تأهب فصائل غزة واحتياطات أمنية حول قادتها

مصر تكثّف اتصالاتها وتدرس دعوة الفلسطينيين إلى القاهرة

موقع برج الجلاء وسط غزة بعد أن أُخلي من الركام في الذكرى الأولى لحرب مايو بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
موقع برج الجلاء وسط غزة بعد أن أُخلي من الركام في الذكرى الأولى لحرب مايو بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
TT

تأهب فصائل غزة واحتياطات أمنية حول قادتها

موقع برج الجلاء وسط غزة بعد أن أُخلي من الركام في الذكرى الأولى لحرب مايو بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)
موقع برج الجلاء وسط غزة بعد أن أُخلي من الركام في الذكرى الأولى لحرب مايو بين إسرائيل و«حماس» (أ.ف.ب)

حذرت الفصائل الفلسطينية مجتمعة، إسرائيل، من ارتكاب أي «حماقة» في قطاع غزة، وقالت إن استهداف أي مسؤول في الفصائل داخل أو خارج الأراضي الفلسطينية: «سيفتح أبواب جهنم»، في وقت قالت فيه مصادر فلسطينية، إن المخابرات المصرية تدرس ترتيب اجتماعات مع الفصائل في القاهرة، من أجل تثبيت التهدئة في القطاع، وضمان عدم انفلات الأمور.
وقال القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، خلال مؤتمر صحافي ضم جميع الفصائل، إن «أي تهديدات للاحتلال لن ترهبنا، ولن توقف مسيرة المقاومة، وإن ارتكاب الاحتلال أي حماقة بحق قادة المقاومة أو المقدسات سيفتح عليه أبواب جهنم». واعتبر رضوان أن الاحتلال يحاول التغطية على «فشله وعجزه وارتباكه» بتهديد قادة «حماس» في الخارج وفي غزة بالاغتيال، مؤكداً أن الرد على ذلك «ستتعدى ارتداداته حدود فلسطين».
مؤتمر الفصائل جاء في الذكرى الأولى لمعركة «سيف القدس» بين الفصائل وإسرائيل التي استمرت 11 يوماً العام الماضي، بعد تصعيد بدأ في القدس وانتقل إلى غزة والداخل.
وشدد رضوان على أن الوحدة الوطنية تجسدت في معركة «سيف القدس» بأبهى صورها في القدس والضفة وغزة و48 ومخيمات اللجوء والشتات، وستستمر لأن «سيف القدس» ما زال مشرعاً ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال.
ودعا رضوان -في رد مباشر على محاولة إسرائيل فصل ساحات الضفة وغزة والقدس- إلى تصعيد «وسائل وأدوات الاشتباك مع الاحتلال في كافة الساحات والميادين».
دعوة رضوان جاءت بعد ساعات من إعلان قيادة الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، رفع حالة التأهب والجهوزية لكافة الأجنحة والتشكيلات العسكرية، بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن انطلاق مناورة شهر الحرب التي سمتها «العربات النارية». وأكدت الغرفة المشتركة في بيانها، أنها «في حالة انعقادٍ دائم لرصد ومتابعة سلوك العدو؛ تحسباً لقيامه بارتكاب أي حماقة ضد أبناء شعبنا».
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ، الاثنين، أكبر تدريب عسكري له منذ سنوات، يحاكي حرباً في كل الجبهات، أطلق عليه اسم «العربات النارية»، ويهدف إلى مضاعفة جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب شاملة ومتواصلة، جواً وبحراً وبراً، وفي الفضاء الإلكتروني. وحدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هدف التدريب الذي جاء في ظل التوترات الأمنية الأخيرة، هو «مضاعفة الجاهزية بشكل أساسي في الجبهة الشمالية؛ لكن أيضاً في الضفة الغربية وفي قطاع غزة».
وتدرس إسرائيل الرد على سلسلة العمليات الأخيرة، من خلال شن عملية عسكرية في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مع التركيز على مدينة جنين. وورد أن رئيس الوزراء نفتالي بنيت ووزير الدفاع بيني غانتس، اختلفا حول الخيار الذي يجب اتباعه، خلال اجتماع مع كبار مسؤولي الأمن حول موجة الهجمات. وأفادت القناة «13» بأن غانتس، بدعم من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، يفضل عملية في جنين، بينما يسعى بنيت لمواجهة في غزة.
ويخشى الفلسطينيون أن تباغتهم إسرائيل باغتيالات في قطاع غزة، بعد دعوات متصاعدة لاستهداف قائد «حماس» في القطاع يحيى السنوار، الذي كان قد طالب الفلسطينيين بتصعيد المقاومة بكل الطرق: «باستخدام الساطور والفأس إذا لم توجد البنادق»، قبل أن ينفذ فلسطينيون عملية في قلب إسرائيل بعد يومين باستخدام الفأس، فقتلا 3 إسرائيليين.
وأخذت «حماس» احتياطات مشددة حول مسؤوليها في القطاع، بما في ذلك السنوار.
واستباقاً لتصعيد محتمل، كثفت مصر اتصالاتها مع الأطراف. وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية، إن المخابرات المصرية تدرس ترتيب اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة، من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة، وضمان عدم انفلات الأمور. وبحسب المصادر، فإن الحوارات إذا ما اتفق عليها ستركز على التهدئة مع إسرائيل وسبل دفعها قدماً.
وكانت مصر قد طلبت من إسرائيل وقف التصعيد الميداني والاستفزازات في القدس، وطلبت من الفصائل تهدئة الموقف، بما في ذلك التصعيد الكلامي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.