حذرت الفصائل الفلسطينية مجتمعة، إسرائيل، من ارتكاب أي «حماقة» في قطاع غزة، وقالت إن استهداف أي مسؤول في الفصائل داخل أو خارج الأراضي الفلسطينية: «سيفتح أبواب جهنم»، في وقت قالت فيه مصادر فلسطينية، إن المخابرات المصرية تدرس ترتيب اجتماعات مع الفصائل في القاهرة، من أجل تثبيت التهدئة في القطاع، وضمان عدم انفلات الأمور.
وقال القيادي في حركة «حماس»، إسماعيل رضوان، خلال مؤتمر صحافي ضم جميع الفصائل، إن «أي تهديدات للاحتلال لن ترهبنا، ولن توقف مسيرة المقاومة، وإن ارتكاب الاحتلال أي حماقة بحق قادة المقاومة أو المقدسات سيفتح عليه أبواب جهنم». واعتبر رضوان أن الاحتلال يحاول التغطية على «فشله وعجزه وارتباكه» بتهديد قادة «حماس» في الخارج وفي غزة بالاغتيال، مؤكداً أن الرد على ذلك «ستتعدى ارتداداته حدود فلسطين».
مؤتمر الفصائل جاء في الذكرى الأولى لمعركة «سيف القدس» بين الفصائل وإسرائيل التي استمرت 11 يوماً العام الماضي، بعد تصعيد بدأ في القدس وانتقل إلى غزة والداخل.
وشدد رضوان على أن الوحدة الوطنية تجسدت في معركة «سيف القدس» بأبهى صورها في القدس والضفة وغزة و48 ومخيمات اللجوء والشتات، وستستمر لأن «سيف القدس» ما زال مشرعاً ولن يغمد إلا برحيل الاحتلال.
ودعا رضوان -في رد مباشر على محاولة إسرائيل فصل ساحات الضفة وغزة والقدس- إلى تصعيد «وسائل وأدوات الاشتباك مع الاحتلال في كافة الساحات والميادين».
دعوة رضوان جاءت بعد ساعات من إعلان قيادة الغرفة المشتركة للفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، رفع حالة التأهب والجهوزية لكافة الأجنحة والتشكيلات العسكرية، بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن انطلاق مناورة شهر الحرب التي سمتها «العربات النارية». وأكدت الغرفة المشتركة في بيانها، أنها «في حالة انعقادٍ دائم لرصد ومتابعة سلوك العدو؛ تحسباً لقيامه بارتكاب أي حماقة ضد أبناء شعبنا».
وكان الجيش الإسرائيلي قد بدأ، الاثنين، أكبر تدريب عسكري له منذ سنوات، يحاكي حرباً في كل الجبهات، أطلق عليه اسم «العربات النارية»، ويهدف إلى مضاعفة جاهزية الجيش الإسرائيلي لحرب شاملة ومتواصلة، جواً وبحراً وبراً، وفي الفضاء الإلكتروني. وحدد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن هدف التدريب الذي جاء في ظل التوترات الأمنية الأخيرة، هو «مضاعفة الجاهزية بشكل أساسي في الجبهة الشمالية؛ لكن أيضاً في الضفة الغربية وفي قطاع غزة».
وتدرس إسرائيل الرد على سلسلة العمليات الأخيرة، من خلال شن عملية عسكرية في قطاع غزة أو الضفة الغربية، مع التركيز على مدينة جنين. وورد أن رئيس الوزراء نفتالي بنيت ووزير الدفاع بيني غانتس، اختلفا حول الخيار الذي يجب اتباعه، خلال اجتماع مع كبار مسؤولي الأمن حول موجة الهجمات. وأفادت القناة «13» بأن غانتس، بدعم من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، يفضل عملية في جنين، بينما يسعى بنيت لمواجهة في غزة.
ويخشى الفلسطينيون أن تباغتهم إسرائيل باغتيالات في قطاع غزة، بعد دعوات متصاعدة لاستهداف قائد «حماس» في القطاع يحيى السنوار، الذي كان قد طالب الفلسطينيين بتصعيد المقاومة بكل الطرق: «باستخدام الساطور والفأس إذا لم توجد البنادق»، قبل أن ينفذ فلسطينيون عملية في قلب إسرائيل بعد يومين باستخدام الفأس، فقتلا 3 إسرائيليين.
وأخذت «حماس» احتياطات مشددة حول مسؤوليها في القطاع، بما في ذلك السنوار.
واستباقاً لتصعيد محتمل، كثفت مصر اتصالاتها مع الأطراف. وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية، إن المخابرات المصرية تدرس ترتيب اجتماعات مع الفصائل الفلسطينية في القاهرة، من أجل تثبيت التهدئة في قطاع غزة، وضمان عدم انفلات الأمور. وبحسب المصادر، فإن الحوارات إذا ما اتفق عليها ستركز على التهدئة مع إسرائيل وسبل دفعها قدماً.
وكانت مصر قد طلبت من إسرائيل وقف التصعيد الميداني والاستفزازات في القدس، وطلبت من الفصائل تهدئة الموقف، بما في ذلك التصعيد الكلامي.
تأهب فصائل غزة واحتياطات أمنية حول قادتها
مصر تكثّف اتصالاتها وتدرس دعوة الفلسطينيين إلى القاهرة
تأهب فصائل غزة واحتياطات أمنية حول قادتها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة