مخرجون مكتفون

> إذا لم يكن النجاح والطموح لتحقيق الأفضل، لمَ العمل في السينما أساساً؟ السؤال ضروري لأن المنتشر في عالم السينما العربية اليوم هو الاعتقاد بأنه إذا ما حقق المخرج فيلماً واحداً فإنه بذلك فصل نفسه عن البدايات وما عليه بعد اليوم إلا تكملة مشواره بالطريقة ذاتها. بعضهم يستمر والكثير منهم يتوقف بعد فيلمه الأول ذاك أو بعد فيلمين أو ثلاثة.
> من يحتاج لمشاهدة أفلام مالك وغودار وهيتشكوك وفيلليني وكاربنتر والأخوين تافياني والفونسي أوزون والمجري تار؟ من يحتاج لمعرفة أفلام الآخرين وكيف تم لهم صنعها؟ المخرجون العرب. من يحتاج لتعميق ثقافته بلغة السينما ومفرداتها البصرية والأسلوبية؟ المخرجون.
> أرى النقاد الجادّين لا يتركون فرصة من دون مشاهدة كل ما يصل إلى أعينهم، لكن المخرجين - من أيام الخمسينات وإلى اليوم - اكتفوا بالقليل جداً من كنوز السينما العالمية شاهدوها بالصدفة أكثر مما سعوا إليها عن سابق عمد وتصميم.
> بينما تدفع الصناعة السينمائية في أوروبا وفي آسيا البعيدة وفي أوروبا وأميركا اللاتينية بألوف الأفلام كل سنة، ترانا نفرح أكثر من اللازم بحفنة أفلام تصل إلى وهم اسمه «العالمية». المخرج الراحل محمد خان كان ملمّاً بكل تلك السينمات لدرجة الشغف. كان يعرف الكثير عن الكثير. تستطيع أن تتحدث وإياه حتى الصباح حول تلك الأفلام القديمة منها والحديثة.
> كان منفرداً في ذلك. بينما في الغرب لا يوجد ذلك الانفراد في الموضوع. العديد من المخرجين يعرفون العديد من الأفلام ومخرجيها وأساليبها. مارتن سكورسيزي موسوعة، مثله جون كاربنتر ورتشارد لينكلاتر وكونتِن تارنتينو وبيتر بوغدانوفيتش والعديد جداً سواهم.
> ليس عيباً أن تكون «سينيفيلياً» وتكون مخرجاً في الوقت ذاته. على العكس، ربما وجدت نفسك بالضرورة تنتمي إلى النادي النوعي للسينما.
م. ر