاول الحصول على شروط أفضل».

* هل يبحث ماسك عن مخرج؟
الاحتمال الآخر هو أن ماسك يتطلع ببساطة إلى التخلي عن هذه الصفقة.
وقد وافق «تويتر» على رسوم فسخ العقد التي تسمح - من الناحية الفنية - لماسك بالتخلي عن عملية الاستحواذ الخاصة به مقابل مليار دولار. ومع ذلك، يمكن لشركة التواصل الاجتماعي أيضاً مقاضاته لإجباره على إكمال الصفقة.


مقالات ذات صلة

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

العالم إيلون ماسك خلال مؤتمر في فندق بيفرلي هيلتون في بيفرلي هيلز - كاليفورنيا بالولايات المتحدة 6 مايو 2024 (رويترز)

إيلون ماسك ينتقد مقترح أستراليا بحظر منصات التواصل الاجتماعي على الأطفال

انتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك، مالك منصة «إكس»، قانوناً مُقترَحاً في أستراليا لحجب وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال دون 16 عاماً.

«الشرق الأوسط» (سيدني)
الولايات المتحدة​ إيلون ماسك رئيس شركة «تسلا» ومنصة «إكس» (أ.ب)

إيلون ماسك يسخر من مسؤول كبير في «الناتو» انتقد إدارته لـ«إكس»

هاجم إيلون ماسك، بعد تعيينه مستشاراً للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، مسؤولاً كبيراً في حلف شمال الأطلسي (ناتو).

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك مالك منصة «إكس» (رويترز)

صحف فرنسية تقاضي «إكس» بتهمة انتهاك مبدأ الحقوق المجاورة

أعلنت صحف فرنسية رفع دعوى قضائية ضد منصة «إكس» بتهمة استخدام المحتوى الخاص بها من دون دفع ثمنه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
أوروبا الملياردير الأميركي إيلون ماسك يتحدث خلال تجمع انتخابي لترمب (أ.ف.ب)

إهانة عبر «إكس»: ماسك يصف المستشار الألماني بـ«الأحمق»... وبرلين ترد بهدوء

وجّه إيلون ماسك إهانة مباشرة للمستشار الألماني أولاف شولتس عبر منصة «إكس»، في وقت تشهد فيه ألمانيا أزمة حكومية.

«الشرق الأوسط» (أوستن (الولايات المتحدة))
العالم الانشغال الزائد بالتكنولوجيا يُبعد الأطفال عن بناء صداقات حقيقية (جامعة كوينزلاند) play-circle 00:32

أستراليا تتجه لحظر «السوشيال ميديا» لمن دون 16 عاماً

تعتزم الحكومة الأسترالية اتخاذ خطوات نحو تقييد وصول الأطفال والمراهقين إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
TT

مصر: الكشف عن صرح معبد بطلمي في سوهاج

المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)
المعبد البطلمي تضمّن نقوشاً ورسوماً متنوّعة (وزارة السياحة والآثار)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف صرح لمعبد بطلمي في محافظة سوهاج (جنوب مصر). وذكرت البعثة الأثرية المشتركة بين «المجلس الأعلى للآثار» في مصر وجامعة «توبنغن» الألمانية أنه جرى اكتشاف الصرح خلال العمل في الناحية الغربية لمعبد أتريبس الكبير.

وعدّ الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، هذا الكشف «النواة الأولى لإزاحة الستار عن باقي عناصر المعبد الجديد بالموقع»، وأوضح أنّ واجهة الصرح التي كُشف عنها بالكامل يصل اتساعها إلى 51 متراً، مقسمة إلى برجين؛ كل برج باتّساع 24 متراً، تفصل بينهما بوابة المدخل.

ولفت إسماعيل إلى أنّ الارتفاع الأصلي للصرح بلغ نحو 18 متراً، وفق زاوية ميل الأبراج، ما يضاهي أبعاد صرح معبد الأقصر، مؤكداً على استكمال أعمال البعثة في الموقع للكشف عن باقي المعبد بالكامل خلال مواسم الحفائر المقبلة، وفق بيان للوزارة.

