تفاصيل توقيف «محتال أسوان» تشغل المصريين

جمع مبالغ طائلة... ووفاة لواءي شرطة خلال مطاردته

مصطفى البنك (صفحات إخبارية بمحافظة أسوان على «فيسبوك»)
مصطفى البنك (صفحات إخبارية بمحافظة أسوان على «فيسبوك»)
TT

تفاصيل توقيف «محتال أسوان» تشغل المصريين

مصطفى البنك (صفحات إخبارية بمحافظة أسوان على «فيسبوك»)
مصطفى البنك (صفحات إخبارية بمحافظة أسوان على «فيسبوك»)

رغم الكشف عن وقائع نصب واحتيال كبرى، خلال السنوات الماضية بمحافظات مصرية مختلفة، فإن الكثير من المصريين يسقطون في شراك المحتالين بسهولة بعد إيهامهم بجني أرباح خيالية جراء استثمار أموالهم وإعطائهم فوائد كبيرة في مدد زمنية قصيرة.
وتعد قضية «مستريح مواشي أسوان»، أحدث حلقة في مسلسل النصب والاحتيال على المواطنين الراغبين في تحقيق ثراء سريع وسهل.
وتلقّى مدير أمن أسوان (جنوب مصر) بلاغاً ضد شخص يدعى مصطفى البنك، يفيد بجمعه مبالغ طائلة من المواطنين بدعوى توظيفها، والاتجار بالمواشي، لتحقيق عوائد ضخمة، إلا أنه خالف وعوده، ما دفع المودعين إلى التجمهر أمام منزله للمطالبة برد أموالهم، وتقديم بلاغات ضده.
وشغلت تفاصيل القضية الرأي العام في مصر، رغم تكرار وقوعها، ويقدّر بعض أهالي أسوان حجم الأموال التي استولى عليها «المستريح الجديد» بأكثر من نصف مليار جنيه مصري، (الدولار الأميركي يعادل 18.5 جنيه مصري).
ووفق أهالي أسوان فإن «مصطفى البنك»، كان يعمل سائق توك توك وحُكم عليه بالسجن عدة سنوات، وبعد خروجه جمع عشرات الملايين من الجنيهات، بمساعدة مندوبين له بقرى ونجوع أسوان.
وشجع انتظام «البنك» في دفع الأرباح المضاعفة، المتفق عليها كل 21 يوماً لبعض المودعين، المواطنين الآخرين على دفع مدخراتهم للاستثمار لديه، وفق شهود عيان، أشاروا في تصريحات صحافية إلى أنه بدأ في التعثر منتصف أبريل (نيسان) الماضي.

ولم يفلح المودعون في استرداد أموالهم عبر التجمهر أمام منزله، إذ وعدهم بسرعة رد الأموال بعد تعرضه لعملية نصب من بعض معاونيه وطلب مهلة يومين، حتى لاذ بالفرار.
وخلال مطاردته بنطاق جبال مدينة إدفو بأسوان، لقي لواءا شرطة مصرعهما مع جنديين آخرين بعد انقلاب السيارة التي كانوا يستقلونها، قبل أن يتم القبض على «البنك» في نهاية المطاف أمس.
ومنذ إلقاء القبض على أحمد مصطفى الشهير بـ«المستريح» والحكم عليه بالسجن والغرامة، في عام 2016، تطلق وسائل الإعلام المصرية اسم «المستريح» على كل عملية نصب في مجال استثمار وتشغيل الأموال، وتقرن كلمة «المستريح» باسم محافظته، ليعطي دلالة جديدة، على غرار «مستريح أسوان»، ومن قبله «مستريح الشرقية»، و«مستريح البحيرة»، و«مستريح الدقهلية».
ويحمّل متابعون ضحايا «مستريح أسوان» ومن سبقهم، مسؤولية ضياع أموالهم، لبحثهم عن الثراء السريع، وإيداع أموالهم ومدخراتهم لدى أشخاص غير موثوق بهم، ولدى بعضهم سجلات جنائية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».