جانب من صرح المعبد المُكتشف (وزارة السياحة والآثار)

بدوره، قال رئيس «الإدارة المركزية لآثار مصر العليا»، ورئيس البعثة من الجانب المصري، محمد عبد البديع، إنه كُشف عن النصوص الهيروغليفية التي تزيّن الواجهة الداخلية والجدران، خلال أعمال تنظيف البوابة الرئيسية التي تتوسَّط الصرح، كما وجدت البعثة نقوشاً لمناظر تصوّر الملك وهو يستقبل «ربيت» ربة أتريبس، التي تتمثّل برأس أنثى الأسد، وكذلك ابنها المعبود الطفل «كولنتس».

وأوضح أنّ هذه البوابة تعود إلى عصر الملك بطليموس الثامن الذي قد يكون هو نفسه مؤسّس المعبد، ومن المرجح أيضاً وجود خرطوش باسم زوجته الملكة كليوباترا الثالثة بين النصوص، وفق دراسة الخراطيش المكتشفة في المدخل وعلى أحد الجوانب الداخلية.

وقال رئيس البعثة من الجانب الألماني، الدكتور كريستيان ليتز، إنّ البعثة استكملت الكشف عن الغرفة الجنوبية التي كان قد كُشف عن جزء منها خلال أعمال البعثة الأثرية الإنجليزية في الموقع بين عامَي 1907 و1908، والتي زُيّن جانبا مدخلها بنصوص هيروغليفية ومناظر تمثّل المعبودة «ربيت» ورب الخصوبة «مين» وهو محوط بهيئات لمعبودات ثانوية فلكية، بمثابة نجوم سماوية لقياس ساعات الليل.

رسوم ونجوم تشير إلى ساعات الليل في المعبد البطلمي (وزارة السياحة والآثار)

وأضاف مدير موقع الحفائر من الجانب الألماني، الدكتور ماركوس مولر، أنّ البعثة كشفت عن غرفة في سلّم لم تكن معروفة سابقاً، ويمكن الوصول إليها من خلال مدخل صغير يقع في الواجهة الخارجية للصرح، وتشير درجات السلالم الأربع إلى أنها كانت تقود إلى طابق علوي تعرّض للتدمير عام 752.

يُذكر أنّ البعثة المصرية الألمانية المشتركة تعمل في منطقة أتريبس منذ أكثر من 10 سنوات؛ وأسفرت أعمالها عن الكشف الكامل لجميع أجزاء معبد أتريبس الكبير، بالإضافة إلى ما يزيد على 30 ألف أوستراكا، عليها نصوص ديموطيقية وقبطية وهيراطيقة، وعدد من اللقى الأثرية.

وعدَّ عالم الآثار المصري، الدكتور حسين عبد البصير، «الكشف عن صرح معبد بطلمي جديد في منطقة أتريبس بسوهاج إنجازاً أثرياً كبيراً، يُضيء على عمق التاريخ المصري في فترة البطالمة، الذين تركوا بصمة مميزة في الحضارة المصرية». وقال لـ«الشرق الأوسط» إنّ «هذا الاكتشاف يعكس أهمية أتريبس موقعاً أثرياً غنياً بالموروث التاريخي، ويُبرز تواصل الحضارات التي تعاقبت على أرض مصر».

ورأى استمرار أعمال البعثة الأثرية للكشف عن باقي عناصر المعبد خطوة ضرورية لفهم السياق التاريخي والمعماري الكامل لهذا الصرح، «فمن خلال التنقيب، يمكن التعرّف إلى طبيعة استخدام المعبد، والطقوس التي مورست فيه، والصلات الثقافية التي ربطته بالمجتمع المحيط به»، وفق قوله.

ووصف عبد البصير هذا الاكتشاف بأنه «إضافة نوعية للجهود الأثرية التي تُبذل في صعيد مصر، ويدعو إلى تعزيز الاهتمام بالمواقع الأثرية في سوهاج، التي لا تزال تخفي كثيراً من الكنوز».